استراتيجيات مواجهة أو إدارة الغضب:
(1) الاسترخاء:
تساعد بعض فنيات الاسترخاء البسيطة مثل التنفس العميق والتخيل في تهدئة مشاعر الغضب. ويوجد الكثير من الكتب والمقررات التي يمكن بمقتضاها تعلم أساليب الاسترخاء وبمجرد تعلم الإنسان لهذه الأساليب يصبح من السهل استدعائها واستخدامها في أي موقف. فإذا كان قدرك الدخول في علاقات اجتماعية تتضمن شركاء سريعو التهيج والغضب فإنها فكرة جيدة إذن أن يتعلم كلاكما أساليب الاسترخاء. ويمكن أن تحاول تجريب الخطوات التالية:
(أ) خذ نفساً عميقاً وتنفس بعمق من الحجاب الحاجز.
(ب) كرر ببطء شديد كلمة أو عبارة (اهدأ؛ لا تغضب؛ كل شيء علي ما يرام؛ سيمر الموقف بخير) كرر هذه الكلمات أو العبارات ببطء مع التنفس العميق.
(ت) استخدم التخيل واستدع خبرات مريحة إما من الذاكرة أو من الخيال.
(ث) لا تجهد نفسك ولا تقم بأي مجهود وتفيد ما يعرف بتمارين اليوجا في التهدئة واسترخاء مختلف عضلات الجسد.
ولا شك أن ممارسة هذه الأساليب يومياً وتعلم استخدامها بصورة آلية في مختلف مواقف التفاعل الاجتماعي المحملة بمثيرات تستثير الغضب أو تنشطه يفيد الإنسان في التفاعل الاجتماعي الإيجابي.
(2) إعادة البناء أو التقييم المعرفي:
ويعني ذلك ببساطة تغيير الطريقة التي يفكر بها الإنسان. فالأشخاص الغاضبون أكثر ميلاً للسب والشتم واللعن وغالباً ما يتحدثون بصورة سلبية تعكس أفكارهم أو تفكيرهم الداخلي. وعندما يستثار أو ينشط انفعال الغضب لدي الإنسان غالباً ما يتشوه التفكير أو ينشط في اتجاه التفسير أو المعالجة السلبية الخاطئة للمعلومات استناداً إلي يبني مثل هذا الإنسان لأفكار ومعتقدات غير عقلانية. وبالتالي يجب الهجوم علي هذه الأفكار غير العقلانية واستبدالها بأفكار منطقية . علي سبيل المثال بدلاً من أن يقول الإنسان لنفسه : أوه إن هذا مخيف مرعب؛ لقد انهار كل شيء" يجب أن يقول " صحيح إن هذا محبط؛ أفهم أني حزين لما جري ولكن ليس هذا نهاية العالم والغضب لن يفيد في إصلاح أو تجاوز الموقف" ويعرف ذلك اصطلاحياً باستراتيجية التحدث مع الذات. وعلي الإنسان أن يتجنب الكثير من الكلمات عند التحدث عن ذاته أو عن الآخرين مثل " مطلقاً؛ دائماً " هذه الآلة لن تعمل أبداً" " هذا الطفل لا فائدة منه علي الإطلاق" " أوه أنت دائما تنسي الأشياء" فمثل هذه الجمل غير منطقية وغير صحيحة كما أنها تجعل الإنسان يشعر بأن غضبه مبرر وبالتالي لا يوجد طريقة لحل المشكلة. كما أن سيطرة مثل هذه العبارات علي حوارات الإنسان تجعله يغترب أو ينعزل عن الآخرين بل يحتقر كل من يحاول مساعدته في التوصل إلي حل لمشاكله.
وعلي الإنسان أن يذكر نفسه دائماً أن الغضب لا يصلح الأشياء ولا يحل المشاكل ولا يجعل الإنسان يشعر بحسن الحال بعد التعبير السلبي عنه بل في الواقع يعزز ويثبت من شعور الإنسان بسوء الحال. ويمكن بالعقل والمنطق هزيمة الغضب والانتصار عليه. فالغضب مهما كان ما يبرره يظل انفعالاً غير منطقي أو غير عقلي وبالتالي يمكن التصدي له بإعمال العقل والمنطق. وعلي الإنسان أن يذكر نفسه دائما كذلك أنه لا يوجد ما يبرر أن تسير الأمور دائما علي نحو ما يريد ومن الطبيعي أن يواجه الإنسان شأنه شأن كل البشر منغصات الحياة الإنسانية العادية وعلي المرء أن يعتقد أن حياة بلا متاعب حياة لا قيمة لها بل أن قيمة الإنسان وجوهر وجوده يتمثل في مواجهة المتاعب والمشاكل والانتصار عليها وتجاوزها.
