النص الكامل لرسالة الرئيس الإيراني إلى الرئيس الأمريكي بوش
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الجمهورية:
منذ فترة وانا افكر في الكيفية التي يمكن من خلالها تبرير التناقضات التي لا يمكن انكارها على الساحة الدولية والتي تطرح بشكل دائم في المحافل الشعبية لاسيما السياسية والجامعية. فالكثير من الاسئلة بقيت دون جواب.
هذا الامر دفعني الى دراسة بعض التناقضات والاسئلة على امل ان اجد فرصة لاصلاحها.
فهل يمكن ان تكون تابعا للسيد المسيح (ع) ذلك الرسول الالهي العظيم ، وتحترم حقوق الانسان ، وتطرح الليبرالية كنموذج حضاري ، وتعارض انتشار السلاح النووي والدمار الشامل ، وترفع شعار مكافحة الارهاب ، واخيرا ، تعمل على تاسيس مجتمع عالمي موحد ، مجتمع يحكم فيه السيد المسيح (ع) والصالحون في الارض ، ولكن في نفس الوقت : تتعرض بعض البلدان للهجوم وتنتهك ارواح وكرامة الافراد ، فعلى سبيل المثال يتم احراق قرية او مدينة او قافلة لمجرد وجود بعض المجرمين في تلك القرية او المدينة او القافلة.
او على احتمال وجود اسلحة دمار شامل في بلد ما يتم فيه احتلال ذلك البلد حيث يقتل مئات الالاف من الناس وتدمر مصادر المياه والاراضي الزراعية والمراكز الصناعية في ذلك البلد. وينشر هناك نحو 180 الفا من القوات الاجنبية وتنتهك كرامة وحرمة المواطنين ويعود بذلك البلد نصف قرن الى الوراء . ماقيمة كل ذلك؟.
ويتم انفاق مئات المليارات من الدولارات من خزانة بلد ما وعدد من البلدان الاخرى بالاضافة الى ارسال عشرات الالاف من الرجال والنساء الشباب والشابات في وضع سيئ بعيدا عن اعزائهم وعوائلهم حيث تتلوث ايديهم بدماء الاخرين. ويتحملون الضغوط النفسية الشديدة التي تودي بالبعض الى الانتحار والبعض الاخر يصاب بالكآبة كما يصاب الكثير منهم بمختلف الامراض والاعراض وهناك من تعود اجسادهم الى عوائلهم قتلى .
وتنتهي ذريعة وجود اسلحة الدمار الشامل بمأساة انسانية يغرق فيها البلد والشعب على حد سواء ، ولكن بعد فترة يتبين انه ليس هناك اي سلاح دمار شامل والتي على اساسها تم اتخاذ ذلك الاجراء .
بطبيعة الحال ان صدام حسين كان دكتاتورا قاتلا ، الا ان الحرب لم تكن من اجل اسقاطه ، وان الهدف كان العثور على اسلحة الدمار الشامل ، انه اسقط لاهداف اخرى، ولكن رغم كل ذلك فان شعوب المنطقة فرحت لسقوطه، الا انني اريد ان انوه الى ان صدام وخلال سنوات الحرب الطويلة ضد ايران كان يلقى كل الدعم من الغرب.
السيد رئيس الجمهورية:
قد تكونوا على علم باني معلم.الطلبة الجامعيون يسالون كيف يمكن مطابقة هذه الاجراءات مع القيم الواردة في مقدمة الكلمة ومن ضمنها الالتزام بعقيدة السيد المسيح نبي السلام والرحمة؟.
هناك متهمون في سجون غوانتانامو لا يحاكمون وليس لهم محامون يدافعون عنهم. عوائلهم لا تستطيع روءيتهم ويتم احتجازهم خارج ارضهم وليست هناك اي مراقبة دولية تتابع اوضاعهم. ليس من المعلوم هل انهم سجناء ام اسرى حرب ام متهمون ام محكومون؟.
مفتشو الاتحاد الاوربي اكدوا بان هناك سجونا سرية في اوربا. انني لم استطع مطابقة خطف الافراد واحتجازهم في سجون سرية مع اي من الانظمة القضائية في العالم ولم اعلم بان هذه الاجراءات معاي من القيم تتطابق.
مع تعاليم السيد المسيح (ع) ام حقوق الانسان ام قيم الليبرالية؟.
