ماهية مشكلة البحث صياغتها وشروطها

 

إن التطورات العالمية والتكنولوجية في جميع المجالات ما هو الا نتيجة خلاصة سهر وتعب وجهد الباحثين من بحث وفحص واختبار حول موضوع معين، وكم كان ذلك صعبا عليهم في ذلك الوقت وبعد سنوات من البحث أن يتوصل الباحث لضوء صغير في ظلمة الأفق يمكنه من الحصول على نتاج جهده ويتمكن من الوصول إلى بلورة المشكلة، تعد مشكلة البحث اهم خطوة في كتابة البحث العلمي والتي يجب على الباحث التركيز عليها نظرا لكونها السبب الرئيسي لإجراء البحث، ولذلك يجب على الباحث أن يكون ماهراً في تحديد مشكلة البحث بكل عناية وتركيز على ان يعمل على توضيح أسباب التي قادته لاختيار مشكلة البحث، وكذلك توضيح النتائج التي يتوقع ظهورها بعد القيام بعرض الحلول التي توصل إليها الباحث، وحتى يتمكن الباحث من اعداد بحثه العلمي عليه السير وفق منهجية محدد وواضحة متمثلة في عدة عناصر، وأهمها  تحديد مشكلة البحث وصياغتها.

تعريف مشكلة البحث:

ويمكن تعريف مشكلة البحث بأنها عبارة عن جملة اخبارية استفهامية تستفسر العلاقة بين متغيرين او اكثر وجواب هذه التساؤل هو  الهدف من اجراء هذا البحث.

 تحديد مشكلة البحث:

وإن الخطوة الجوهرية في البحث العلمي هي تحديد مشكلة البحث، والتي يسعى الباحث إلى دراستها، والتعرف على مدلولاتها وأبعادها بصورة دقيقة، كذلك تحديد الأحداث التي تظهر فيها المشكلة، سواء كانت تحديات أو صعوبات في المعلومات الموجودة، أو وجود تناقض واختلاف بينهما، ولابد من وجود تفسيرات علمية يذكرها الباحث لدراسة مشكلة البحث، وذلك لكي تتم إعادة الدراسة لها، مما ينتج عنها إضافة علمية جديدة في مجال موضوع البحث، حيث أنه يمكن تحديد مضمون مشكلة البحث من الناحية العلمية بأنها سؤال عام يتم طرحه من جهة الباحث والذي يتعلق بالموضوع الذي يراود باله وذهنه، حيث يقوم بتفصيل السؤال إلى جزئيات، يقوم الباحث من خلالها بالإجابة عن السؤال العام للبحث، فمشكلة البحث تعبر عن أي شيء من المحتمل أن يثير التساؤل، أي كل ما يظهر أنه بحاجة ماسة للدراسة والبحث، حيث أن صياغة مشكلة البحث تعني تعريف المشكلة وتوضيحها بالضبط وتوضيح معالمها ووضعها في مجراها الفكري، حيث أن صياغة المشكلة تهدف الى طرح أسئلة حول مواقف أو أحداث الهدف منها ادراك الإجابات الصحيحة في إطار يسمح بعملية بحثه واستقصاؤه.

وبما ان الخطوة الاولى من اعداد البحث العلمي هي تحديد مشكلة البحث التي يسعى الباحث الى دراستها والتعرف على ابعادها وتوضيح مشكلة البحث بشكل جلي، وايضا على الباحث توضح المبررات والاسباب التي دفعته لإجراء هذا البحث والنتائج الذي يتوقع الباحث تجليها بعد ان يقوم بحل المشكلة البحثية، وحتى تكون دراسته اضافة علمية او نقلة تطورية في المجال الذي يخص بحثه عليه ان يقوم بالاطلاع على الدراسات السابقة ودراستها وتحديد المحاور التي تربط دراسته بها.

مما سبق نستنتج ان مشكلة البحث تتمحور حول الاستفسار عن موضوع معين واختيار المرادفات بشكل دقيق يصب في تفسير التساؤلات في مشكلة البحث، وحتى يستطيع الباحث المضي قدما وفق المنهجية السليمة لإعداد البحث العلمي عليه الالتزام بمجموعة من الشروط او الخطوات المهمة لتحقيق ذلك.

شروط تحديد مشكلة البحث:

قبل ان تكون هناك نتائج جديدة في نهاية الدراسة وان يكون موضوع البحث له تأثير وبشكل ملحوظ في حياة  المجتمع، لابد للمشكلة البحث ان تتضمن ارقاما وإحصائيات تدل على وجود ثغرة وعليه التغلب عليها، ومن الشروط المهمة في اعداد مشكلة البحث هي كالتالي:

