مريم عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنتشر السعادة ،لتعم أجزاء الأبدان فيسود فيها الأمن والاستقرار .يشتغل الإنسان السعيد ضمن مسؤوليات السيادة ،الموكلة إليه من قِبل مَن لهم حق عليه ؛ تجده ينشط ليل نهارفي استقلالية تبرز وتميّزمبادئه الطاهرة .فالسعيد قد امتلك زمام القرارات الصارمة ،التي يوصي فيها ،بإلزامية إتمام قانون السعادة ،الذي ينص على عدم التبعية لأي حكم خارجي ،لأن السعادة تنبثق من مركز الروح الطيبة ،من إيمان راسخ في القلب بأن الله الواحد الأحد يحب عباده الصابرين المتقين ،وإذا أحّب الله عبدا رزقه وأنعم عليه في الدنيا والآخرة .

إن كل صحوة في العقل تقود نحو تبصرة الحق ونيل قسط وفير من السعادة اليومية .تأتيه من حركة أو فكرة يطمئن إليها .وذلك بمضاعفة اهتمامه وإعجابه بها ،بعدما سبقها بحمد الله الذي وفقه حينما نفسّت عن روحه وباله .
فيزوّد ارتياحه متأملا فيها ،في تفكّر ،وبكل عناية ،حتى مرحلة الطمأنة الكبرى ،التي يستنتج من خلالها أن السعادة مسيرة متواضعة جدا ،حيث تكون في أبسط بتلة لزهرة برية ،بل هي كمثل حبة فاكهة تنضج كل حين ،فأما من تحكّم في نفسه لنيلها فما له إلا أن يصافحها في سلام ،ويمد يده إلى قطفها ،فالسعادة ليست بعيدة في الجوار ،إنها قريبة جدا عند بيت القرار ،تنادي مَن ذَكَرَ الله في أشد المحن ،وبكى أمام بابه فألهمه أفكارا يروّح بها عن نفسه وتطفيء نارا حارقة كانت تضيّق عليه من كل ناحية وتدفع به نحو الانتحار .لقد نجا  ،نعم لقد نجا من غضب الله ،واستعاد رشده في الوقت الذي قاتل فيه الحزن ،محرّرا من حوله الأجواء المشحونة ليؤكد حقيقة أن خيوط السعادة متيسرة أمام كل فرد ،وما عليه سوى أن يسحب بحزم وإرادة ،خيطا كل مرة ليكون قد اتخذ خير وجهة عطرة مطرة ، تبيّن له أن أبواب الفرَج متفتحة بشذاها كزهور الربيع تتبعها الفاكهة بروائحها الزكية .ألا من صبر فإن ذلك من عزم الأمور.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2013 بواسطة mariamabdullah

عدد زيارات الموقع

13,936