منذ استولى النصيريون على مقاليد الحكم في سوريا على يد الغابر الغادر حافظ الأسد عام 1970م والشعب السوري يعيش أسوأ حقبة زمنية في تاريخه المعاصر والغابر!
فالقبضة الحديدية التي أحكم من خلالها الأسد الخناق على رقاب شعبه والقمع المتوحش الذي تعامل به زبانية النظام مع أهل حماة في الثمانينيات الميلادية أوجد مجتمعًا مهيض الجناح، مغلوب الإرادة، مسلوب الكرامة!
فَقَد الشعب السوري الحد الأدنى من حقوق الإنسان في العيش الكريم، أو ممارسة حقه المشروع في العبادة دون ملاحقة رجال المخابرات واستجوابهم المستمر لعمار المساجد ومرتاديها, كما حوربت السلفية بشكل مقيت ومخزٍ حتى أصبحت كتب ابن تيمية وابن القيم مصدر قلق حقيقي لنظام الحكم وأمن الدولة، وأصبح بيع أو تداول كتب ابن باز وابن عثيمين جريمة يعاقب عليها بالسجن عشر سنوات!!
وفي المقابل شرعت الأبواب لرافضة إيران لفتن الناس عن دينهم وإقامة الحسينيات، وكفى بها بؤر شرك ومراتع فساد!
لقد أصبحت سوريا في عهد الأسد الهالك وشبله البائد محافظة إيرانية لا تخطئها العين، ولا يجتازها النظر الصحيح؛ فالمعممون زرافات ووحدانًا في شوارع دمشق واللاذقية وحمص وكأنهم في أزقة طهران وأصفهان وشيراز!!
الأموال الرافضية تنهمر على الخزينة السورية لتشييع الناس ونقلهم من جنة السُّنَّة إلى جحيم المجوسية بقوة الحديد ولهيب النار تارة, وبرنين الدولار واليورو تارة أخرى!
وغير غائب عن البال تلك المحافل الصوفية ذات الأخطبوط المتمدد في كل اتجاه حتى غدت الطرق المبتدعة تناهز السبعين طريقة، أقلها سوءًا ما اشتملت على بدعة مغلظة تهدم الدين من أصوله وتستأصله من جذوره!!
لقد تحولت بلاد الشام في عهد الأسدين الورقيين إلى بلاقع من يباب وأنهار من سراب، فجفّت أنهار دمشق وانخفض المحصول الزراعي، وضاقت بالناس أرض الشام على رحبها، وكان البحث عن لقمة العيش قصة عناء طويلة تبدأ مع بواكير الصباح وتنتهي مع هزيع الليل, ومحصلةُ الكدِّ كله دراهمُ معدودة لا تشبع الجوعى، ولا تروي العطشى، ولا تحقق الحد الأدنى من احتياجات الناس!
إن قيام الشباب السوري في المحافظات والقرى السورية لاستعادة حريتهم وكرامتهم واسترداد حقوقهم ومكاسبهم أمر مشروع، لا سيما في ظل حكمٍ نصيري غاشمٍ فتن الناس عن دينهم، وحال بينهم وبين تحصيل الحد الأدنى من العلم الشرعي والعبادة المشروعة.
ولو عرَّجنا على ملف المعتقلات وما يجري فيها من العذاب والنكال لتفتت الأكباد وانخلعت القلوب، وأنت ترى وتسمع عن آلاف الأسرى في سجون البعث السوري من كافة الأطياف، ولا سيما المعتقلون من العلماء والدعاة!
والخارجون من سجون بشار يصفون فنون القمع والعذاب التي لم يعرفها من قبل ذلك إنس ولا جان!
ولا نظن -ثقة بالله- إلاّ بأن نظام البعث سيسقط قريبًا ليذهب إلى مزبلة التاريخ بكل كبريائه وغروره, وكفره وإلحاده.
وحقّ لشباب الشام أن يرددوا: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي .. بعزِّ عزيز أو بذل ذليلٍ!
اللهم نصرك يا قوي!
ساحة النقاش