بسم الله الرحمن الرحيم .قال اهبطا منها جميعا بعضكم عدو فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يسقى . ومن اعرض عن ذكرى فإن لة معيشة ضنكا ونحشرة يوم القيامة أعمى . قال ربى لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا". قال كذلك أتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسّى .(صدق الله العظيم)                     قال تعالى لادم وحواء وإبليس اهبطوا منها جميعا" أى من الجنة كلكم ، وقد بسطنا ذلك فى سورة البقرة (بعضكم لبعض عدو) قال ادم وذريتة وإبليس وذريتة وقولة (فإما ياتينكم منى هدى ) قال أبو العالية : الانبياء والرسل والبيان (فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ) قال عباس لا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الاخرة ( ومن أعرض عن ذكرى ) أى خالف أمرى وما أنزلتة على رسولى أعرض عنة وتناساة وأخذ من غيرة هداة (فإن لة معيشة ضنكا) فى الدنيا فلا طمأنينة لة ولا انشراح لصدرة بل صدرة ضيق حرج لضلالة وإن تنعم ظاهرة ولبس ماشاء وأكل ماشاء وسكن حيث شاء فإن قلبة مالم يخلص إلى اليقين والهدى فهو فى قلق وحيرة وشك فلا يزال فى ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة وقال العوفى عن ابن عباس (فإن لة معيشة ضنكا) قال كل ما أعطيتة عبدا" من عبادى قل أو كثر لا يتقينى فية فلا خير فية وهو الضنك فى المعيشة وقال أيضا" إن قوما" ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا فى سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا" وذلك أنهم كانوا يرون ان الله ليس مخلفا" لهم معايشهم من سؤ ظنهم بالله والتكذب فإذا كان العبد يكذب بالله ويسىء الظن بة والثقة بة اشتدت علية معيشتة فذلك الضنك ، وقال الضحاك هوالعمل السىء ، والرزق الخبيث وكذا قال عكرمة عن أبى سعيد فى قولة ( معيشة ضنكا) قال يضيق علية قبرة حتى تختلف أضلاعة ، عن أبى الهيثم عن أبى سعيد قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم فى قول الله عز وجل (فإن لة معيشة ضنكا) قال ضمة القبر لة ، عن أبى هريرة رضى الله عنة قال أتدرون ماالمعيشة الضنك ؟ قال الله ورسولة أعلم ، قال ( عذاب الكافر فى قبرة والذى نفسى بيدة أنة ليسلط علية تسعة وتسعون تنينا" ، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون فى جسمة ويلسعونة ويخدشونة إلى يوم يبعثون(رفعة منكر جدا) ( ونحشرة يوم القيامة أعمى ) وقال  عكرمة عمى علية كل شىء إلا جهنم ، ويحتمل أن يكون المراد أنة يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا" كما قال تعالى ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا" وبكما" وصما" مأواهم جهنم) ولهذا يقول ( رب لم حشرتنى أعمى وكنت بصيرا) ( قال كذلك اتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) أى لما أعرضت عن ايات الله وعاملتها معاملة من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من نسيك ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) فإن الجزاء من جنس العمل . فاما نسيان لفظ القران مع فهم معناة والقيام بمقتضاة فليس داخلا فى هذا الوعيد الخاص إن كان متوعدا" علية من جهة أخرى ، عن سعد بن عبادة رضى الله عنة قال عن النبى صلى الله علية وسلم قال ( مامن رجل قرأ القرأن فنسية إلا لقى الله يوم يلقاة وهو أجذم ) ثم رواة الامام أحمد