ان لدى الشباب والجامعيين والمواطنين العاديين الكثير من الاسئلة بشان ظاهرة اسرائيل. اني على ثقة بانكم مطلعون على بعض منها
لقد احتلت الكثير من الدول على مر التاريخ ولكني اتصور ان انشاء دولة جديدة بشعب جديد هو ظاهرة جديدة مرتبطة بعصرنا الحاضر فقط.
الطلبة الجامعيون يقولون بانه لم تكن مثل هذه الدولة قبل 60عاما.
انهم ياتون بخرائط قديمة ويقولون اسعوا معنا اذ لم نعثر نحن على بلد باسم اسرائيل.
اني اقول لهم طالعوا تاريخ الحربين العالميتين الاولى والثانية. قال احد الطلبة لي بانه خلال الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها عشرات الملايين تم بث الاخبار المتعلقة بالحرب على وجه السرعة من قبل الاطراف المتحاربة. انهم ادعوا بان 6 ملايين يهودي قتلوا. من الموكد ان 6 ملايين شخص هم اعضاء لمليوني اسرة.
اسمح لي، لنفترض ان هذه الاحداث وقعت بالفعل، فهل من المنطقي ان هذا الامر يبرر تاسيس اسرائيل او توفير الدعم لها؟.
انني على ثقة بانكم تعلمون جيدا بان اسرائيل كيف تاسست ؟
- لقد قتل الالاف في هذا المسار؟
- شرد الملايين من اصحاب الارض الاصليين
- تم تدمير مئات الاف الهكتارات من الاراضي الزراعية ومزارع الزيتون والقرى
وكانت هذه المآسي لا تنحصر في فترة تاسيس اسرائيل بل هذه الحالة ما زالت مستمرة منذ ستين عاما.
لقد بني كيان لا يرحم الاطفال، يدمر البيوت على سكانها ويعلن مسبقا عن مشاريعة الرامية الى اغتيال قادة فلسطين ويسجن الالاف من الفلسطينيين حيث لم يذكر التاريح مثيلا لهذه المجازر.
والشعوب تتساءل اليوم لماذا يتم دعم هذا الكيان ؟.
هل هذا الدعم يتلاءم وتعاليم السيد المسيح والنبي موسى عليهما السلام ؟ هل يتطابق والليبرالية؟ .
هل ان السماح للفلسطينيين سواء من المسلمين او المسيحيين او اليهود بتقرير مصيرهم يتنافي ومبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان وتعاليم الانبياء؟ لماذا لا يسمح باجراء استفتاء في الاراضي المحتلة، لقد انتخب الشعب الفلسطيني موخرا حكومته واشرف المراقبون على هذه الانتخابات ولكن تم توجيه ضغوطات على هذه الحكومة المنتخبة للاعتراف بالكيان الاسرائيلي وترك المقاومة ومتابعة برامج الحكومات السابقة، والسؤال المطروح انه لو كانت هذه الحكومة تسير على نهج الحكومات السابقة فهل كان بامكانها ان تفوز في الانتخابات ؟.
واكرر نفس السؤال هل معارضة الحكومة الفلسطينية المنتخبة يتلاءم والقيم المنشودة؟ الشعوب تتساءل لماذا يتم استخدام حق النقض الفيتو ضد اي قرار يدين الكيان الاسرائيلي ؟.
وكما تعلمون جيدا فانني اعيش وسط الجماهير وعلى اتصال مباشر مع شرائح المجتمع وجل الشعوب في الشرق الاوسط تستطيع ان تتصل بي، هذه الشعوب لا تثق بالسياسات المزدوجة التي تنتهج وهم غاضبون من هذه السياسات.
لست بصدد طرح اسئلة ولكن لا بد ان اذكركم لماذا تعتبر كل الانجازات العلمية في الشرق الاوسط تهديدا للكيان الصهيوني، الا تعتبر الابحاث العلمية والتنموية ضمن حقوق الشعوب .
لاشك انكم قد قراتم التاريخ وبغض النظر عن فترة القرون الوسطى متى كانت العلوم جريمة؟ وهل من الممكن معارضةاي انجاز علمي بدافع انه قد يستخدم في المجال العسكري؟ واذا ما كانت هذه الفرضيات مقبولة فانه ينبغي معارضة جميع القوانين العلمية ومنها علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب والهندسة وغيرها.
لقد تم طرح مواضيع كاذبة حول العراق فماذا كانت النتيجة؟ انني على يقين بان الكذب غير محبب لدى كل الثقافات ولا شك انتم لا تريدون ان تسمعوا الكذب .
