معاذ الله أن يطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من كان شقيا شديد الفجور.
ياسر الخبيث .. أعطاه الله هيئة حسنة ولكنه أبى إلا أن يقبحها .. يلبس زي العلماء وهو الجهول ، ويتكلم مقلدا وقار الحكماء وهو الأحمق.
ما أخبث أفكاره وما أعظم سمومه التي ينفثها كحية رقطاء .. ذلك الذي يدعى ياسر الحبيب ؛ ولكنه أبى إلا أن يشتهر بياسر الخبيث لشدة خبثه ونتانة فكره ؛ ذلك أنه عاد إلى ما نهى الله عن العودة إليه ؛ حيث عاد إلى حديث الإفك وأعاد محاولة إلصاق تهمة الفاحشة بالسيدة عائشة رضي الله عنها - زوج حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم - بعد إذ برأها الله من تلك التهمة الكاذبة الملفقة.
تلك العودة لحديث الإفك من جديد الذي أعاد افتراءه المنافقون الجدد والذي تولى كبره منهم في هذا العصر ذلك البعيد المنافق الذي اشتهر بياسر الخبيث ؛ أقول له : هل هذا هو العلم الذي لديك أيها الجهول الحاقد الحقير ؟؟
لا أحب أن ألعن أحدا وإنما أوكل لعنتك إلى الله إن شاء الله ؛ وإنني لأعجب أشد العجب من أفواهكم المليئة باللعن للمتقين الأبرار ، فما أسهل اللعن على ألسنتكم التي ستعلقون منها يوم القيامة إن لم تسارعوا بالتوبة ، ومن هم الذين تلعنون ومن هم الذين تتهمون ؟؟ أتلعنون من حمل لواء الدين ونشره في أرجاء الأرض ؟؟ أتلعنون صفوة الخلق الذين اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه الخاتم ونصرته ومصاهرته والذي قال الله فيهم : "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وأثنى عليهم في غير موضع غير ذلك ؟؟
لن أتكلم طويلا فالموضوع أوضح من أن أشرحه ؛ ولكني أسأل هذا الجهول بعض الأسئلة.
أولا – ألم تقرأ قول الله تعالى :
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
والآية خطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وتبين أن الله يريد أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا ، والآية صرحت بإرادة الله تعالى وليس بمجرد الموعظة أو الإرشاد.
فما معنى إرادة الله أيها الجاهل ؟؟
أليست إرادة الله نافذة بالرغم من جهلك وحمقك ؟؟
ألا تعني الآية أن ما يريده الله لا بد أن يقع وأن يتحقق .. أم تعني - وحاشا لله - أن إرادته يمكن لأحد أن يمنع وقوعها ونفاذها وتحققها؟؟ ألا تعني الآية أن الرجس لابد وأن يذهب وأن الطهر لا بد وأن يتحقق لجميع نساء النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
ماذا يمكنك أن تقول أيها الخبيث في هذه الآية إلا إذا استكبرت وكفرت؟؟
ثانيا – ألم تقرأ سورة النور وما فيها ؟؟ ألم تجد فيها إرشاد الله للمؤمنين أن يظنوا بأنفسهم خيرا ويقولوا هذا إفك مبين ، ثم يقولوا سبحانك هذا بهتان عظيم ، وذلك في نفس الموضوع تماما وليس غيره؟؟ أم أنك تعلم أنك لست من المؤمنين الذين يخاطبهم الله ؟؟ أم أنك كفرت فلا حاجة بك إلى إرشادات الله؟؟ أم أنك تريد أن ترد كلام الله العظيم وتستبدله بكلامك الخبيث الحقير؟؟
ألم تقرأ في سورة النور موعظة الله للمؤمنين ألا يعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ؟؟
فما معنى أبدا ؟؟ هل تعني شهرا أو شهرين أو عاما أو عامين أو ألفا أو ألفين أيها الجاهل الأحمق؟؟
فأنت لم تعد إلى مثل الحديث ؛ بل لقد عدت إلى نفس الحديث وهذا أشد في المخالفة لأمر الله ؛ وقد حذر الله من العودة لمثل ذلك ؛ فلماذا عدت أيها الخبيث؟؟ لا يوجد إجابة إلا افتقادك الشرط الذي اشترطه الله تعالى في قوله : إن كنتم مؤمنين ، أم أنك تظن بجهلك وحمقك أن ما عندك من ترهات خير مما يعظك به الله والعياذ بالله.
ألا تحب أيها الجهول أن تقيم نفسك وتعرف وزنك عند الله تعالى..
