التعليم المجاني  ليس شرطاً للتأخر كما يتم الترويج للأمر على أنه آفة المجتمعات خصوصاً في مجتمعنا في مصر .

التعليم المجاني ليس شرطاً للتأخر

‏في مصر ‏يتم النظر إلى التعليم المجاني على انه ‏العيب الأكبر في المجتمع المصري، وأنه هو السبب تأخر ‏مصر .

ورغم أن التعليم المجاني بالفعل في مصر يعاني الويلات، ‏وهو عامل كبير في التأخر التقني والتكنولوجي في الدولة.

إلا أن ‏العيب ليس في التعليم المجاني بحديثاته، ولكن العيب في المنظومة التعليمية في مصر، وفي المواطن نفسه الذي يرى في التعليم المجاني مجرد شهادة يمنحها لأبنائه حتى ولو عن طريق الغش مثلما نرى في الكثير من أرياف مصر.

‏بنية التعليم التعليم المجاني تقود ‏الأمم في الكثير من دول العالم وفي دول أوروبا المتقدمة مثل المانيا إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً عالمياً .

في ‏ألمانيا وفرنسا التعليم مجاني للجميع سواء المواطنين الالمان والفرنسيين أو الطلاب الدوليين القادمين إلى ألمانيا وفرنسا من اجل الدراسة وهذا يشمل كافة المراحل الدراسية في ألمانيا.

‏ونفس الامر ينطبق على نظام التعليم المجاني في فرنسا، لكن ‏الفرق بين التعليم المجاني في أوروبا والتعليم المجاني في مصر هو إدارة المنظومة.

‏في مصر يعتمد الوصول الى كليات القمة مثل الطب والهندسة على المجموع النهائي وليس على الرغبات .

‏على عكس بلدان أخرى يعتمد الإلتحاق في التخصص على رغبات الطلاب

‏هذا الأمر يمح الطالب حرية الإلتحاق بالكلية التي يرغب بها، وبالتالي يتم تحديد مستقبل الطالب بناءً على رغبته وليس بناءً على مجموعة النهائي، ‏فهناك من لا يستطيع الدخول إلى الكلية التي يرغب بها بسبب نصف ‏‫1\2‬ درجة.

وبالتالي يتغير مسار حياته من المجال الذي يفضل ويحب الدراسة فيه، إلى مجال آخر فرض عليه نتيجة المجموع.

‏هذا النظام يجعل العملية التعليمية في مصر متوقفة مع الزمن الذي يتقدم بسرعة ‏تكنولوجية كبيرة.

‏هذا الأمر دفعني إلى البحث عن الدراسة في الخارج، و و خلال بحثي عن الأوراق المطلوبة للحصول على قبول جامعي في ألمانيا، علمت أن الأمور الدراسية في الغربة أقل تعقيداً من بلادنا.

‏كنت أرغب في إكمال الهندسة المدنية في ألمانيا، ‏وعندما وصلت إلى مرحلة تجهيز الأوراق أخبرني ‏مكتبة آي بي ماج ‏والذي يدير خدماته عن طريق موقع فهرس السفر بأن الأوراق ليست معقدة.

وهذا لأن المسؤولين ‏‏لمسوا قلقي العميق ‏من تجهيز الأوراق، و أخبرني المسؤول قبل تجهيز أي وثيقة أن أعود لتعلم أساسيات اللغة الألمانية لأنه شرط أساسي من شروط الدراسه في المانيا للمصريين .

وأنني يجب أن ‏أصل إلى المستوى b1 ‏قبل العمل على ملف الدراسة في المانيا.

عندها علمت‏ أن هذا المكتب ملتزم بقوانين المانيا صارمة، وهي ‏عدم الكذب على الطلاب من أجل جمع المال فقط، وإلا تعرض المكتب في المانيا للعقوبة القانونية.

وبالتالي لم أخسر الوقت لتجهيز الأوراق وعامل اللغة الالمانية غير مكتمل لدي، ولكن تم إبلاغي من البداية، وهذا الأمر شجعني اكثر لأنني علمت أن هناك إنضباط  كبير.

‏الوصول الى المستوى b1 في اللغة الألمانية استغرق أربعة أشهر، بعد ذلك إجراءات الحصول على موعد و تجهيز الأوراق للسفارة الألمانية استغرق قرابة الشهر.

‏وبعد 6 اشهر من بداية التجهيز، كان الوصول الى الأراضي الالمانية.

‏لكن المفاجأة ‏أن اسم التعليم المجاني في المانيا، لكن الأساس الذي يقوم عليه النظام التعليمي و الدراسي في ألمانيا مختلف تماماً.

‏وهو ما يظهر لماذا تقدمت المانيا و تأخرنا نحن .في اللقاء القادم سوف أتحدث عن نمط و تكاليف المعيشة في ألمانيا، ونظام التعليم في ألمانيا بشكل عام .

 

 

المصدر: تجربة شخصية

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2019 بواسطة mamado2255

عدد زيارات الموقع

622