نشر بجريدة الأسبوع الأثنين 23/3/2007م
السيد مشالي
عودة المصري..!!
الفرصة – تأتي مرة واحدة .. فأما أن تغتنمها ، أو تضيع الي الأبد. وفرصة مصر جاءت في شرم الشيخ يوم الجمعة 13/3/2015م ولا أعني بهذا ، ما ننتظره من إستثمارات – وهي مهمة جدا – ولكن أعني بالفرصة ما حدث لمدينة شرم الشيخ ذاتها ، كيف أصبحت من أجمل منتجعات العالم ، ويقال من بعض الحاضرين للمؤتمر : أنها أجمل منتجع علي الاطلاق .. كيف حدث هذا ؟! هذا الاهتمام بكافة التفاصيل ، ودقة الأداء وروعة التنظيم .. هل وراء هذا الانجاز خبراء عالميين ؟!.. أم أن المصري هو الذي أنجز هذا..؟ لقد كان هذا من عمل المصريين ، فلنا أن نقول نقطة نظام من أجل مصر ولتكن شرم الشيخ هي النموذج الذي يحتذي به في كل مدننا وقرانا.. أقصد هذا المنهج في التخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق .. وكي لا يتصور أحد أن الإبهار بشرم الشيخ وماتم فيها كان وراءه جيش من المخططين والمنفذين والمراقبين .. فهناك تجربة حية تمت في قنا في عهد محافظها – عادل لبيب – وزير التنمية الحالي . هل كان وراء تجربته في قنا ، جيش من المخططين والمراقبين ؟! كلا .. وإنما كان نهجا وضعه الرجل ، وسهر علي تنفيذه ... ولا أزايد إني زرت قنا في تلك الفترة ، وأبهرني مستوي النظافة فيها ، وكم الانضباط الذي أصبح سلوكا للمواطن القناوي .. إذن هو النموذج ؟!
فما بال السادة المحافظين ورؤساء المدن والأحياء ، وهيئات النظافة المنتشرين في ربوع مصر المحروسة ..!! ومازالت أكوام القمامة تفترش شوارعنا ، وتغتال صحتنا وصحة أبنائنا ؟! ماذا يفعلون ؟! ليتفرغ السيد المحافظ لثلاثة أمور .. النظافة .. ثم الانضباط المروري.. ثم الأمن العام .. وليترك للسيد السكرتير العام الأمور الإدارية التي تستهلك وقته وجهده بحيث لا يتعلل بها ..
فيا أيها المصري .. هيا نضع نقطة علي ما فات . ولنبدأ من هذه اللحظة.. ولتكن شرم الشيخ منهاجا لنا جميعا .. هل أزيدكم من الشعر بيتا ..؟! بوروندي : هذه الدولة الافريقية الفقيرة ** أنهت مشكلة النظافة بحيث لم يعد فيها ذبابة واحدة .. هل إستخدموا السحر في هذا ؟! أبدا .. هو المنهج والجدية والرغبة في التغيير .. أليس عيبا علينا أن نظل هكذا وأن تكون أول عاصمة علي وجه الأرض بهذا الشكل ..؟؟!! هل نظل نعتمد علي الكناس الذي لا يتحرك الا إذا دفع له السكان المعلوم؟! هل يظل النباشون يجوبون البلاد بعرباتهم المقززة ؟!
لماذا النظافة ؟! أولا : هي إستجابة لأمر الخالق سبحانه وتعالي ، ورسوله الكريم . ثانيا : النظافة توحي بالثقة . ثالثا : هي مفتاح كل خير ، فإذا كنت نظيفا من الخارج فسوف يستتبعها النظافة الداخلية ، ومن ثم يصبح العمل متسما بالإخلاص والرغبة في إرضاء المولي سبحانه وتعالي .
وعلي كل مواطن مصري أيا كان موقعه أن يتحمل واجباته و مسئوليته تجاه نفسه وتجاه وطنه..
ويا أيها السادة المحافظون : بداية النجاح في الطريق الي مصر المستقبل - أنتم .. هل نستطيع جعل نموذج شرم الشيخ منهاجا لنا ؟! والله لو فعلتموها – وهذا ممكن .. لقضي علي المرض العضال الي الابد (البيروقراطية العفنة).. هذا عن النظافة .. فماذا عن الإستثمار ؟؟ هذا حديث آخر ..