وختاماً..

أخي وحبيبي.. ورفيقي في طريق الله..

ليست هذه أولى الأزمات التي مرت بأمتنا الإسلامية..

ليس هذا أول الجراح أو أول الآلام..

ليست هذه أولى السقطات..

     فبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت جزيرة العرب بكاملها إلا ثلاث مدن وقرية..  وظهر من يدعي أنه يوحى إليه..  وأنه رسول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..

"ومن اظلم ممن افترى على الله كذباً.. أو قال: أوحى إلي ولم يوح إليه شيء، ومن قال: سأنزل مثل ما أنزل الله"..

     ظهر مسيلمة الكذاب وارتد معه عشرات الألوف.. ومع ذلك لم تنزل الطير الأبابيل.. ولم تُرم حجارة من سجيل.. وظل الوضع كما هو عليه إلى أن بعث الله عز وجل رجالاً يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم..

جاء خالد بن الوليد وأصحابه ليطهِّروا الأرض من مسيلمة وأصحابه..

أما قبل قدوم المجاهدين ..  فلا طير أبابيل..

ـ ذبح الصليبيون في بيت المقدس سبعين ألفاً من المسلمين في يوم واحد سنة 492 هـ ولم تنزل الطير الأبابيل ولم ترمَ حجارة من سجيل..

وظل الوضع على ما هو عليه إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي ومن معه من المجاهدين ليطهروا الأرض من الصليبين..

ـ استباح التتار بغداد وقتلوا من أهلها ألف ألفٍ في أربعين يوماً سنة 656 هجرية.. لم تنزل طير أبابيل على التتار المشركين الظالمين الكافرين..

وظل الوضع على ما هو عليه إلى أن بعث الله قطز ومن معه من أبطال المسلمين..

فكانت عين جالوت..  وكان النصر والتمكين..

ـ بل أشد من ذلك..

جهز القرامطة (وهم طائفة من أخبث طوائف الشيعة، حتى إن بعض العلماء أخرجهم من دائرة الإسلام) جهزوا جيشاً لغزو مكة المكرمة.. وبالفعل دخلوا الحرم المكي والبيت الحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية في سنة 317  واستباحوا مكة وأهلها.. سفكوا دماء كل من كان بالحرم من الحجيج.. حتى من تعلق بأستار الكعبة.. وتناثرت الأشلاء في الكعبة المشرفة.. وسالت الدماء على أطهر بقعة في الأرض..

وكان زعيمهم عليه لعنه الله (أبو طاهر سليمان الجنابي) يقف على باب الحرم يقول:

أنا لله وبالله أنا              يخلق الخلق وأفنيهم أنا!!

      بل أرسل رجلاً من أتباعه لينزع الحجر الأسود من مكانه..  وذهب إليه, ونزعه بالفعل!! ثم وقف يرفعه إلى السماء ويقول في كفر صريح:

أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟!!

      ولم تنزل الطير الأبابيل.. ولم ترمَ حجارة من سجيل..

وانتُزِع الحجر الأسود من مكانه لمدة اثنتين وعشرين سنة كاملة!!!.. ولم يعد إلا في سنة 339 هجرية..

ظل المسلمون يحجُّون إلى بيت الله الحرام اثنتين وعشرين سنة بدون حجر أسود!!!..

إنها السنة الإلهية المستقرة لهذه الأمة.. "إن تنصروا الله ينصركم, ويثبت أقدامكم"..

نحن لسنا في زمان أبرهة.. نحن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وبغير شرعه صلى الله عليه وسلم فلا نصر ولا فوز ولا نجاة.

دين الله واضح لا غموض فيه.. قواعد شرعية معلومة.. وسنن إلهية ثابتة.. إن سار عليها المسلمون فازوا في دنياهم وأخراهم.. وإن أبوا.. فلا يلومُنَّ إلا أنفسهم..

وصدق الله إذ يقول:

"من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً".

فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد..

وجزاكم الله خيراً كثيراً..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: د/ راغب السرجانى
meetelhaloog

أهلا بكم فى موقع ميت الحلوج - موقعنا كلنا

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2011 بواسطة meetelhaloog

ساحة النقاش

ميت الحلوج

meetelhaloog
لكى يعلم الناس ان كلماتنا كالعرائس اذا عشنا من اجلها ومتنا فى سبيل تحقيقها دبت فيها الحياة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

38,315