إن برنامج الابتعاث إلى الخارج يعمل على توفير الشراكة بين كل من الجامعات والمؤسسات والشركات التي تعمل على تقديم العديد من المنح الدراسية لكل من الطالبات والطلاب المتميزين الذين تتناسب قدراتهم العقلية ومواهبهن مع خطط التنمية التي تضعها تلك البرامج الخاصة بالابتعاث والتي من شأنها أن تواكب سوق العمل الحالي. لذا، يمكن القول بأن برنامج الابتعاث الخارجي هو البرنامج القائم بإرسال الطالبات والطلاب الذين يمتلكون قدرات متميزة عن غيرهم في مجالهم الدراسي والإشراف على التحاقهم بالجامعات التي من شأنها أن تزود شيئًا من العلم لهم وتفسح لهم المجال بتطبيق العلوم النظرية واقعًا، إلا أنه لا يمكن القول بأن الحياة التي يعيشها المبتعثون هي ذاتها الحياة التي يتنعم بها أبناء الدولة. حيث أن هناك فروقًا في الحياة التي يعيشها كل من المبتعثين وأبناء الدولة، سواء كان ذلك على الصعيد النفسي، الاقتصادي، الاجتماعي وهكذا.

إن طالبات وطلاب الدولة يختلفون في أسلوب وطريقة المعيشة التي يقوم بها المبتعثون، حيث أن أبناء الدولة في أغلب الأحيان يتنعمون في صحة نفسية جيدة ولا سيما أكثر من أولئك المبتعثين؛ وذلك لأن توافر أسباب عوامل امتلاك الصحة النفسية من شأنها أن تساعدهم على العيش وممارسة أمور حياتهم على نحوٍ أفضل من المبتعثين. من هنا يمكن القول بأن المبتعث لا يتساوى في أغلب الأحيان مع أبناء البلد في صحتهم النفسية، حيث أن للصحة النفسية آثارها القوية على عدم الاستقرار الدراسي ولا سيما التدني في التحصيل العلمي، ومن هنا فإن أبناء الدولة الأكثر نعيمًا في صحتهم النفسية يتمتعون بإنجازات أكثر من المبتعثين ذوي الاستقرار النفسي غير المستقر.

لا شك أن أبناء الدولة يتميزون عن المبتعثين بالوضع الاقتصادي، حيث أن المبتعثين يعانون من الغربة، وتتشكل صور الحياة الصعبة في الغربة من خلال بُعد الأهل عن أبنائهم، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي للمبتعث، فهو لا يمتلك من يمنحه المال الكافي كما لو كان في بلده وبين أسرته يأخذ كيفما ووقتما شاء، ولا ريب أن الوضع الاقتصادي للمبتعث له دور كبير في التأثير على دراسته، وذلك لأن لكل فرد له الاحتياجات الخاصة التي لا بد الحصول عليها من أجل القيام بالدراسة خاصته أو العمل على نحوٍ سليم.

إن أهم الفروقات بين حياة المبتعثين وأبناء الدولة تتمثل في الحياة الاجتماعية التي يعيشها كل منهم، حيث أن الطلاب ولا سيما أبناء الدولة يحظون بحياة اجتماعية أفضل من غيرهم من الطلاب المبتعثين وذلك لأن أبناء الدولة لهم مكانتهم الحالية والمستقرة بين أفراد أسرتهم وكذلك مع أصدقائهم إلا أن المبتعثين فإنهم يعيشون في حالة اجتماعية أقل استقرارًا من أبناء الدولة؛ وذلك لأن بُعد الأهل ولا سيما الأصدقاء والأحباء له دورًا مؤثراً في عدم استقرار الوضع النفسي لدى المبتعث، ويمكن القول بأن عدم وجود الاستقرار الاجتماعي أو تزحزح الاستقرار الاجتماعي في حياة المبتعث يقوده إلى عدم الإنجاز المنشود من الالتحاق ببرنامج الابتعاث الخارجي.

ختامًا، لا يمكن الجزم بأن جميع أبناء الدولة يتمتعون بحياة أفضل من المبتعثين سواء كانت هذه الحياة على الصعيد النفسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، إلا أنه يوجد العديد من أبناء الدولة الذين يعيشون حياة أفضل من الذين تمتعوا بالمنح من برنامج الابتعاث الخارجي.

 

لمعرفة المزيد عن موضوع الابتعاث والمبتعثين تفضل من هنا

لاستفساراتكم حول الابتعاث وطلب المساعدة الاكاديمية من هنا

مع تحيات:

المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا

أنموذج البحث العلمي

https://www.manaraa.com/post/2936/

عدد زيارات الموقع

56,269