السلام عليكم ورحمة الله
انا مدمن متعافي ولقبي اليقظة،
شاب سعودي متجه بسرعة غريبة للأربعينات
اعمل بالتجارة وادير منشأتي الخاصة
متزوج ورب أسرة.
بدأ مشوراي مع المخدرات في السابعة عشرة من عمري واستمر بلا انقطاع لمدة 10 اعوام.
للأسف الأدمان لايترك ابداً بعد ان يصل الشخص الى مرحلة الادمان ولكن ، هو مرض يمكن محاصرتة والسيطرة علية.
اسباب توقفي عن المخدرات وصولي للحضيض وحياة البؤس والشقاء والاهانة التي عايشتها. حضيض بمعنى الكلمة.
مسألة انها قوة داخلية او رغبة فاسمحي لي بان ابدأ من الرغبة. الرغبة تكون غالباً موجودة عند اي مدمن بمجرد دخولة للمرحلة الثانية من مراحل الادمان الاربعة. نرى ذلك كثيرا مع مدمني السجائر معظهم يرغبون في ترك التدخين ولكن يؤجلون.
القوقة الداخلية او الارادة قد تكون عامل مساعد ولكنها لاتكفي للأقلاع عن المخدر بأي شكل للمدمن.
طبعاً هناك فرق بين شخص مدمن وشخص يتعاطى بشكل اجتماعي.
بدأت المخدرات وانا في السابعة عشرة من عمري.
والبداية كانت بمبادرة من جهتي،
مسألة اصحاب السؤ للأسف الجميع يحمل هالموضوع الكثير من المشاكل التي تقع، ولكن لا اعتقد ان لأصحاب السؤ يد في المسألة.
العجيب ان معظم المدمنين المتعافين والذين لايزالون يعانون متفقين على ان اصحاب السؤ لايد لهم في الموضوع ومع ذلك فأن جميع وسائل الاعلام والبرامج التوعوية تحملهم إزر وقوع شخص في براثن الادمان!
ربما لأن الجميع يتحولون لآصحاب سؤ انفسهم بعد تعاطي الجرعة الأولى!
الجانب الديني كان قوة مساعدة لي طبعاً فنشأتي في بيئة اسلامية محافظة جعلني دائماً اشعر بالذنب لتعاطي المخدرات وعجل بالرغبة عندي في الاقلاع عن التعاطي.
نصيحتي للشاب الذي يقع في براثن التعاطي التفكير بشكل جدي خاصة وهو في البداية بالتوقف، وقبل وصولة الى مرحلة حرجة ادناها السجن او المصحات او الموت.
فية مثل دائمأ نردده كمتعافين يقول:
" الطرشي مايرجع خيار"
من الأفضل العودة قبل ان يصبح طرشي. :)
-----------------------------------
حالياً اجد نفسي اعيش حياة جديدة ومليئة بالمفاجآت، لا استطيع ان اقول انها سهلة ولكن
اسوأ أيامي في التعافي أفضل بمئات المرات من أفضل يوم لي في التعاطي.
للأسف فقد عشت وهم نشوة التعاطي للمخدر ولكنها لاتقارن مع السعادة التي اجدها حالياً في حياتي الجديدة.
-----------------------------------
نعم انا متزوج ولدي ابناء.
نعم زوجتي واطفالي من العوامل التي دفعتني للعلاج، ولكن لم يكن سبب كافي بمفرده.
عموماً ارجوا ان لايؤخذ كلام المدمن النشط عن رغبته في الاقلاع عن التعاطي بسبب زوجته واطفاله على مأخذ الجد. اذا كان هذا هو السبب الرئيسي فغالباً سيعود في اقرب فرصة.
أخي الكريم
البداية كانت في رؤيتي بالصدفة لمجموعة من الشباب يتعاطون الحشيش في مرتفع جميل بمدينة الطائف. كان الجو جميل والضباب منتشر واعجبت بأشكالهم وهم لابسين نظارات شمسية. كانت الموضة في نهاية السبعينات ( نظارات جون لينون).