السيد رئيس الجمهورية:
الا يحق لسكان اميركا اللاتينية ان يتساءلوا لماذا تتم معارضة حكوماتهم المنتخبة ويتم دعم الحكومات التي تستلم الحكم عبر انقلابات عسكرية .
الشعوب الافريقية المثابرة تستطيع ان تلعب دورا هاما في تلبية حاجات الشعوب الاخرى. والفقر المدقع حال دون تحقيق هذا الهدف السامي، الا يحق لهؤلاء الشعوب ان تتساءل لماذا يتم نهب مواردها الطبيعية الهائلة التي هي بامس الحاجة اليها؟.
هل كل هذه الامور تتلاءم وتعاليم السيد المسيح ؟.
ثمة اسئلة كثيرة تراود الشعب الايراني الابي منها انقلاب عام 1953 والاطاحة بحكومة ايران الوطنية ومعارضة الثورة الاسلامية وجعل مقر السفارة وكرا للمعارضة حيث وجود الاف الوثائق الدامغة تشير الى هذا الامر .
دعم حكومة صدام طيلة فترة الحرب ضد ايران واسقاط الطائرة المدنية الايرانية وتجميد الارصدة الايرانية والتصعيد ضد الشعب ومعارضة التقدم العلمي الايراني في الوقت الذي اعرب فيه الشعب الايراني عن سروره ازاء هذا التقدم العلمي وهنالك بعض الامور الاخرى لا اريد طرحها.
السيد رئيس الجمهورية :
لقد كانت احداث الحادي عشر من ايلول أسوأ كارثة حدثت حيث قتل الاطفال الابرياء وكان عملا مرعبا. لقد قامت حكومتنا بشجب هذا العمل واعربت عن تنديدها ووجهت العزاء الى ذوي الضحايا .
من مهام كل الدول ان تحافظ على امن مواطنيها حيثما كانوا ولكن منذ فترة بعض الشعوب في المناطق المتوترة ومنها الشعب الاميركي لا تشعر بالامان ولكن بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول وبدلا من تضميد الجراح الناجم عن هذه الاحداث المؤلمة للشعب الاميركي قامت وسائل الاعلام الغربية بتضخيم الاجواء المرعبة وتحدثت عن احتمال شن هجمات اخرى واثارت الخوف في نفوس الناس، فهل تعتبر هذه الاجراءات خدمة لمصلحة الشعب الاميركي وهل يمكن احصاء الخسائر الناجمة عن اثارة هذا الخوف؟ .
لقد اصبح الشعب الاميركي متوجسا في الشوارع والمحلات والبيوت، فلماذا الاعلام الغربي لم يعط الطمأنينة للشعب؟ بل قام بإثارة الخوف والذعر في نفوسه، حيث اعتقد البعض أن هذه الضجة افتعلت تمهيدا لشن هجوم على افغانستان.
إن البعض يعتقد بان هذه الضجة فتحت الطريق امام الهجوم على افغانستان وحتى تبريرها.
علي ان اشير مرة اخرى الى دور الاعلام. ففي الرسالة الاعلامية تعتبر عملية نشر المعلومات الصحيحة والتقارير الصادقة من مبادئ العقيدة، الا انه لا يمكنني الا ان اعرب عن اسفي لتجاهل وسائل الاعلام الغربية المعروفة لهذه المبادئ. فذريعة الهجوم على العراق كانت اسلحة الدمار الشامل التي كانت تكررها وسائل الاعلام على مسامع الراي العام العالمي من اجل ان يصدقوا ذلك في نهاية الامر، ولتمهيد الارضية من اجل الهجوم على العراق.
الا تضيع الحقيقة في هذه الاجواء المصطنعة والمضللة؟.
اذا ما تم السماح لكي تضيع الحقيقة مرة اخرى، فكيف يمكن مطابقة ذلك مع القيم التي ذكرناها آنفا؟ وهل يمكن أن تحجب الحقيقة عن القادر المطلق؟.
السيد رئيس الجمهورية:
في مختلف بلدان العالم يقوم المواطنون بتوفير نفقات الحكومة من اجل ان تكون هذه الحكومات قادرة على خدمتهم.
وكما يعلم سيادتكم أن هناك العديد من الناس يعيشون في فقر في بعض ولاياتكم. كما يعتبر وجود الالاف من المشردين والعاطلين عن العمل من المشاكل الرئيسية في بلادكم. بطبيعة الحال فان مثل هذه المشاكل موجودة في البلدان الاخرى، فاذا اخذنا هذا الامر بنظر الاعتبار فهل يمكن تبرير هذه النفقات الباهظة للحرب من قبل المواطنين ؟.
