دلائل نبوة محمد
الأدلة من الكتاب والسنة
هناك من الأدلة في كتاب الله العزيز ، وفي سنة المصطفى محمد ، وفي كتاب أهل الكتاب ما يكفي بل ويزيد على أن يثق المرء ويطمئن قلبه ، ويعترف لسانه بأن هذا النبي الأمي محمد رسول من عند الله لم يدّعِ النبوة ، ولم يفترِها من تلقاء نفسه ، وإنما أرسله الله سبحانه وتعالى كما أرسل أنبياءه السابقين عليهم السلام ، وأيده بالبينات كما أيد رسله السابقين ، بل وزاده عليهم فأنـزل عليه هذا القرآن المعجز الخالد إلى يوم القيامة .
فما الذي جاء في هذا القرآن من أدلة تثبت نبوته ؟
قال تعالى(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )(الجمعة 2)
إن هذه الآية الكريمة تؤكد حقاً ويقيناً صدق نبوته .
كيف لا وهو ذلك الرجل الأمي الذي لا يستطيع القراءة ولا الكتابة ، وقد عرف عنه هذا في قومه واشتهر به .
ثم مع هذا الوصف إذا به يأتينا بهذا القرآن الذي يحوي من العلوم والمعارف ما لم يعلم به جميع البشر عبر كل الأزمنة ، فمن أين لـه ذلك إذا لم يكن حقاً نبياً مرسلاً من عند الله عالم غيب السماوات والأرض ؟
لا جواب على ذلك إلا بالاعتراف بأنه
حقاً مرسل من عند الله العزيز العليم.
جاء في تفسير الظلال لهذه الآية ما يلي :" قيل إن العرب سمّوا الأميين لأنهم كانوا لا يقرأ ون ولا يكتبون - في الأعم الأغلب - وروي عن النبي
أنه قال : الشهر هكذا وهكذا وهكذا وأشار بإصبعه وقال :" إنا نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب والمنة ظاهرة في اختيار الله للأميين ليجعلهم أهل الكتاب المبين وليرسل فيهم رسولاً منهم ، يرتفعون باختياره منهم إلى مقام كريم ، ويخرجهم من أميتهم بتلاوة آيات الله عليهم وتغيير ما بهم ويميزهم عن العالمين ثم يؤكد الله تعالى ما يتصف به رسوله – الذي اختاره معلماً للعالمين – من أمية فيقول عز من قائل :( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون )(العنكبوت 48) ،ثم يؤكد الله عز وجل على هذا المعنى ، فيأمر نبيه r
بأن يذكّر قومه بأنه أمي ، وهم يعرفون عنه ذلك ويعرفون نشأته بينهم في محيط البيئة الأمية وأنه قد لبث فيهم أربعين عاماً ما كان يأتيهم بمثل هذا وما كان يستطيع، فأنى له الآن معرفة هذا العلم العظيم من تلقاء نفسه . قال تعالى:( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون)(يونس 11) .
إذاً لا بد أن تؤمنوا به لأنكم تعلمون علم اليقين أنه لا يمكن له أن يأتي بهذا إلا من عند الله ،قال تعالى : ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي)(الاعراف 158)
ولكن كثيراً من القوم أعرضوا وأبوا أن يستسلموا لله ورسوله وقاوموا الإيمان الذي نفذ إلى قلوبهم وتأكد لهم بأن ما جاء به محمد
صدق؛قال تعالى(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)(النمل 14) فمع هذه الحجة الواضحة ، لا يجدون لهم دليلاً واحداً ينكرون به معرفتهم بمحمد r بأنه حقاً أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة فما كان منهم إلا اللجوء إلى المكر فقالوا تارة هو شاعر ، وأخرى مجنون ، وثالثة كاهن ، ثم يقولون لا بل هو ساحر .هكذا يفترون على رسول الله r يفترون عليه السحر والجنون والكذب ، وهم أعلم الناس به وبصدق ما يقول ، " فقد كان r
موضع ثقة طوال أربعين عاماً ،لذلك اتفقوا على تسميته بالصادق الأمين ، فهو لو أخبرهم أن خيلاً وراء الوادي ستغير عليهم لصدقوه ؛ لأنهم لم يعهدوا عليه كذباً .
