مريم عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تُبدِعُ الشجاعة تُشرِق في شَرف تتوق إليك، ترنو عينها إلى  عينك في زينةِ غُصينٍ لا يصير إلا جذعا من الجذوع القوية، البراعم تتدلى منه وفق وريقات بألوان زيتونية فتية.

 

تأتي الشجاعة في موعدها، تفتّت نفسها نُجُومًا في صدق لتجمعك؛ تُخبر عنك صامدٌ، متأملٌ، تفوح من  عروق الحروف في اسمك، روائحٌ أطيب من عطور المخابر. تَكُرُّ على كل ضائقة، حُرا في شجاعة تتزن بين السكنات والحركات. يحضر فيها الذهن فيؤرقها فتنقلب لها كل عُسرة إلى مَياسِر.

تلبث أبيّا قائما تعتني بصفوف اللين متناغمة مع القوة جنبا إلى جنب في محور تترعرع فيه الشََّكيمة وقوة العزيمة. ترتعد أضلاع الخوف إذا الشجاعة دخلت أرض المعركة، ليس لحديدها ولا لرماحها، إنما لتواضع تبسّمها الدائم وتمكّن جوهرها الصائم عن المحارم؛ صار وجع الحياة بسمات لا تتوجّع، فلقد ابتسمَت، حتى ارتسمت قناعةً بألوان الزبرجد، تؤمن أن كيان الصعوبات هيّن لا أعمدة له  تحميه من رياح المواجهة، فباتت الصعوبة في عالم الشجاعة، عذوبة لا مثيل لها.

 

ألِف الشجاع المصاعبَ بأنواعها وأشكالها فهانت عليه المصائب وأَضحى لا يحزن في الضرّاء، فالابتلاءات المترامية عليه صنعت منه مناخا استوائيا لا تغادره الارتفاعات في درجات الحرارة، و لا الغزارة في تساقط الأمطار طوال الشهور .

إن الشجاعة والسعادة تعيشان في عش واحد، العش البسيط في مظهره، الكبير في مضامينه التي يستدعي بناءها عملا شاقا، كثيرٌ وشديد ، لفترة أعوام طويلة، تجعل من ذلك العش مدرسة استراتيجية تعلّم مبادئ ومفاهيم الحياة السوية.

 


أول الغيث قطرة وأول الشجاعة فطرة وأول البناء فكرة تجعلها فقرة تلو الأخرى.

الشجاعة تجتذب القلوب في ابتهاج، تحملها إلى نشوة النصر، ليزداد فيها  اتساع الصدر، وتتضح الأمور في مصادرها.

 

بل الشجاعة كتلة من الثلج أقسمَت بألا يذيبها حر الصيف ما دامت بين يديك.

 

 الشجاعة، مَركَبٌ هنيّ، برفقتها : لم يفت القطار، فثمة محطات بقاطرات معطار، لم يفت القطار وما أسدل السِتار، لأن الله العزيز بحكمته جعلك صاحب القرار. الله اللطيف الخبير، جعلك تمتطي ظهر الشجاعة وفي أمنة وأمن تطير؛ الله جعل الشجاعة دواء من العلل وشفاء من الزلل، تمضي تنجد المستنجد، تجود  في سخاء تهَب له العطاء، تتشجّع في حياء لتشفع له عند باب الرجاء.

 

الشجاعة لَكُم بستان 

لكُم فيها الزهر لكُمُ الرمان

الشجاعة  خير برهان

يجعلكم في ارتياح  دوما وأمان 

إن الشجاعة أمانة عندكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2015 بواسطة mariamabdullah

عدد زيارات الموقع

13,954