بسـم الله الرحمن الرحــيـم
F من روائع قصص الصبر و الدعوة إلى الله D
F أَصْحَابِ الأُخْدُودِ وَالسَّاحِرِ وَالرَّاهِبِ وَالْغُلاَمِD
/7702 - حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ صُهَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : -
(( كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِر
قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّى قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَىَّ غُلاَماً أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ ,
فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَماً يُعَلِّمُهُ ,
فَكَانَ في طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمَهُ فَأَعْجَبَهُ ,
فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ,
فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ ,
فَقَالَ : إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِى أَهْلِى ,
وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَنِى السَّاحِرُ ,
فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ
فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ الساحر أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ ؟
فَأَخَذَ حَجَراً فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ
فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِىَ النَّاسُ ؟
فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ , فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ .
فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أي بُنَىَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّى ,
قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلَّ عَلَىَّ .
وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ, وَيُدَاوِى النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ
فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِىَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ
فَقَالَ: مَا هَا هُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِى ,
فَقَالَ : إِنِّى لاَ أَشْفِى أَحَداً ,إِنَّمَا يَشْفِى اللَّهُ تعالى ,
فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ تعالى دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ .
فَآمَنَ بِاللَّهِ تعالى فَشَفَاهُ اللَّهُ تعالى ,
فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ قَالَ: رَبِّى .
قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِى ؟ قَالَ : رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ .
فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلى الْغُلاَمِ , فَجِىءَ بِالْغُلاَمِ
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَىْ بُنَىَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ
وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ .فَقَالَ: إِنِّى لاَ أَشْفِى أَحَداً ,إِنَّمَا يَشْفِى اللَّهُ تعالى.
فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ , فَجِىءَ بِالرَّاهِبِ
فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى .
فَدَعَا بِالْمِنشَارِ فَوَضَعَ الْمِنشَارَ في مَفْرِقِ رَأْسِهِ، فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ .
ثُمَّ جيء بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى.
فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ في مَفْرِقِ رَأْسِهِ, فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ.
ثُمَّ جِىءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى .
فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا,
فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ, فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ , وَإِلاَّ فَاطْرَحُوهُ.
فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ .
فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِى إِلَى الْمَلِكِ ,
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ تعالى.
فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِى قُرْقُورٍ،
فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ,وَإِلاَّ فَاقْذِفُوهُ .
فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ .
فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا وَجَاءَ يَمْشِى إِلَى الْمَلِكِ,
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ تعالى.
فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِى حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ .
قَالَ: وَمَا هُوَ ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ,
وَتَصْلُبُنِى عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِى،
ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ , ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ .
ثُمَّ ارْمِنِى فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِى .
فَجَمَعَ النَّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ , وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ,
ثُمَّ أَخَذَ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ ,
ثُمَّ قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ .
ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِى صُدْغِهِ،
فَوَضَعَ يَدَهُ فِى صُدْغِهِ فِى مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ،
فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ .
فَأُتِىَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ؟
قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ .
فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِى أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ ,
وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا -أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ– فَفَعَلُوا،
حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِىٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا ،
فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ : يَا أُمَّهِ اصْبِرِى فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ )). [رواه مسلم]
قال الله عز وجل: ]قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ{4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ{5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ{6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ{7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ{8}[ سورة البروج
اللهم إنا نسألك أن تجعل ما وهبتـنا مما نحب معونة لنا
على ما تحب
وما زويت عنا مما تحب فأجعله فراغا لنا فيما تحب
اللهم لا تجعل أنـسنـا إلا بك ولا حاجتـنا إلا إليك
ولا رغبتـنا إلا في ثوابك والجنة
> وأخيرا... إن أحسنت فمن الله... وإن أسأت فمني ومن الشيطان M
Jسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليكL
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين
ساحة النقاش