لسان حال العرب يقول : أيها الفلسطينيون .. نحن آسفون .. اذهبوا فقاتلوا عدوكم وحدكم .. إنا هاهنا قاعدون ....
من يتأمل أحوال إخوتنا الفلسطينيين تأمل أصحاب الحس السليم وأصحاب القلوب النابضة والضمائر الحية فإن عينه سوف تبكى دموعا ودماء وإن قلبه سوف يتقطع حزنا وألما لما يعانيه هذا الشعب من ويلات ليست في مقدور احتمالات البشر.
هل معقول أن يعيش إخوة لنا في مثل تلك المهزلة التاريخية والمهانة الآدمية التي امتدت لعقود طويلة فلا يجدون ضرورات الحياة من مأكل ومسكن وملبس وتعليم وأمن ، ولا حتى الأطفال يجدون حقهم في طفولة آمنة ، فطفولتهم وحياتهم تقذف من كل مكان وهى عرضة دائما لأن تخطفها الطير أو تهوى بها الريح في مكان سحيق.
هل معقول أنهم يعيشون كذلك ونحن العرب أصحاب الهمة والنخوة لا نحرك ساكنا ، ماذا دهانا ؟ ما الذى يخيفنا ؟ ماذا ننتظر حتى نجد حلا ؟؟
ألم يكفنا مرور عقود طويلة دون حل ؟ هل نحتاج إلى عقود أخرى أطول من ذلك لكي نجد حلا ؟؟
هل ما زلنا نصدق أطروحات وترهات القوى الكبرى والمنظمة البائسة التي لم تقدم شيئا ملموسا حتى الآن ولن تقدم ؟
إن إسرائيل وهى دويلة واحدة تضرب بقرارات المنظمة العاجزة عرض الحائط ظلما وبهتانا وهى - مع جبنها المعروف - لا تخشى عقابا ، ونحن العرب - دولا عديدة أصحاب حق ومعروفين من قبل بالشجاعة - نخشى أن نفعل شيئا من حقنا دون استئذان خشية العقاب ؟؟
إننا نحن العرب نستطيع أن نفعل الكثير ، ولست محتاجا لقسم إذا قلت أن العالم أهون مما نتوقع وأهون من صورته التي ضخمناها في عقولنا ونفوسنا فهو أهون من ذلك بكثير ، فجربوا مرة أن تتحدوا وجربوا أن تنذروا اسرائيل إنذارا شديد اللهجة بالعودة إلى حدود 67 دون تباطئ ودون شروط وإلا فإن كل الاحتمالات واردة وممكنة بما فيها المقاطعة وبما فيها الخيارات العسكرية لتحرير أرضنا بالقوة.
جربوا هذا وانظروا رد فعل العالم ، خذوا خطوة إيجابية بالمقاطعة الفعلية الشاملة لكل ما هو صهيونى فلن يحدث لكم مكروه ، أجمعوا أمركم على أمر ذى قيمة وذى مغزى ، ارفعوا رءوسكم وطالبوا بحقكم بقوة ودون خنوع ، هددوا بصوت مرتفع وزمجروا وحركوا جيوشكم هنا وهناك وناوروا واستعرضوا قواكم فإن إسرائيل هى أجبن الخلق ، وإذا رأت منكم بأسا وعزما فستلهث وراءكم لاسترضائكم. ، أما الدول الكبرى فلا تخشوها فهى ليست على استعداد للولوج إلى مستنقعات جديدة فضلا عن أنها إذا رأت منكم قوة وبأسا فلا تتعجبوا إن تغيرت سياستها من سياسة الإملاء إلى سياسة خطب الود.
كل هذا ممكن في حالة واحدة ليس لها ثان ، وهى أن تتحد كلمتكم وأن يتم التنسيق بينكم بكل تجرد وصدق وإخلاص وبذل وعطاء في سبيل حل هذه القضية التي طالت ولن تحل أبدا إلا بذلك.
وأدعو الله أن يؤلف بين قلوبكم فتسارعوا بعمل ذلك فإن الوقت يدهمنا ، وركود القضية أكثر من ذلك ليس في صالحنا ، فماذا ننتظر ؟؟؟
أليس منا رجل رشيد يفتتح هذه المسيرة المباركة ليعتدل لسان حالنا فيقول :
أيها الفلسطينيون .. لن تقاتلوا عدوكم وحدكم .. إنا معكم مقاتلون.
ساحة النقاش