مفهوم التعليم المدمج- اسامة عبد السلام

أ‌-     التعلم المدمج Blended learning:
تعددت المسميات التي تم استخدامها للتعبير عن التعليم المدمج Blended Learning، فأطلق عليها البعض التعليم المختلط Mixed Learning، وسماها آخرون بالتعليم متعدد المداخل MultiMethod، كما سماها آخرون بالتعليم التشعبي Hyper Lrearning، والبعض سماها التعليم المتكامل Integrated Learning، وبناءاً على تعدد المسميات كان هناك تعدد في تفسير المصطلح، وقد قام الباحث بتصنيف التعريفات التي تفسره في ثلاثة محاور رئيسة كما يلي:
·        تعريف التعليم المدمج كصيغة للتكامل والدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني كما يلي:
يُعرف (Singh & Reed, 2001) التعلم المدمج على أنه "تعلم يتنوع فيه وسائل توصيل المادة التعليمية، بهدف الوصول إلى نتائج تعلم أفضل وبتكلفة مناسبة، بشرط أن لا نركز فقط على أساليب عملية الدمج لتوصيل التعلم في حد ذاته بل يجب أن نركز على الهدف التعليمي بدلاً من طريق التوصيل".
وهو ماأيضاً ما يؤكد عليه (محمد خميس: 2003) حين عرف التعليم المدمج بأنه "صيغة للتكامل تجمع بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، حيث يستخدم مصادر التعلم الإلكترونية من محاضرات ودروس إلكترونية مع الدروس التقليدية بشكل متكامل"، وهو ما أكد عليه (حسن زيتون: 2005) بأن التعليم المدمج هو "أحد صيغ التعليم أو التعلم التي يندمج فيها التعليم الإلكتروني مع التعليم التقليدي في إطار واحد، حيث توظف أدوات التعليم الإلكتروني، سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو المعتمدة على الشبكات في الدروس والمحاضرات، وجلسات التدريب التي تتم في قاعات الدروس الحقيقية المجهزة بإمكانية الاتصال بالشبكات"، وهو نفس ما أكده (Byrne: 2004) حيث عرفه بأنه "الجمع بين عدة أنماط من التعليم، مثل التعلم الإلكتروني مع التعلم التقليدي والتعلم الذاتي، وأفضل مفتاح للدمج هو الذي يجمع بين عدة طرق مختلفة للحصول على أعلى إنتاجية بأقل تكلفة"، وهو يتماشى مع ما أشار إليه (Fu, Pei-wen: 2006)  الذي عرفه بأنه "الدمج المخطط له لأي مما يلي: التفاعل الحي وجهاً لوجه، التعاون المتزامن وغير المتزامن، التعلم الذاتي والأدوات المساعدة على تحسين الأداء".
·        تعريف التعليم المدمج كنظام تعليمي جديد في حد ذاته:
فقد عرف (Jang, Park: 2006)  التعليم المدمج بأنه "شكل جديد من مداخل التدريب والتعلم، يدمج بين ميزات التعلم وجهاً لوجه والتعليم الإلكتروني"، وهو ما أكده (Krause: 2007) بأنه "التكامل بين مختلف وسائل نقل المعلومات في بيئات التعليم والتعلم، ونماذج التعليم وأساليب التعلم كنتيجة لتبني المدخل المنظومي في استخدام التكنولوجيا المدمجة مع أفضل ميزات التفاعل وجهاً لوجه، في حين أكد (Charle: 2004) بأنه "نظام تعليمي يستفيد من كافة الإمكانيات والوسائط التكنولوجية المتاحة، وذلك بالجمع بين أكثر من أسلوب وأداة للتعلم سواء كانت إلكترونية أو تقليدية، لتقديم نوعية جيدة من التعلم تناسب خصائص المتعلمين واحتياجاتهم من ناحية، وتناسب طبيعة المقرر الدراسي والأهداف التعليمية التي نسعى لتحقيقها من ناحية أخرى"، ويؤكد على ما سبق (حسين عبد الباسط،2007) الذي عرفه بأنه "شكل جديد لبرامج التدريب والتعلم يمزج بصورة مناسبة بين التعلم الصفى والإلكترونى وفق متطلبات الموقف التعليمى بهدف تحسين تحقيق الاهداف التعليمية وبأقل تكلفة ممكنة".
·        تعريف التعليم المدمج على أساس كيفية تنظيم ومعالجة المعلومات:
فقد أكد (Milheim: 2006)   على أن التعليم المدمج هو "الكيفية التي تنظم بها المعلومات والمواقف والخبرات التربوية التي تقدم للمتعلم عن طريق الوسائط المتعددة التي توفرها التقنية الحديثة أو تكنولوجيا المعلومات أي أنه أسلوب تدريسي يزاوج بين توظيف تكنولوجيا الحاسب وشبكة الإنترنت على وجه الخصوص والأساليب الإعتيادية التي ألفها المدرسون، وفيه يتمكن من إعادة ما شرح له في لقاءه الدراسي والتأمل في تعلمه الذاتي بما يتناسب مع قدراته"، وهو نفس ما أكده (قسطندي شوملي: 2007) بأنه "هو ذلك النوع من التعليم الذي تنظم به المعلومات والمواقف والخبرات التربوية التي تقدم للمتعلم عن طريق الوسائط المتعددة التي توفرها التقنية الحديثة أو تكنولوجيا المعلومات"، كما تماشى ما سبق مع تعريف (Krause، 2008)  بأنه "التعليم الذي يسعى  إلى تحقيق التكامل الفعال بين مختلف وسائل نقل المعلومات في بيئات التعليم والتعلم، ونماذج التعليم وأساليب التعلم كنتيجة لتبني المدخل المنظومي في استخدام التكنولوجيا المدمجة مع أفضل ميزات التفاعل وجهاً لوجه".وفي ضوء النظرة التحليلية لما سبق من تعريفات يُعرف الباحث التعليم المدمج بأنه هو "المزج المتكامل والفعال بين التعليم الإلكتروني بمميزاته والتعليم التقليدي بمميزاته في إطار برنامجي مخطط لخلق بيئة تعليم وتعلم ثرية وداعمة ومحفزة يتم من خلالها استبعاد المعوقات والسلبيات وتعظيم الإمكانيات والقدرات"، ويمكن توضيح بيئة التعليم والتعلم في التعليم المدمج في الشكل التالي