مريم عبد الله

authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما يصل الإنسان إلى حالة انسداد جميع الطرق أمامه، ومن كل ناحية تحيط به، يَفْطن إلى معطف المشاعر التي صاغها في حركاته وألفاظه ولب أفكاره.

المشاعر الزكية تؤازره وتواسيه، هي دوما تدهش العقول النيرة وتنسجم معها. جاعلةً العاقل لا يُغيّب جزءا ولو طفيفا من المشاعر عن قوائم إنجازاته. فهو يدرك السرعة الهائلة التي تتحرّك بها المشاعر في المواقف الاستعجالية ليأتي العقل مهذّبا لها كي تسلك منحى لا ندم بعده . الذين يعقلون لا يمحون المشاعر ،بل يمنحونها فرصة بعد فرصة لتثبت جدواها وجدارتها في أصعب الظروف.

صارت الحياة تتغذى على لَبَن المشاعر الطيبة، لا تجد مشروعا إلا والمشاعر تدور في خلاياه الأساسية؛ الزواج مشروع اجتماعي والمودة والرحمة نوع من المشاعر يقوم عليها. التجارة مشروع اقتصادي لا يخلو من المشاعر السامية اللازم توفرها لإنجاحه رغم كون الاقتصاد له تقاليده وأساليبه التدبيرية. كذلك المشاريع السياسية الخالصة هدفها إسعاد المواطن الإنسان فلابد لها من مشاعر تكسوها يوم الانتخابات.

ليست المشاعر جريمة؛ ولا جُرم في أن تحس وتشعر، بل إن تربية الشعور وتطويره يكسبك طاقة الأجرام السماوية ويجعلك تجتاز الصعاب

وتمتاز فيها بدرجة الامتياز. لقد أثبت معدن الحديد والذهب وكل المعادن أن  في انصهارها إثبات لملازمة المشاعر للبشر وما ينشأ عنها من تفاعلات إنسانية وقوتهم لا تكون ذات قيمة معترف بها إلا بشراكة رسمية معلن عنها بين العقل والمشاعر.

لاخوف ولا مخاوف على من يجدون تشنجا في مشاعرهم، كانت قد أحدثته عدد من الأسباب، فمشاعر الصواب تجري جريان الجداول والأنهار ؛مهما أصابها التجمد وانخفضت حرارتها وشعرتْ بأمراض البرد وأعراضها يأتيها الربيع بأمر من الله، فتلحظها تتورّد تمنع الإخلال، لا يكّف الفؤاد عن ملاحقتها فهي تجذبه بمحاسنها.

لغزٌ هي المشاعر تتحصّن في الصدور عن كل ضرر تبعدها

تمازجكم طيب مشاعركم

تمازحكم

لتبهركم

أنوار انبلاجها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2015 بواسطة mariamabdullah

عدد زيارات الموقع

13,954