من وقتها بدأت بالبحث والتقصي الى ان وصلت وتعاطيت ولم اتوقف ابداً.
قبل ان اقع في براثن الادمان كنت شاب متميز في دراستي، يعتمد علي بشكل كبير من عائلتي، حقيقة كنت محبوب من زملاء الدراسة وكنت جدي في الوصول الى اهدافي في بداية مراهقتي. معدل ذكائي كان عالي وقتها وكان عندي ملكة الحفظ بشكل سريع لأي كمية من المعلومات.
كل هالأشياء استخدمتها بشكل سيء بعد دخولي لعالم المخدرات واحتفظت بالكثير منها عدى الجدية التي بدأت في التحول الى أهمال كبير مع دخول السنة الخامسة في الادمان.
الذاكرة ايضاً بدأت تتأثر بشكل جدي والذكاء اصبح نوع من الجنون في المراحل الأخيرة من الادمان.
نجاني الله من الادمان بعد ان ذكر لي احد رفقاء التعاطي وكنا في مصح بأن هناك اثنان من المدمنين رفقائنا يجتمعون مع معالج كان مدمن في السابق وقد وجدوا طريقة للأقلاع عن التعاطي.
وقتها قررت البحث عنهم والدخول بينهم ليس للتوقف ولكن لأعتقادي بأن هناك مايخبئونه او انها طريقة جديدة او عصابة جديدة، سمها ماشئت . ولكن سبب انضمامي لهم كان بغرض الحصول على المزيد او الجديد من المخدرات او على الأقل تدميرهم ( للأسف كانت افكاري تدميرية في تلك الفترة ، اللي مش معاي فهو عدوي ).
تفاجآت بالطريقة العلاجية التي كانوا يتبعونها ( علاج جماعي) group therapy وصدمني صبرهم على سلوكياتي وتصرفاتي. والحمد لله كانت هذي الشرارة التي اشعلت مرحلة لاحقة من العلاج كنت ارغب فيها فقط في الاجابة على سؤال :" ماذا لو .. لو كانوا حقيقين، لو كانوا صادقين.. الخ"، مما دفعني للبقاء معهم لفترة اطول ساعدتني على التأقلم معهم ومن بعدها الدخول الى عالم التعافي.
طبعاً هناك دائماً معاناة وخاصة في بداية العلاج او مايسمى بفترة الاعراض الانسحابيةwithdrawl حين تبدأ السموم بالخروج من الجسم وتكون الرغبة القهرية الملحة على تعاطي المخدر في اعلى مراتبها اضافة الى الآلام الجسدية ولكن ولله الحمد تبدأ بعدها فترة تقل فيها الرغبة وتبدأ الآلام في التلاشي شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت. طبعا المعاناة تختلف درجاتها باختلاف المخدر. مدمن الهيروين يعاني كثيراً اثناء الفترة الانسحابية.
عموماً معظم المدمنين لديهم خبرة في ذلك قبل دخولهم العلاج لأننا اساًسا نتعاطى بشكل مستمر لتفادي تلك اللحظة.
بعد التوقف عن التعاطي والتأقلم في الحياة الجديدة اجد نفسي مثل المولود الجديد، ولكن مولود بشعور وحواس مكتملة. ولازلت اتعلم يومياً اشياء اتعلمها لأول مرة في حياتي واستمتع بها لدرجة كبيرة، خاصة تعلم المباديء مثل الصدق او الامانة كان لدي مفهوم غلط عنها واستمتع حالياً بممارستها ولو انها غريبة في بعض الاحيان في عالمنا الحالي.
حقيقة كان لدي فكرة عن الناس الغير مدمنين او اللي لم يسبق لهم التعاطي مغلوطة بشكل كبير، او قد اكون رسمت لهم عالم خيالي يختلف عن مااقابله حالياً. انصدم حالياً وانا ارى اناس يمارسون مباديء سللبية واتسأئل لما يحتاجونها وهم لايفكرون بالحياة للتعاطي والتعاطي للحياة.