  1.  ان تكون مشكلة البحث اضافة جديدة لموضوع معين.
  2. ان تكون البيانات والمعلومات مشكلو البحث متعلقة بموضوع متاح حيث يتمكن الباحث من استخدامها وتحليلها او دراستها بشكل واقعي.
  3. ومن المهم ان يكون موضوع مشكلة البحث مرتبط بميول الباحث العلمية لان لذلك الاثر الاكبر في نجاح البحث عندما يكون الدافع وراء اجراء البحث ينبع من نفس الباحث وميوله العلمية ورغبته.
  4. من المهم ذكره ان تكون صياغة مشكلة البحث تهدف الي القيام بالبحث التجريبي، وذلك من خلال ضبط المتغيرات الاساسية والمتغيرات الداخلية ومراعاة المبادئ العلمية لصياغتها حتى تكون المشكلة محددة وواضحة تتمحور حول موضوع معين.
  5. ومن الضروري في مشكلة البحث توضيح الفجوة بين مشكلة البحث والدراسات السابقة وجهود العلماء المتعلقة بظهور هذه الفجوة التي ترتبط بها، بحيث تكون قابلة للقياس والبحث من حيث الادوات والوسائل فمشكلة البحث هي التي تحدد أياً منها ولهذه النقطة اهمية كبيرة يجب ان نتطرق لها وهي اهمية الدراسات السابقة في تحديد مشكلة البحث حيث انها:

 

  1. توفر للباحث بلورة مشكلة البحث وتحديد الابعاد والمجلات
  2. تزويد الباحث بالكثير من الافكار والوسائل والإجراءات
  3. تحذير الباحث من الوقوع في المزالق التي وقع فيها الباحثون  والتعرف على كيفية تخطي الصعوبات ومواجهتها
  4. الاستفادة من نتائج الابحاث وجهود العلماء السابقة في تطوير الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة
  5.  وينبغي على الباحث توضيح الاضافة التي ستقدمها مشكلة بحثه للبحوث العلمية.

صياغة مشكلة البحث:

ولصياغة مشكلة البحث اهمية لا يقل شأنها على أي من خطوات اعداد البحث العلمي فهي تعتبر غلم وفن، حيث ان صيغتها بشكل واضح ومفهوم ومحدد يعبر عن مضمون المشكلة ومجالها وتساعد الباحث في تحديد مشكلته وجمع البيانات المتعلقة بها كما وتساعد الباحث في اختيار مصادر هذه المعلومات ويشرط على الباحث اختيار المرادفات والمصطلحات التي تعبر عن مضمون مشكلة البحث حيث يجب صياغتها بطريقة اخبارية او عن طريق استفهامية نحدد ابعد المشكلة من نقطة البداية الي نقطة الوصول للنتائج المرجوة.   

وتتم صياغة مشكلة البحث بأحدي الطريقتين:

  • الطريقة الاولى: وهي صياغة مشكلة البحث بجملة اخبارية تقديرية
  • الطريقة الثانية: صياغة مشكلة البحث بسؤال يربط بين متغيرين، وتعتبر الطريقة الثانية هي الافضل.

 

لصياغة مشكلة البحث يجب على الباحث الاطلاع على عدة معاير ومبادئ، وهي:

  1. اختيار المصطلحات والمرادفات الوضحة والدقيقة عند صياغة مشكلة البحث.
  2. صياغة مشكلة البحث بشكل تقريري أي طرحها بإحدى الطرقتين التي سبق ذكرهم.
  3. ان تشمل صياغة مشكلة البحث على وجود متغيرات للدراسة.
  4. يجب ان صياغة مشكلة البحث تكون قابلة للدراسة والاختبار المباشر.

إن صياغة مشكلة البحث تتطلب إعادة صياغة التعريفات بشكل واضح للمصطلحات التي ترتبط بعلاقة متينة بصياغة مشكلة البحث، حيث أن ذلك يتطلب القيمة المعرفية التي يجب على الباحث أن يمتلكها بخصوص موضوع البحث، كذلك محاولة استخدام الأساليب والطرف التي تعتمد على العصف الذهني، وذلك لكي يتم الابتعاد عن المشاكل التي تتمثل بعدم وضوح الموضوع أو العنوان، مما يؤدي إلى حدوث إشكالية في الفهم لدى المتلقي. بعد الوضوح للصورة العامة لموضوع البحث، يستعد الباحث للانتقال لمستوى لآخر من البحث، حيث أنه يستوفي الفكرة العامة للموضوع، ويبلور كل ما لاحظه وقرأه في قالب يتمثل بإشكالية البحث، والتي تكون قابلة لعملية البحث والمعالجة، وكذلك يجب أن يتم تحديد المتغيرات المتعلقة بالدراسة، حيث يجب أن تتمحور مشكلة البحث عن العلاقة بين متغيرين أحدهما مستقل، والآخر تابع، حيث يشكل المتغير التابع المحور الأساسي للبحث وموضوعه، أما المتغير المستقل هو الذي ينعكس تأثيره على المتغير التابع بأي تغيير قد يحصل، كذلك يجب أن تمتلك المشكلة القابلية للبحث، والتي يجب أن تستوفي المعلومات الكافية التي تحتاجها العملية البحثية، حيث تشكل قضية محورية وأساسية تستحق التعب والعمل الذي سيقوم الباحث ببذله حولها.

 

 

للاطلاع على المزيد من المقالات المشابهة؟؟ اضغط هنا

للاستفسار أو المساعدة الأكاديمية اطلب الخدمة الآن

مع تحيات:

المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا

أنموذج البحث العلمي

https://www.manaraa.com/post/2757/

عدد زيارات الموقع

56,287