لذلك قال تعالى موبخاً تناقضهم :( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )(المومنون 69).
وهم في قرارة أنفسهم لا يكذبونه ولكنهم يجحدون آيات الله ، لذلك قال تعالى :( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )(الانعام 33) .
ثم إذا كان الأمر كذلك وكانوا صادقين في ادعائهم على الرسول بأنه كاهن أو مجنون أو شاعر وأنه تقوّل القرآن ، فهم أمام أمرين :
· إما أن يأتوا بمثله ومن هنا جاء التحدي .
· وإما أن يعجزوا عن ذلك ، وفي هذه الحالة يجب أن يعقلوا أنه معجز وأنه وحي من عند الله وأنه دليل على صدق الرسول وعلى هذا فإنه تحداهم أن يأتوا بمثله ، ولهم في ذلك أن يستعينوا بجميع الناس بل وبالجن حتى يأتوا بقرآن مثل هذا قال تعالى :( قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )(الاسراء 88).
وبهذا التحدي انقطعوا ، فلم يتقدم أحد ، فتحداهم بعشر سور مثله ، قال تعالى :( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)(هود 13) ؛فعجزوا فخفف إلى سورة فقال تعالى: ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين )(يونس 38) ؛ثم أعاد التحدي في المدينة بعد الهجرة فقال تعالى :(وإن كنتم في ريب مما نـزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين )(البقرة 23-24) فقوله تعالى فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ، أي فإن لم تفعلوا في الماضي،ولن تستطيعوا ذلك في المستقبل ، فثبت التحدي .
فلما عجزوا عن معارضته والإتيان ولو بسورة واحدة مثله وهم الفصحاء البلغاء وقـد كانوا أحرص ما يمكن على إطفاء نور القرآن ، فلو كان في مقدرتهم معارضته لعدلوا إليها ، ولكنهم تركوا الأمر السهل إلى الأمر الصعب واختاروا المقاتلة وهي الأمر الصعب ، فكان عجزهم هذا حجة قاطعة على نبوة محمد وأنه رسول الله حقاً
وبعد هذا الدليل الذي يبين أن محمداً ما كان لـه القدرة على أن يختلق هذا القرآن من تلقاء نفسه ، ويزداد تأكيده مع عدم معرفته بالقراءة والكتابة بل لم يستطع أن يأتي بمثل هذا القرآن أهل الأرض حتى ولو كانوا مجتمعين ،بما فيهم عالمهم وشاعرهم وكاهنهم وعبقريهم و...... الخ ،فإنهم عاجزون عن ذلك . وهذه حقيقة لا يزال التحدي قائم بها إلى يوم القيامة .بعد هذا يجعل الله سبحانه وتعالى نفسه شاهداً على صدق نبوته
فأي شهادة أعظم من هذا ؟
قال تعالى(قل أي شيء أكبر شهادةً * قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)(الانعام 19). جاء في تفسير هذه الآية :
"قل أي شيء أكبر شهادة ؟" أي شاهد في هذا الوجود كله هو أكبر شهادة ؟
أي شاهد تعلو شهادته كل شهادة ؟
أي شاهد تحسم شهادته فلا يبقى بعد شهادته شهادة ؟
وكما يؤمر رسول الله
بالسؤال ، فهو يؤمر كذلك بالجواب؛ ذلك أنه لا جواب غيره باعتراف المخاطبين أنفسهم " قل : الله " ..
نعم ! فالله سبحانه وتعالى – هو أكبـر شهادة .
فإذا أعلن هذه الحقيقة : أن الله سبحانه وتعالى هو أكبر شهادة ؛ أعلن لهم سبحانه : هو الشهيد بينه وبينهم في القضية .