ان الذي ذكرته كان جانبا من عتاب شعوب العالم ومنطقتنا وبلدكم، الا ان ما اقصده من ذلك - وارجو أن توافقني عليه - هو:
ان الذين يتقلدون مناصب السلطة يتقلدونها لفترة محددة ولا يمكن ان يحكموا الى مالانهاية، الا أن التاريخ سيسجل اسماءهم وسيتم الحكم عليهم آجلا أم عاجلا.
ان الشعب هو الذي سيحكم على فترة رئاستنا.
فهل استطعنا ان نجلب السلام والامن والسعاده لشعبينا أم كنا سببا لانعدام الامن والبطالة ؟
هل كنا نهدف للاستقرار والعدل أم كنا نتحرك في اطار الدفاع عن مصالح مجموعات خاصة ؟ أم حاولنا ممارسة القوة ضد العديد من الفقراء الذين يعيشون في فقر مدقع من اجل اثراء وتعزيز قوة مجموعة صغيرة - وفي النهاية نكون قد بدلنا حماية ودعم الشعب والقادر المتعال بمصالح تلك المجموعة ؟ هل كنا ندافع عن حقوق المستضعفين أم كنا نتجاهلها؟
هل دافعنا عن حقوق كل الناس في العالم ام كنا نشعل الحروب ونتدخل في شؤونهم الداخلية ونضعهم في سجون جهنمية ؟.
هل اتينا بالسلام والامن للعالم او خلقنا اجواء من التهديد والترهيب والارعاب؟
هل قلنا كل الحقائق لشعوب العالم أم وضعنا بين ايديهم النسخة المزورة ؟
هل كنا الى جانب الشعب أم الى جانب المحتلين والمعتدين؟
هل كان اسلوب حكومتنا منطقيا وعقلانيا واخلاقيا وسلميا ومسؤولا وعادلا وخادما للشعب وكانت عاملا للسعادة والتقدم ولكرامة الانسان أم كانت تتحرك بقوه السلاح والتهديد متجاهلة الناس معطلة سير تقدم وتطور الشعوب الاخرى منتهكة حقوق الشعوب. اخيرا انهم سيحكمون علينا بهذا الشكل: هل كنا صادقين في قسمنا عندما تسلمنا مقاليد الحكم على ان نخدم الشعب وهي مسؤوليتنا الاولى وسنة الانبياء أم لا؟.
السيد رئيس الجمهورية :
الى متى يمكن ان يبقى العالم يتحمل مثل هذه الاوضاع ؟
الى اي إتجاه يقذف هذا الموج بالعالم؟
الى متى يدفع العالم ثمن القرارات الخاطئة لبعض القادة؟.
الي متى تبقى اسلحة الدمار الشامل تشغل بال الشعوب ؟.
الى متى تبقى دماء النساء والرجال والاطفال تراق في الازقة والشوارع وتهدم المنازل على رؤوس اصحابها ؟ هل سيادتكم راضون عن هذا الوضع القائم في العالم حاليا؟
هل تعتقدون ان السياسة الحالية يمكن ان تستمر ؟.
ان مليارات الدولارات التي تنفق الان على الامن والحروب العسكرية ونقل القوات، لو كانت تنفق على الاستثمارات ومساعدة الشعوب الفقيرة ومكافحة الامراض ومساعدة المنكوبين بالكوارث الطبيعية وايجاد فرص العمل والانتاج ومشاريع التنمية ومكافحة الفقر واقرار السلام والوساطة بين البلدان المتنازعة واخماد نيران النزاع القومي وكل النزاعات الاخرى فهل كنا سنشهد عالما مثل هذا العالم الذي نحن فيه ؟. ألم تفتخر حكومتكم وشعبكم اذا ماتم مثل هذا الامر ؟ ألم يكن الوضع السياسي والاقتصادي لحكومتكم افضل واقوى من هذا الوضع الحالي؟ واقول متاسفا هل كانت هناك كراهية في العالم ضد الحكومة الاميركية ؟ .
السيد رئيس الجمهورية :
لا اقصد ان اجرح مشاعر احد .
