الأخطاء دروس وعِبر، تحمل أسرارا لا نهاية لها. لا أحد يتمنى الوقوع في الخطأ و لكنه أيضا يرفض الخضوع أمام خطأ قد وقع فيه. لأن الخطأ وقفة يتأمل فيها المخطئ ما قدّم لِما مضى من حياته وما سيأتي، مهما بلغ حجم الخطأ.
وأجمل ما في الخطأ أنه يُظهر ما يسكن داخل أعماق القلوب وفق سلسلة تبعات الخطأ، حاثا صاحبه على تصحيح منهجه في التعامل مع نفسه ومع الآخرين. تعتبر الحياة الزوجية من أكثر الحقول تأثرا بالأخطاء التي تتعرض لها، تلك التي تحتاج إلى معالجات مباشرة تتلاءم مع العفو الرقيق والتغافل الدقيق المحكم لردم جميع فجوات الخصام. لقياس وزن الحب والصدق والإخلاص.
يقف الخطأ خشبة ضخمة تزاحم طريق المخطئين، إلى أن تنقلب تصحيحا ربانيا وإقرارا بالخطأ وبنيته، يورث خشية تلين بها القلوب لتنعم بإجراءات التصحيح التي تخص جل أخطاء التصوّر لتبدّد ضبابية الأوهام. يبقى الإنسان يستجمع قواه ليصطاد أخطاءه بأنواع خاماتها، في بحر الهداية فكما السيف لا يحميه إلا غمده كذلك العبد لا يحميه إلا ربه. سواء كان مخطئا ما تعمّد الخطأ أو خاطئا كان قد تعمّد الخطأ ثم أقلع عنه تائبا إلى الله، لتفصفص نفسه حبات السكينة والطمأنينة. فالله ربنا مجيد واسع الرحمة تجاوز عن عباده الخطأ والنسيان؛ وإذا رجع العبد إلى ربه نادى مناد في السماوات والأرض أن هنّئوا فلانا فقد اصطلح مع الله.
تغزله المغازل
استقام لها
نشرت فى 15 يونيو 2015
بواسطة mariamabdullah
عدد زيارات الموقع
13,936