القرآن من عند الله ولم يكتبة محمد
القرآن ليس نص فزياء ولا نص رياضيات يغرق في الرموز بل هو نص يتحدث عن مشاعر واعتقادات وحوادث ونظم مجتمعية . ومثل هذا النوع من النصوص لابد أن نجد فيها ملامح مؤلفها.
لا نجد في القرآن شخصية محمد صلى الله علية و سلم . فنص القرآن الذي ينقل لنا حوادث واقعية عاشها محمد صلى الله علية و سلم أو عاشها المحيطون به
"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ..."
نجده وياللغرابة ! تغيب منه الحوادث المفروض أن تحضر بقوة فيه إذا كان محمد هو مؤلف القرآن ، وذلك مثل اللحظات الصعبة التي مر بها في حياته كالحظة موت زوجته خديجة. حيث لا نجد أي ذكر لهذا الحدث في القرآن ، ولا حتى بضع كلمات يبث فيها محمد حزنه عليها ، وهوالذي كان مرهف الحس ، وهو الذي حتى بعد سنوات طوال بعد موتها كان يذكرها فتدمع عيناه!!
هل يستطيع شاعر أو أديب أ ن يتجاهل ذاتيته ؟؟؟
كيف استطاع محمد صلى الله علية و سلم أ ن يتجاهل ذاتيته ولم يعبر عن مكنون وجدانه في حق خديجة في نص قرآني ؟؟؟؟
لا نجد ولو ذكرا واحدا لحوادث أخرى كان لابد أن تحضر لأنها أثرت فيه واستدرت الدمع من عينه مثل موت أبنائه الذكور واحدا تلو آخر. وخاصة إبنه إبراهيم الذي احتضر بين يديه ، وتوفي وهو بين ذراعيه ينظر إليه ؟؟
كيف تغيب مثل هذه اللحظات العصيبة من نص القرآن ،ونحن نعلم أن محمد صلى الله علية و سلم لم يكن رجلا جلفا يخفي شعوره ومشاعره بل كان يفخر بإظهار هذه المشاعر والتعبيرعنها ؟؟؟
محمد صلى الله علية و سلم كان يحب زورجته خديجة وزوجته عائشة ، ،لكننا لا نجد في القرأن سورة باسميهما ،في حين نجد اسم مريم يتكرر في القرآن 44 مرة ،بل سميت سورة كاملة باسم مريم!!! كما لانجد ذكرا لأسم فاطمة ولا الحسن والحسين مع شديد حبه لهم؟؟
ثم نأتي الآن إلى شخصية محمد صلى الله علية و سلم ذاتها ،لماذا هذا الغياب الملحوظ لأسمه في القرآن بالمقارنة مع غيره من أسماء الأنبياء ،فمحمد صلى الله علية و سلم رغم أن سورة موسومة باسمه فهو لم يذكر في القرآن إلا خمس مرات ،بينما ذكر موسى 55 مرة ،وذكر عيسى عليه السلام باسمه 25 مرة .
لماذاهذا الغياب لوجدانية محمد صلى الله علية و سلم إذا كان القرآن من تأليفه؟؟؟
عندما نطق محمد صلى الله علية و سلم بالقرآن تبين للعرب بوضوح أمران اثنان :
1- أنه خارق لمعهودهم في الخطاب . فلا هو شعر ولا هو نثر مسبوك فيما اعتادوه من أسليب الخطابة وصياغة الأمثال والحكم. بل هو متفرد في أسلوبه.لذا احتاروا في تصنيفه.وهذه الحيرة سجلها لنا القرآن في حديثه عن الوليد...
2- أنه بليغ في أسلوبه. لذا كانوا ينصحون غالبا بعضهم بعضا بأن لا يسمعوا للقرآن.
القرآن معجزة متجددة:
إن إحدى أهم أوجه إعجاز القرآن الكريم، أن معجزته متجددة وعجائبه لا تنقض، فالقرآن معجزة باقية على طول الزمان، من حين جاء به الرسول تُتْلى آيات التحدّي به، ويُتلى قوله: (فَليَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور:34)، و(فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) (هود:13)، و (بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) (يونس:38).
وإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا في أول الأمر، وقطعه بذلك، مع علمه بكثرة الخلق، دليلٌ على أنّه كان خارقاً يعجز الثقلين عن معارضته، وهذا لا يكون لغير الأنبياء.
وها هو القرآن الكريم مع طول الزمان، قد سمعه الموافق، والمخالف، والعرب، والعجم، وليس في الأمم من أظهر كتاباً يقرأه الناس، وقال إنّه مثله، وهذا يعرفه كلّ أحدٍ.
والقرآن ممّا يعلم الناس؛ عربهم، وعجمهم أنّه لم يُوجد له نظيرٌ، مع حرص العرب، وغير العرب على معارضته؛ فلفظه آية، ونظمه آية، وإخباره بالغيوب آية، وأمره ونهيه آية، ووعده ووعيده آية، وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية، وإذا ترجم بغير العربي كانت معانيه آية. كلّ ذلك لا يوجد له نظيرٌ في العالم
أقوال الغربيين المنصفين عن القرآن الكريم:
نذكر هنا طائفة من أقوال المنصفين من أهل الغرب عن القرآن الكريم؛ يقول المستشرق آرثر آدبري : "عندما أستمع إلى القرآن يتلى بالعربية ، فكأنما أستمع إلى نبضات قلبي".
ويقول الشاعر الألماني الشهير جوته : "إن أسلوب القرآن محكم سام مثير للدهشة … فالقرآن كتاب الكتب، وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم … وأنا كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي … ولما بلغ غوته السبعين من عمره أعلن على الملأ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بليلة القدر التي أنزل فيها القرآن على النبي محمد، ولما أبصر غوته ريشة طاووس بين صفحات القرآن هتف : "مرحباً بك في هذا المكان المقدس ، أغلى كنز في الأرض".
وتقول المستشرقة الألمانية أنا ماريا شميل: "القرآن هو كلمة الله ، موحاة بلسان عربي مبين ، وترجمته لن تتجاوز المستوى السطحي ، فمن ذا الذي يستطيع تصوير جمال كلمة الله بأي لغة؟!".
ويقول الباحث الأمريكي مايكل هارت صاحب كتاب "العظماء مائة": "لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملاً دون تحوير سوى القرآن".
ويقول المستشرق بودلي: "بين أيدينا كتاب فريد في أصالته وفي سلامته ، لم يُشكّ في صحته كما أُنزل ، وهذا الكتاب هو القرآن".
ويقول المستشرق "فون هامر" في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن: "القرآن ليس دستور الإسلام فحسب، وإنما هو ذروة البيان العربي، وأسلوب القرآن المدهش يشهد على أن القرآن هو وحي من الله، وأن محمداً قد نشر سلطانه بإعجاز الخطاب ، فالكلمة لم يكن من الممكن أن تكون ثمرة قريحة بشرية".
ويقول البروفسور يوشيودي كوزان – مدير مرصد طوكيو: "إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود … إن الذي قال هذا القرآن يرى كل شيء في هذا الكون ، وكل شيء مكشوف أمامه".
ويحاول المفكر مارسيل بوازار أن يصل إلى سر التأثير العجيب للقرآن فيقول: "القرآن يخاطب الإنسان بكليته … أعمق مشاعره، وعمله اليومي من منظور تستطيع نسبته إلى علم النفس التطبيقي".
ويقول الطبيب الفرنسي موريس بوكاي الذي أسلم عام1982م،: "إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة ، وعلى حين نجد في التوراة – الحالية – أخطاء علمية ضخمة ، لا نكتشف في القرآن أي خطأ، ولو كان قائل القرآن إنساناً فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره ، ليس هناك تفسير وضعيّ لمصدر القرآن".
إن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة والشريعة الفريدة التي أتت بالسعادة للبشرية جميعها إذا ما التزموا بهديه واستناروا بنوره.
أما بقية معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا نذكر منها بعضها، والتي تناقلت الركبان بذكرها وتنوعت ما بين تحديًا للمشركين مثل "انشقاق القمر"، وما بين تثبيتًا للمؤمنين وقضاء حوائجهم مثل "حنين الجذع"، و"تكثير الطعام"وغيرهم مما يرد ذكره بعون الله عزوجل
ساحة النقاش