......
"والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون"

(بقرة 4)
.....
ذكر في الآية السابقة ثلاث صفات عظيمة للمتقين وهي الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والإنفاق في وجوه الخير
......
وهذه الصفات على عظمتها ليست كافية للتقوى أي للوقاية من النار
......
إذ قد يقول إنسان مثلا لقد آمنت بالغيب الذي أخبر به إبراهيم عليه السلام وأقيم الصلاة على ملته وأنفق في الخير ولن أشغل بالي بغيره من الأنبياء
......
وقد يختار غيره نوح أو موسى أو غيرهما ولا يؤمن بغير من اختاره
.....
فأمثال هؤلاء لن يكونوا من المتقين
......
فقد أوضحت تلك الآية صفات أخرى للمتقين وهي أنهم يؤمنون بكافة رسالات الله سبحانه من أولها إلى آخرها
.....
فهم يؤمنون بما أنزل إليك يا محمد كما يؤمنون بجميع ما سبقك من رسالات
......
لا يقبل أن يؤمن الإنسان ببعض الرسالات والرسل وينكر البعض
......
لا بد أن يؤمن بالجميع وأن يوقن بالرسالة الآخرة
.....
أن يوقن بصدق ما بلغه منها لأن الله تعهد بحفظها
......
أما الرسالات السابقة فهو يؤمن بها إجمالا أما تفاصيل ما بلغ منها فلا أحد على يقين من صدقها لأن كثيرا منها نالها التحريف والتبديل والتغيير لأن الله أوكل حفظها للبشر ولم يتعهد بحفظها
.......
فاليقين بصحة الرسالة وسلامتها من التغيير يختص بالرسالة الآخرة فقط
......
وفوق ذلك فهم كما أيقنوا بالرسالة الآخرة فهم أيضا يوقنون باليوم الآخر من قيامة وبعث وحشر وحساب وجنة ونار
.....

المصدر: د. عبد العزيز محمد غانم
masry500

طابت أوقاتكم وبالله التوفيق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2014 بواسطة masry500

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

106,108