<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
أيهما أفضل العبادة أم الاشتغال بالعلم والتعليم؟
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : الإنصاف أن يقال كلما زاد على ما هو في حق المكلف فرض عين فالناس فيه على قسمين : من وجد في نفسه قوة على الفهم والتحرير، فتشاغله بذلك أولى من إعراضه عنه وتشاغله بالعبادة لما فيه من النفع المتعدي، ومن وجد في نفسه قصوراً فإقباله على العبادة أولى لعسر اجتماع الأمرين، فإن الأول لو ترك العلم لأوشك أن يضيع بعض الأحكام بإعراضه، والثاني لو أقبل على العلم وترك العبادة فاته الأمران لعدم حصول الأول وإعراضه به عن الثاني والله الموفق ([1]).
قال النووي رحمه الله: يجزي [يعني للمعتكف] أن يقرأ القرآن ويقرئه غيره، وأن يتعلم العلم ويعلمه غيره، ولا كراهة في ذلك في حال الاعتكاف. قال الشافعي وأصحابنا: وذلك أفضل من صلاة النافلة، لأن الاشتغال بالعلم فرض كفاية فهو أفضل من النفل، ولأنه مصحح للصلاة وغيرها من العبادات، ولأن نفعه متعد إلى الناس، وقد تظاهرت الأحاديث بتفضيل الاشتغال بالعلم على الاشتغال بصلاة النافلة.
وكان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يترك صيام النافلة في بعض الأيام ويقول: لأنه يضعف عن القيام بحوائج الناس.
الجهاد في سبيل الله.
عن أبي هريرة t قال : قيل للنبي r ما يعدل الجهاد في سبيل الله U ؟ قال : «لا تستطيعوه» قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه» وقال في الثالثة : «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد إلى أهله»([2]).
عن أبي سعيد الخدري t قال : قيل يا رسول الله : أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله r : «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله»، قالوا : ثم من ؟ قال : «مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره»([3]).
وإنما كان المجاهد أفضل من المؤمن المعتزل للناس، لأنه بذل نفسه وماله في سبيل الله، مع ما في جهاده من النفع المتعدي، فإنه بالجهاد يدخل الناس في دين الله أفواجاً، ويذل الكفر وأهله، وتحمي حوزة الدين، وتحفظ حرمات المسلمين، وغير ذلك من المصالح العظيمة التي تحصل بالجهاد.
ولذلك كان من أسباب خيرية هذه الأمة على ما سواها من الأمم أنها أنفع الأمم لغيرها، فإن هذه الأمة تنفع غيرها من الأمم بأنفع الأشياء على سبيل الإطلاق، ألا وهو السعي في هدايتها إلى الإسلام، ثم ما يترتب على ذلك من دخولهم الجنة، ونجاتهم من النار.
عن أبي هريرة t : ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ[ قال : خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام ([4]).
وقال ابن حجر رحمه الله: (خير الناس للناس) أي : أنفعهم لهم، وإنما كان ذلك لكونهم كانوا سببا في إسلامهم ([5]).
ونقل ابن حجر رحمه الله عن ابن الجوزي رحمه الله قوله : معناه أنهم أسرور وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً، فدخلوا الجنة ([6]).
الحراسة في سبيل الله:
ومما يتعدى نفعه الحراسة في سبيل الله : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال : «ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف لعلة أن لا يرجع إلى أهله» ([7]).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله r يقول : «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله»([8]).
«عينان لا تمسهما النار» أي لا تمس صاحبهما، فعبر بالجزء عن الجملة ([9]).
([2]) رواه البخاري (2635) ومسلم (1878).
([3]) رواه البخاري (2634) ومسلم (1888).
([7]) رواه الحاكم (2424) وصححه ووافقه الذهبي.
ساحة النقاش