أنا أدلك على طريقة تقيس بها وزنك عند الله :
فهذه آيات من كتاب الله العزيز وليست من كتب هذا أو ذاك :
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ{12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ{13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ{15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ{16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{17} وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{19}النور11-19
والآن لتبدأ في تقييم نفسك ومحاولة معرفة وزنك عند الله تعالى بإجابتك عن هذه الأسئلة :
1- هل أنت تشبه المنافقين الذين وصفهم الله بأنهم جاءوا بالإفك أم أنت تشبه المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بأنهم ظنوا بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين؟؟
2- هل أنت تشبه المنافقين الذين أفاضوا في هذا الحديث أم تشبه الذين اتقوا الله تعالى؟؟
3- هل أنت من المنافقين الذين نطقت ألسنتهم وقالت أفواههم ما يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم أم أنت من الذين إذ سمعوا هذا الإفك قالوا ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم؟؟
4- هل أنت من المؤمنين الذين امتثلوا لموعظة الله تعالى بعدم العودة لمثل هذا الحديث أبدا أم أنك من المنافقين الذين لم يبالوا بموعظة الله وعادوا للخوض في نفس الحديث وأفاضوا؟؟
5- هل أنت من المنافقين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا أم أنك من المتقين الورعين؟؟
هل أجبت عن هذه الأسئلة أيها المنافق؟؟ هل تظن بعد ذلك أنك يمكنك النجاة والإفلات من عقاب الله إن لم تسارع بالتوبة والإنابة إلى خالقك متذللا خاشعا له لعله يقبل توبتك إن تبت إليه صادقا؟؟ أم أن كبرك وحمقك يمنعانك من التذلل لمن خلقك؟؟
ثانيا – دعنا نتكلم قليلا بعيدا عن الدين أيها الجاهل ؛ هب إن فريقا من الناس يتبعون أحد المصلحين وليس أحد الأنبياء ؛ فهل يحب أحد منهم أن يتهم زعيمه في عرضه حتى وإن كان صدقا أيها الغبي؟؟ إن أتباع الزعماء يخفون مساوئ زعمائهم ومساوئ أهل زعمائهم ، ولا يتحملون أيها الجاهل أن يقول لهم أحد الناس : أنكم أتباع المنحرف أو أتباع زوج المنحرفة مثلا ؛ أما أنتم فالعجب كل العجب على تبلدكم وتبلد إحساسكم حين تدّعون على آل نبيكم ما تدعونه كذبا وبهتانا وتحاولون قدر استطاعتكم جمع الأكاذيب لإلصاق هذه التهمة بآل نبيكم ، لكي تسعدوا حين يسألكم الناس - والعياذ بالله - ألستم أتباع الرجل الذي وقع من زوجه كذا وكذا فتبتسمون كالبلهاء وتجيبون بفرحة وسعادة وتبلد قائلين : نعم نعم نحن هم !!
فوا عجبا من تبلدكم وتبلد إحساسكم الذي و صل إلى درجة لم يصل إليها القردة والخنازير.
ماذا تتوقع أيها الأحمق من رسول الله يوم القيامة..
هل تتوقع أن يفتح لك ذراعيه ويعانقك عناقا طويلا ويقول أهلا بالصادق الصدوق الذي فضح أهل بيتي وكشف فسقهم للناس ، ثم يكرر ترحابه الحار بك بصفتك فاضح عرضه المصون؟؟
ماذا تتوقع أيها الجاهل أن يكون موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يسأله ربه : ما قولك في هؤلاء الذين حاولوا الإساءة إلى أهلك وعرضك وتقوّلوا على نسائك تقوّلا عظيما؟؟
أتنتظر أن يبتسم لك رسول الله ؟؟ أم تظنون أن الرسل – حاشا لله – كواحد منكم متبلد الإحساس يسعده وجود الفاحشة في أهله وخاصته فضلا عن نبيه الذي هو أولى عند المؤمن من نفسه وأهله؟؟
ألست تحب النبي أكثر من نفسك؟ المفترض أن تقول بلى .. فإن كان لا يزعجك أن تلصق تهمة الفسق بإحدى نسائه ؛ فإنك إذن إن وجدت الفسق في أهل بيتك فسوف يكون هذا أقل إزعاجا ؛ وإن كنت تسعد بأن يتكلم الناس عن فسق إحدى نساء نبيك وتقابل ذلك بحس متبلد ؛ فسوف تكون سعادتك إذن أكبر حين يتكلم الناس عن فسق نساء أهل بيتك وسوف تلقى ذلك بتبلد أكبر!!
لا أجد إلا أن أقول لك : إن لم تسارع بالتوبة إلى بارئك فما أراك إلا قد سقطت إلى ما دون القردة والخنازير.
قبح الله وجوه رجال يجمعون الأكاذيب ليقنعوا الناس أن زوجات نبيهم فاسقات والعياذ بالله وبذلك تستريح صدورهم المريضة وتهدأ نفوسهم الخبيثة.
أسأل الله الهداية لمن يرغب في الهداية
وإلى لقاء آخر إن شاء الله
دمتم بخير
ساحة النقاش