فإذا تقرر المبدأ : مبدأ تحكيم الله سبحانه ، أعلن إليهم شهادة الله سبحانه وتعالى على هذا القرآن الذي أوحاه إليه لينذرهم به ، وينذر به كل من يبلغه في حياته أو من بعده ثم يؤكد تعالى هذه الشهادة منه في آية أخرى فيقول تعالى :( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله * وكفى بالله شهيداً )(الفتح 28).
ثم إن الله سبحانه وتعالى قد أخذ العهد والميثاق على أفضل من خلق من البشر ، وهم أنبياءه الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته ، أخذ عليهم العهد بأن يؤمنوا وينصروا محمداً إن بعثه الله في عهد أيّ منهم أن يأمروا أقوامهم بالإيمان به ونصرته .
فأقرهم وأشهدهم على ذلك بجانب شهادته سبحانه وتعالى :( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنّه* قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري* قالوا أقررنا*قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)(آل عمران 81).
جاء في تفسير هذه الآية "لقد أخذ الله سبحانه وتعالى موثقاً رهيباً جليلاً كان هو شاهده وأشهد عليه رسله موثقاً على كل رسول ، أنه مهما آتاه من كتاب وحكمة ، ثم جاء رسول بعده مصدق لما معه ، أن يؤمن به وينصره ، ويتبع دينه ، وجعل هذا عهداً بينه وبين كل رسول ..ويجمعهم كلهم في مشهد..هذا المشهد الهائل الجليل ،يرسمه التعبير ، فيجف لـه القلب ويجب؛وهو يتمثل المشهد بحضرة البارئ الجليل والرسل مجتمعين،فيشهد الجليل على هذا الميثاق ويشهدهم عليه (قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)
هناك عدد آخر من الآيات ، تصب جميعها في إثبات نبوته
فيما يلي بعضاً منها :
قال تعالى(إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً)(البقرة 119).
قال تعالى(كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)(البقرة 151)، والمقصود بالرسول المرسل إلى المخاطبين هو محمد.
وقال سبحانه
(يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم)(النساء 170).
وقال تعالى:(فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)(الاعراف 158) ،وقال عز من قائل (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(الصف 9) (رسولاً من الله يتلو صحفاً مطهرة)(البينة 2).
هذه آيات يتلوها محمد على الناس تلاوة الواثق من أمره ،وكونه هو المقصود بالرسول المرسل إليهم وأنه هو الرسول الأمي فلو كانت دعواه هذه باطلة لما تركه الله سبحانه وتعالى يكذب ويستمر في كذبه ثم لا ينتقم الله منه ، ولا يفضح زيفه،بل إنّ الله سبحانه وتعالى قام بتأييده بالبينات والمعجزات التي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
نصوص أخرى من القرآن :
هناك عدد آخر من الآيات ، تصب جميعها في إثبات نبوته
فيما يلي بعضاً منها :
قال تعالى(إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً)(البقرة 119).
قال تعالى(كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)(البقرة 151)، والمقصود بالرسول المرسل إلى المخاطبين هو محمد.
وقال سبحانه
(يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم)(النساء 170).
وقال تعالى:(فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)(الاعراف 158) ،وقال عز من قائل (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(الصف 9) (رسولاً من الله يتلو صحفاً مطهرة)(البينة 2).
هذه آيات يتلوها محمد على الناس تلاوة الواثق من أمره ،وكونه هو المقصود بالرسول المرسل إليهم وأنه هو الرسول الأمي فلو كانت دعواه هذه باطلة لما تركه الله سبحانه وتعالى يكذب ويستمر في كذبه ثم لا ينتقم الله منه ، ولا يفضح زيفه،بل إنّ الله سبحانه وتعالى قام بتأييده بالبينات والمعجزات التي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
ألا يكون هذا التأييد من الله عز وجل إلا لنبي صادق ؟
الجواب:بلى، إنه نبي، ولو كان غير ذلك لانتقم الله منه وعاقبه على كذبه.
قال تعالى(ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين *ثم لقطعنا منه الوتين *فما منكم من أحد عنه حاجزين)(الحاقة 45-47).
.
ساحة النقاش