برنامجي للتعافي ساعدني كثير في التعامل مع تجارب الحياة الجديدة والتأقلم معها.
نعم بعد التحول من الاستعمال الى الادمان كان هناك شعور كبير بالندم وتأنيب الضمير، وللأسف المدمن يهرب الى الاستخدام سواءً في حزنه او فرحه. ان فرح اراد الاستخدام وان ندم او زعل ايضاً يداويها بالاستخدام.
عندما تكون هناك رغبة ملحة وهاجس فكري او كما اسميتها نوبة ادمان فالسبيل الوحيد هو البحث عن المخدر او اي شيء يذهب العقل او اقلها اي دواء يسكن الآلام الى ان يوجد المخدر.
كثير من المدمنين في هذه الحالة يلجأون الى شرب الكلونيا الى ان يجد المخدر.
-----------------------------------
تعامل الناس مع المدمن يشوبة الكثير من الحذر وعدم الثقة المكشوفة في اغلب الاحيان والخوف. الأسوأ ان الكثير منهم يستمرون بنفس الطريقة حتى بعد التعافي، عموماً ومن سابق تجربة من المقربين جداً اقصد كوالد او والدة او زوجة فالأمر قد يستغرق مابين السنتين والخمس سنوات للتعامل بشكل متكامل.
من المهم تجهيز المدمن المتعافي للصدمات في هذا الجانب، فقد يطلب منك مغادرة منزل قريب او وليمة لعدم الثقة او الازدراء حتى بعد سنتين او ثلاثة من توقفك وتعافيك.
2:
لو رأيت شخصاً يتعاطى المخدرات فهناك شيئين مهمة اعملها في نفس الوقت، اولاً ايصال رسالة اليه بأن هناك امكانية للتعافي من المخدرات وايجاد طريقة للحياة ان اراد ان يحصلا عليها يستطيع السؤال في المراكز العلاجية للأدمان عنها حيث يوجد مرشدين تعافي كانوا مدمنين. ثانياً اغادر المكان بأسرع وقت واحاول تغيير التصور الفكري عن حالته( يعني احاول انسى موضوعه بأي شكل الى ان اقابله في يوم من الايام من خلال مجموعات التعافي في الاجتماعات).
3: معاملتي لوالدي شابها الكثير من المشاكل اثناء الادمان ، حاولوا كثيرا ولم يستطيعوا عمل شيء جربوا معي جميع الطرق من تمكين ومقاومة ومواجهة ووو ولم يستطيعوا مساعدتي الى ان وصلنا الى طريق مسدود وقطيعة.
عند دخولي للتعافي واثناء حديثي عن هذا الشيء مع مجموعتي للتعافي في اجتماعات التعافي كنت اتحدث عن امكانية عودة المياة الى مجاريها مع والدي في فترة قد تصل الى عشرين عام لحجم الدمار الذي خلفته.
احمد الله بأن الامور عادت وافضل من الأول في مايقارب العامين مع والدتي والخمسة اعوام مع والدي، وعلاقتي معهم الآن علاقة متميزة بكل معنى الكلمة.
-----------------------------------
عالم التعاطي يمثل لي قاع الذل والهوان وفقدان السيطرة على كل ماله علاقة بالحياة او كما نسمية " حضيض"، وقد يكون هذا فيه اجابة على سؤالك الآخر عن " ماالذي ايقظني؟"
لايعرف الحضيض الا من سبح في اوحاله وهو منطقة اعجز عن تمنيها حتى لأعدائي، وهذا ماايقظني. كان لابد من ايجاد طريقة لأنتشال نفسي من هذا الحضيض او الموت على حالتي.
طريق العودة صعب في بدايته ولكن من الممكن السير علية بشرط! وهو ان لااحاول السير على هذا الطريق بمفردي ، احتاج الى الخروج من مفردة " انا " واستبدالها بـ " نحن "، ونحن في هذه الحالة هم زملاء التعافي القدامى ممن من الله عليهم بالتعافي ولديهم القدرة على مشارركة آمالهم وتجاربهم وطموحاتهم مع المدمنين الذين لايزالون يعانون.