ويميل الأشخاص الغاضبون إلي طلب الكثير من الأشياء مثل: العدل المطلق؛ التقدير التام؛ الاتفاق والانسجام التام؛ والرغبة في أن تسير الأمر علي نحو ما يريدون. كل إنسان يريد هذه الأشياء وكلنا يحزن أو يبتئس عندما لا تتحقق ولكن بالنسبة للأشخاص الغاضبون أو سريعو الغضب يتحول حزنهم أو تعاستهم إلي غضب قد يتعذر ضبطه أو السيطرة عليه. ومن متطلبات إعادة البناء أو التقييم المعرفي تنمية وعي الأشخاص الغاضبون بالطابع غير المنطقي لمطالبهم وتعليمهم إستراتيجيات تحويل هذه المطالب الآمرة إلي رغبات أو بالأحرى إلي رجاءات بمعني آخر أن قول الإنسان لنفسه أحب شيئاً ما أفضل من أن يقول لنفسه أطلب أو يجب أن أحصل علي شيئاً ما. وبناء علي ذلك عندما لا تكون قادراً علي الحصول علي ما تريد من الطبيعي أن تعاني من المشاعر العادية مثل الإحباط؛ خيبة الأمل؛ والحزن ولكن ليس الغضب. ويحاول بعض الناس الغاضبون استخدام الغضب كطريقة للتجنب الإحساس بالألم ولكن لا يعني ذلك بحال من الأحوال أن الألم قد ابتعد عنهم بل يفضي الاستخدام المستمر لهذه الطريقة إلي تفاقم الألم واشتداد وطأته.
(3) حل المشكلة:
ينتج الغضب والإحباط في الكثير من الأحيان من مشكلات واقعية لا يمكن تجنبها خلال مسار الحياة. وليس كل الغضب في غير محله وغالباً ما يكون الغضب استجابة صحية طبيعية للتعرض للكثير من صعوبات الحياة اليومية. ويوجد اعتقاد صحيح إلي حد بعيد أن لكل مشكلة حل.والتعامل النشط مع المواقف المشكلة لا يتطلب التركيز مباشرة في السعي إلي إيجاد حلول مباشرة بل المطلوب أولاً تعلم مهارات إدارة المشكلات ومواجهتها بوضع خطة للعمل واختبار مدى التقدم في اتجاه الحل. صحيح قد يترتب علي جهدك لحل المشكلة نجاحاً ما ولكن تذكر أن تبتعد عن لوم أو جلد الذات حال فشل الحل. فيكفي الإنسان في بعض الحالات أن يبذل ما عليه من واجب ولكن ليس عليه إدراك النتائج في كل الأحوال.
(4) التواصل الفعال:
يميل سريعو الغضب إلي القفز إلي الاستنتاجات بل والتصرف في ضوء الاستنتاجات الخاطئة التي غالباً ما يتوصلون إليها نتيجة التسرع في التفسير أو التأويل. والخطوة الأولي التي يمكنك فعالها في أثناء تواجدك في مواقف مناقشة حامية أن تتريث وتفكر في استجاباتك وأن لا تتفوه بأول ما يطرأ علي ذهنك بل عليك أن تتمهل وأن تفكر ملياً فيما يصح قوله وما لا يصح قوله في نفس الوقت عليك أن تنصت باهتمام إلي ما يقوله الآخرون وأن تأخذ وقتاً كافياً قيل الإجابة. علي سبيل المثال قد ترغب في أن يتاح لك مزيداً من الحرية والمسافة الشخصية في حين يريد الطرف الآخر مزيداً من الارتباط والقرب البدني منك فإذا ما حاول هذا الطرف تحقيق ما يود ما عليك إلا أن تتمهل وأن تحاول تفهم وجهة نظره قبل أن تتسرع في وصفه مثلاً بالسجان المزعج وما إلي ذلك من أوصاف قد تنشط انفعالات الغضب وما يرتبط بها من تصرفات سلوكية عادة ما تكون مستهجنة. واعلم أنه من الطبيعي أن يستاء الإنسان عندما ينتقد ولكن تعرض الإنسان للانتقاد لا يعني ذلك أن يكون الإنسان عدوانياً أو فظاً في رد فعله. وبدلاً من ذلك عليك أن تنصت إلي ما يكمن وراء الكلمات والعبارات التي توجه إليك فقد تكون الرسالة التي يريد إيصالها لك من يوجه لك النقد تافهة ولا تستحق مجرد الرد عليها. وقد يتطلب التعامل الجاد مع النقد تفكير المرء فيما قد يكون دفع إليه وتصحيح الذات ليس علامة ضعف في كل الأحوال بل قد يكون في أحوال كثيرة علامة قوة ونضج معرفي وانفعالي واجتماعي. أما الغضب والهياج الانفعالي والانتصار غير المبرر للذات في كل الأحوال بالتأكيد علامة ضعف وعدم نضج.