اذا ما كان ابراهيم واسحاق ويعقوب واسماعيل ويوسف او المسيح عيسى (ع) بيننا اليوم فكيف كانوا سيحكمون على مثل هذا الاسلوب ؟ هل كانوا سيمنحونا دورا في العالم الموعود حيث تبسط العدالة اجنحتها على العالم ويكون عيسى المسيح (ع) حاضرا ؟ هل كانوا يقبلون بنا اصلا؟
سؤالي الرئيسي هو: الا توجد طريقة اخرى للتعامل مع باقي دول العالم الاخرى؟ هناك الاف الملايين من المسيحيين والاف الملايين من المسلمين والملايين من اتباع تعاليم النبي موسى (ع) يعيشون في عالم اليوم، كل الاديان الالهية يحترمون الايمان بالتوحيد والاعتقاد باله واحد في العالم ولا احد غيره .
ان القرآن الكريم يوكد على هذا الامر المشترك ويقول لاتباع الاديان الالهية: قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون.
السيد رئيس الجمهورية:
وفقا للايات الالهية، فقد دعينا جميعا الى عبادة الله وانتهاج تعاليم الانبياء.
اننا نعتقد بان العودة الى تعاليم الانبياء هي الطريق الوحيد الذي يودي الى الفلاح.
اننا نعتقد كذلك بان سيادتكم تتبعون تعاليم السيد المسيح (ع) وتؤمنون بالوعد الالهي بسيادة الحق في العالم.
نحن نعتقد كذلك بان عيسى المسيح (ع) كان احد الانبياء العظام وقد ورد اسمه مرارا في القرآن الكريم.
ان اله الجميع هو اله واحد سواء في اوربا وافريقيا واميركا والاوقيانيا وسائر مناطق العالم.
انه اله قادر يريد هداية الجميع ومنح العظمة للجميع.
اننا نقرا في الكتابالمقدس بان الله منح انبياءه معجزات وادلة واضحة لهداية الناس وتطهيرهم من الذنوب والادران وارسل الكتاب والميزان ليتوجه الناس للعدالة ويبتعدوا عن الطغيان.
ويمكن مشاهدة مثل ذلك في جميع الكتب السماوية.
لقد وعد الانبياء بانه سيحل يوم يحضر فيه الناس عند الله تعالى ليجري حسابهم.
الصالحون سيوجهون الى مكان آمن فيما سيواجه الظالمون العقاب الالهي.
فكلانا نعتقد بمثل ذلك اليوم. ولكن تقييم اعمال الحكام سوف لن يكون سهلا.
ذلك لاننا مسؤولون امام شعوبنا وان حياتهم ستكون متاثرة بصورة مباشرة اوغير مباشرة بما نتخذه نحن من اجراءات.
لقد تحدث جميع الانبياء عن السلم والامن لجميع البشرية على اساس التوحيد والعدالة واحترام المكانة الانسانية.
الا تتصورون بانه لو وصلنا جميعا الى هذه القناعة واتبعنا هذه المبادئ وهي التوحيد وعبادة الله واجراء العدالة واحترام المكانة الانسانية والايمان بالآخرة، يمكننا ان نتغلب على جميع مشاكل العالم الراهنة (التي هي حصيلة لعدم طاعة الله وتعاليم الانبياء) وان نؤدي دورنا بصورة جيدة؟.
الا تتصورون بان الاعتقاد بهذه المبادئ سيعزز ويضمن السلام والصداقة والعدالة؟.
الا تتصورون بان المبادئ المذكورة وسائر المبادئ غير المكتوبة متحرمة عالميا؟.
الا تقبلون هذه الدعوة، التي تعد عودة حقيقية لتعاليم الانبياء ومن اجل التوحيد والعدالة والحفاظ على المكانة الانسانية وطاعة الله وانبيائه؟.
ان التاريخ يقول لنا بان الحكومات الظالمة والمستبدة سوف لن تبقى.
هل يمكن لاحد ان ينكر موشرات التغيير في عالم اليوم؟ هل ان اوضاع العالم يمكن مقارنتها مع ما كانت عليه قبل عام؟ التغييرات تحدث بخطوات متسارعة وهائجة.
شعوب العالم ليست مسرورة للاوضاع القائمة ولا تعير اهتماما لوعود واراء بعض قادة العالم المكروهين.
الكثير من شعوب العالم تشعر بانعدام الامن وتعارض توسع نطاق الحرب واللاامن ولا تقبل بالسياسات المشبوهة.
الشعوب تحتج على الفوارق المتزايدة بين الاغنياء والفقراء والدول الغنية والدول الفقيرة.
الشعوب مستاءة من الفساد.
شعوب الكثير من دول العالم غاضبة من الهجمة على اسسها الثقافية وانهيار اركان اسرها
ساحة النقاش