((((( عقل المدمن منطقة خطرة، ويجب ان لايحاول التجول فيها بمفرده ))))))
-----------------------------------
لا اعتقد بأن هناك سبب رئيسي لأستعمال المخدرات وانما العديد من الاسباب او العوامل.
بالنسبة لي فالسبب كان " حب الأستطلاع " ، ورايت العديد ممن استخدموا فقط لحب الاستطلاع، وللأسف سنرى هذا جلياً في الشهرين القادمة من الكثير من المراهقين الذين سافروا للصيفية وووجدوا الفرصة لتجربة حي استطلاعهم لشيء او مادة.
مثلاً:
* يوجد لنا جار لدية ابن مدمن تفحيط بالسيارات وهو لم يتجاوز السادسة عشرة، لا يمكن ان تتصور الطريسقة التي اتبعتها عائلتة والشرطة من ضرب وتعليق وسجن وكل انواع العقاب، وفي كل مرة يقولون " لن يفحط ثانية " ومع ذلك يرجع دائماً الى سلوكة. هذا الشخص في تصوري لدية صفات ادمانية ولو وجد نفسة في مواجهة مخدر لتحول الى مدمن.
* نفس الشيء مع الكثير الذين ارى مدى ادمانهم على الانترنت، اتمنى الا يجدوا نفسهم في مواجهة مخدر او مسكر.
* الكثير ممن يرتادون المقاهي لتدخين المعسل لديهم هذه الصفات.
المدمن شخص لدية صفات ادمانية كانت السبب وراء ادمانه عندما سنحت له الفرصة لأسباب عديدة لأستخدام المخدر لأول مرة.
--------------------------
أعتقد إن السفر من أشد أسباب سلوك شباب اليوم لطريق الهاوية.
في السفر تبدأ العوائل باستحداث قوانين عائلية جديدة تؤثر بشكل كبير على الشباب وتمنحهم خصوصية قاتلة. في الشهرين المقبلة نبدأ في استقبال الكثير ممن دخلوا الى عالم المخدرات. خاصة العائدين من مصر ولبنان.
طبعا يوجد اختلاف بين الماضي والحاضر في ترويج المخدرات ولكن الأساس بالنسبة للمروج هو استخدام كل ما يمكن استخدامه في ايصال المادة الى المستخدم.
بالنسبة لعالمنا الخليجي قد يكون استخدام الفتيات من غير المستخدمات للمخدرات في الترويج هو الجديد. عادة فتيات من عوائل كبيرة ومعروفة ولكن متفككة، يحتاجون إلى دخل إضافي كبير لتغطية مصاريف الكماليات مثل الجوال واللبس والعزايم في المطاعم، ويساعدها اسم العائلة ونوعية السيارات اللي تركبها مع السائق في عمل ذلك. وحتى لو قبض عليها فعادة تتدخل العائلة بشكل سريع وفعال لأبعادها عن ذلك.
*علامات التحذير
انحدار في المستوى التعليمي
عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي
الانسحاب
الوحدة
الحزن
التعب
العدوانية
التمرد
الخشونة
عدم التعاون
تراجع في العلاقات العائلية
تغيير الاصدقاء
فقدان الاهتمام بالهوايات والرياضة
تغيير في الشهية للأكل والنوم
دلائل ادوات التعاطي
غليون
ابر طبية
ورق لف السجائر
ولاعات سجائر مفككة
ملاعق طعام بها آثار حرق
ورق الألمنيوم المستخدم في الطبخ
مجلات أو جرائد عليها آثار تبغ
حروق صغيرة بالملابس
إستخدام نظارات شمسية في اماكن مغلقة
تغيرات جسمانية
سيلان الانف مع عدم وجود زكام
عيون حمراء
الكحة
كدمات
آثار أبر