تمهيد :
((( كتبت المنهج الرقمي القياسي عام 1993م ، ونشرته بمصر عام 1998م ، وكان إذ ذاك يسمى العروض الرقمي إذ لم يكن مصطلح العروض الرقمي قد ذكر قبل ذلك ؛ فلما ظهر الرقمي الشمولي متخذا نفس الاسم ؛ رأيت أن أضيف إلى منهجي لفظة القياسي تمييزا له عن الشمولي وعن أية رقميات أخرى قد تستجد فيما بعد )))
مدخل إلى الرقمي القياسي
( أ ) الرموز الرقمية في المنهج الرقمي القياسي :
1 : حرف واحد ساكن ( ه )
1َ : حرف واحد متحرك ( / )
2 : متحرك يليه ساكن ( /ه ) ........ ( أي : سبب خفيف )
2َ : حرفان متحركان ( // ) ......... ( أي : سبب ثقيل )
3 : متحركان يليهما ساكن ( //ه ) ......... ( أي : وتد مجموع )
3َ : متحركان بينهما ساكن : ( /ه/ ) .......... ( أي : وتد مفروق )
4 : ثلاث متحركات والرابع ساكن ( ///ه ) ........ ( أي : سبب ثقيل // ثم سبب خفيف /ه وهذا يساوي فاصلة صغرى )
((( يوجد وحدة أخيرة في العروض يسمونها الفاصلة الكبرى وهي أربع متحركات ثم ساكن ( ////ه ) وهي تساوي سببا ثقيلا // متبوعا بوتد مجموع //ه ويمكن أن يرمز لها بالرقم 5 ولكنها ليس لها استخدام تطبيقي في العروض الرقمي القياسي ))).
( ب ) الوحدات الأساسية في الرقمي القياسي :
يوجد وحدتان أساسيتان في الرقمي القياسي وهما 2 و 3 أي السبب الخفيف والوتد المجموع
ومن هاتين الوحدتين يتم استنباط التفعيلات أو التركيبات الأساسية ثم المنظومات التي يتم اشتقاق كافة البحور منها.
( ج ) االتفعيلات الأساسية في الرقمي القياسي :
التفعيلة الأساسية في الرقمي القياسي هي ما تركب من وتد مجموع وسببين خفيفين أي : 3 و 2 و 2 بغض النظر عن موضع الوتد بالنسبة إلى السببين.
ومن ذلك نرى أنه يمكن أن يتولد عن هذا التركيب ثلاث تفعيلات لا رابع لها :
1- إما أن يكون الوتد متصدرا هذا التركيب : ( 223 ) فيسمى تفعيلة الصدر
2- أو يكون في قلب هذا التركيب : ( 232 ) فيسمى تفعيلة القلب
3- أو يكون في نهاية أو عجز هذا التركيب ( 322) فيسمى تفعيلة العجز
( د ) المنظومات الرقمية :
هذه التفعيلات الثلاثة : الصدر والقلب والعجز ينتج عن كل واحدة منها منظومة تسمى باسمها ؛ والمنظومة ما هي إلا تكرار لإحدى التفعيلات الأساسية ثلاث مرات وبذلك يمكن أن يتكون لدينا ثلاث منظومات كالتالي :
1- منظومة الصدر : تتكون من تكرار تفعيلة الصدر : 223 223 223
2- منظومة القلب : تتكون من تكرار تفعيلة القلب : 232 232 232
3- منظومة العجز : تتكون من تكرار تفعيلة العجز : 322 322 322
((( والمنظومات الرقمية مصطلح يختص به المنهج الرقمي القياسي ولا يوجد في سواه )))
ومن هذه المنظومات الرقمية الثلاثة سوف يتم اشتقاق كافة بحور الشعر بطريق الاستنباط في الفصول التالية إن شاء الله ؛ وذلك عن طريق بعض الإجراءات التي نجريها على هذه المنظومات فينتج عن كل إجراء عدد من البحور يكون مجملها في النهاية كافة بحور الشعر العربي.
======================================
((( ملاحظة : في العروض التقليدي يوجد علاقة قرابة واحدة بين البحور وهي علاقة الدائرة ؛ فالبحور أبناء الدائرة الواحدة بينها قرابة ، أما في الرقمي القياسي فيوجد علاقتان للقرابة : علاقة المنظومة ؛ حيث أن البحور أبناء المنظومة الواحدة بينهما قرابة من نوع ما وأسميها القرابة الأفقية لأنها تمثل الصف في جدول الاشتقاق ، وكذلك يوجد قرابة أخرى وهي قرابة الإجراء ؛ فالبحور أبناء الإجراء الواحد بينهما قرابة أخرى من نوع ثان وهي تناظر قرابة الدائرة في التقليدي وأسميها القرابة الرأسية لأنها تمثل العمود في جدول الاشتقاق ، وسوف نرى فائدة هاتين العلاقتين عندما يقترح بعض العروضيين بضم أحد البحور إلى دائرة أخرى غير دائرته الأصلية لوجود وجه تقارب ؛ فإننا سوف ندرك أن هذا الوجه جاء لأن البحر المراد ضمه هو من نفس منظومة أحد البحور في الدائرة الأخرى ؛ لذلك يجب أن يبقى في دائرته الأصلية مع أخذ قرابة المنظومة في الاعتبار )))
وإلى لقاء آخر إن شاء الله
دمتم بخير
ساحة النقاش