بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند بوابته تلتقي ظواهر النفس وبواطنها، ترتوي منه الوجوه خصيبة تزّف البشرى، تسوقها طلقة المُحيّا. مبدعٌ هو الإحسان، يتحرك جيشه في صمود يبرهن على دلائل الوجود، ينقش برهف مرآة يستبشر بها من شهدت أحواله مآسي الحياة، أصّل له فيها حضارة فواحة بالأمل العريق.
مرآة لا ترضى بالحزن ذخرا، ولا تقنع باليأس فخرا ،ولا تبسط للخوف قصرا؛ على سطحها فرشاة ترسم تفاءلا رحيقه الإحسان، بصائرٌ تسعى نحو التزايد لا تسمح بالنقصان.
تلقّن الإنسان ببرد ظلالها أدوات زينة يحسّن بها نظرته لحياته المقبلة، تطلعه على سر ونفع قابلية أن ترى الحُسن فيك وفيما حولك، وعلى سر أن الإحسان بكل ما يعنيه من اكتشاف الحُسن، وحسن التعامل والتفكير وما يكسبه من حسن العفو والتغيير وما يمرّن عليه صاحبه من حسن العزم في التصميم والمضي قدما في حسن العطاء والإنفاق وشهادة الحق،
لهو خير استدلال على أنه راية يستقر بها بال من يحملها وينتشي صدره، لِمَ يوصله من تجانس يلامس عذوبة تفيض من تقاطر ندى العسل،
يبعث به بهجة تؤنّس القلب في بشاشة وجه طلق بِشْر منطلق، يبشر بالمطر قبل قدومه. إنها ثروة الإحسان، قمة في التواضع والتفاءل وقيمة الحنان.