(5) روح المرح والدعابة:
إذ تعد الدعابة وروح المرح وسيلة دفاعية شديدة الفعالية في إبطال مفعول الغضب والغيظ. بل تفضي الدعابة وروح المرح إلي إحداث نوع من التوازن الانفعالي الذي يتيح فرصة للتأمل والتفكير في طبيعة ودلالة المثيرات المنشطة للغضب والثورة وبالتالي تحديد رد الفعل المناسب الذي لا يفقد الإنسان علاقاته الطيبة بالآخرين. فعندما يسيطر عليك الغضب وتنعت شخصاً ما بتسميات وأوصاف بذيئة توقف وفكر فقط فيما دلالة هذه الكلمات وما قد ينتج عنها من أذى أو جرح نفسي لمن توجهها إليك وما عليك إلا أن تضع نفسك مكانه. والسؤال إلا يوجد بديل آخر للكلمات بذيئة الدلالة يمكن استخدامها في مثل هذه المواقف؟ بطبيعة الحال يوجد. قد يكون مجرد التعليق الساخر أو النكتة الخفيفة والإشارة غير الجارحة أكثر تأثيراً وفعالية من الكلمات الجارحة التي لا يترتب عليها إلا تصعيد مستويات الخلاف بكل مصاحباته غير السوية.
(6) تغيير البيئة:
في الكثير من الأحيان تكون الظروف المحيطة بنا في موقف التفاعل هي السبب الأساسي في ثورة الغضب ومشاعر الغيظ التي قد تنتابنا. فالمشكلات والمسئوليات عبء ضاغط علي الإنسان في بعض المواقف وقد تجعله شديد الحساسية للمثيرات المستفزة . فما الحل في مثل هذه الحالة؟ الحل بسيط أعط لنفسك فترة للراحة والاستجمام! وتأكد من أن لديك نظاماً محدداً لاستثمار وقتك الشخصي خاصة في الأيام التي تشعر فيها بسوء الحال. فعلي سبيل المثال قد تضع الأم العاملة لنفسها قاعدة سلوكية تلتزم بها بعد عودتها يومياً من العمل وهي أن تمتنع عن التحدث مع أي شخص في المنزل لمدة 15 دقيقة بعد العودة من العمل. إذ يمكن بعد هذه خلال هذه الفترة الوجيزة تهيئة نفسها لنسق من التفاعل مختلف عن نسق تفاعل العمل.
(7) إرشادات تهدئة الذات:
(أ) استراتيجية الإرجاء أو تخير الوقت المناسب: غالباً ما يكون الإنسان متعباً بعد عناء يوماً من العمل والليل فترة للسكن والاسترخاء وبالتالي فإن مناقشة الموضوعات الأسرية المهمة التي تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة قبل التوجه إلي النوم قد يكون أمراً غير مفضل بل قد يفضي إلي توتراً لا مبرر له يصعد من القابلية للغضب وعليه قد يكون من المفضل جدول زمني محدد تناقش في ضوئه مثل هذه الموضوعات كتحديد ساعة معينة كل يوم أو عدد معين من الساعات كل أسبوع أو عقد اجتماع شهري تناقش فيه مثل هذه الموضوعات وتحديد أولويات الاحتياجات الأسرية.
(ب) التجنب: إذا أدي إتلاف طفلك لنظام حجرته أو نظام البيت بصفة عامة إلي إثارة غيظك وغضبك فما عليك إلا أن تغلق عليك باب حجرتك لمدة زمنية قصيرة ولا تنظر إلي مظاهر العبث التي أحثها طفلك بأثاث المنزل واعلم أن قليل من الصبر والجهد كاف لإعادة الأمور إلي نصابها دون توتر أو غضب علي أن يتم ذلك بإظهار علامات الاستياء غير اللفظي للطفل فهذا أفضل من أن تقول بغيظ يتعين علي طفلي تنظيف أو إعادة ترتيب ما أفسده وأجدى من ذلك أن تقول وأنت تفعل ما أشرت إليه يجب أن لا أغضب!
(ج) البحث عن بدائل: إذا كانت الطريق المعتاد الذي يسلكه يومياً للعمل شديد الازدحام وبه نقاط تقاطع بها إشارات مرور كثيرة تثير غضبك وإحباطك فحاول أن تجد طريقاً بديلاً حتى وإن كان يستغرق اجتيازه زمناً أطول.
المصدر: د. محمد السعيد أبو حلاوة
نشرت فى 5 ديسمبر 2009
بواسطة mamacom
<h3>ولا شك أن ممارسة هذه الأساليب يومياً وتعلم استخدامها بصورة آلية في مختلف مواقف التفاعل الاجتماعي المحملة بمثيرات تستثير الغضب أو تنشطه يفيد الإنسان في التفاعل الاجتماعي الإيجابي.<br /></h3>
5 ديسمبر 2009
محاسب_قانونى_محمد_على_ابراهيم #خبير_ضرائب #تقديم_الاقرارات الضريبيه_والتقارير_الماليه
#محاسب_قانونى_تقديم _الاقرارات _الضريبيه #اعداد_ومراجعه_الميزانيات #االسجل_التجاري #دراسات_الجدوى #شهادات_الدخل_للاسكان #انهاء_المنازعات_الضريبيه #ضرائب_عامه #ضرائب_قيمه_مضافه #تامينات ت 01070610700 ت01012679686 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
530,670
محاسب قانونى محمد على ابراهيم
اعداد الدفاتر والحسابات ومراجعتها واعتماد الحسابات للشركات الصغيره والمساهمه والاستثمار
ساحة النقاش