مفهوم التعليم لم يعد قاصرا عما يلقن داخل جدران الفصول المدرسية

من قضايا مجتمع المعلومات - 9: التعليم والمعلوماتية الجديدة


فكرة توليد أو اكتساب المعرفة أصبحت الآن من الأهمية بحيث أعطت للمجتمع الجديد المتقدم سمته.


 

أصبحت النقلة المعلوماتية من الأهداف الأساسية في العملية التعليمية للأجيال الجديدة. في إحدى البحوث حول غاية تنشئة الفرد عبر العصور، بدت كالتالي:

في عصر ما قبل الصناعة، كانت الغاية هي التربية من خلال مفاهيم الفضيلة (بواسطة دور العبادة- بعض المدارس).. بينما في عصر الصناعة هي التعليم من أجل احتياجات السوق (بواسطة المدارس، ومراكز التدريب بالمصانع).. الآن أصبحت الغاية هي تأهيل الفرد من أجل التنمية الفردية والمجتمعية (بواسطة المعطيات التكنولوجية الحديثة، مثل أجهزة الكمبيوتر، والانترنت)، وبذلك تحولت التربية من إتمامها داخل الفصول وخلف الحوائط إلى خارجها، والتعليم عن البعد، والعملية المستدامة للتعليم.

تهدف الأخيرة إلى تأهيل الفرد وتنمية خبراته، بما يجعله أكثر تكيفا مع المتغيرات، ومع حركة التنمية بالمجتمع. فالوسائل التعليمية الآن تتيح للفرد التعلم واكتساب الخبرات مدى الحياة، وفى كل المراحل العمرية. وهو ما ينتج قدرا أكبر من فرص العمل، ثم الفهم والتفاهم مع المجتمع، ومع الشعوب خارج حدود البلاد.. نظرا لتوافر قنوات الاتصال وتعددها مع سهولة الحصول عليها.

صنفت المعارف الآن إلى: معرفة علمية (علوم الطبيعيات، الرياضيات، الفيزياء، البيولوجي)، ثم المعرفة الإنسانية (علم اللغة، علم الاجتماع، علم التاريخ والجغرافية..).. والجديد هي المعرفة الكامنة في الفنون (وهي التي تسقط الحواجز بين المعرفة العلمية والفنية).. ولم يغفلوا المعرفة المكتسبة أو الحياتية، من جراء الممارسات اليومية في الحياة.

إلا أن فكرة "توليد أو اكتساب المعرفة" أصبحت الآن من الأهمية بحيث أعطت للمجتمع الجديد المتقدم سمته، أي أن المجتمع المتقدم، هو القادر على اكتساب المعارف الجديدة. بينما اعتمد "التعليم" قديما على وسيلة التلقين، أصبحت "التربية" هي استخدام منهج "الاستقراء" لاكتساب المعارف، الذي يقوم على فكرة الربط بين المقدمات والنتائج.

إلا أنه تلاحظ لتحقيق ما سبق، يلزم الاعتماد على عدد من الخطوات: البحث عن مصادر المعلومات، تصنيف تلك المعلومات، الحوار مع آخر حولها أو غيرها، الاستماع من حيث إلى الآخر من حيث أن الاستماع وسيلة معرفية. هذا بالإضافة إلى أهمية الاستفادة بالوسائل الحديثة وتوظيف الكمبيوتر وشبكة الانترنت.

إجمالا يمكن القول بأن التعليم أصبح مسئولية المؤسسات المعرفية والتعليمية غير الرسمية أو غير النظامية. فقد بات "مكان العمل" مدرسة بمعنى ما، حيث التعلم على مهارات العمل، والتدريب المتقدم من خلاله، وسيلة تعليمية معترفا بها، وضرورية. كما أصبحت وسائل الإعلام المختلفة من وسائل مرئية أو مسموعة بالإضافة إلى المكتبات والمتاحف وغيرها من الوسائل التعليمية غير المباشرة، بل ربما والمحببة لدى الكبار والصغار معا. وقد يضاف إلى ما سبق كل نشاطات المجتمع المدني في مجال الثقافة والفنون والتعليم.

وضح الآن أن مفهوم التعليم لم يعد قاصرا عما هو يلقن داخل جدران الفصول المدرسية، بل يفضل التقنيات الجديدة والمفاهيم الجديدة، بحيث أصبح التعليم حركة يومية متعددة التوجهات والطرقات.

  • Currently 111/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 685 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2006 بواسطة mara

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

937,990