حــق الــزوجـــة عـلى زوجــهــا أوصى الأزواج بحسن معاشرة نسائهم كما أمر الله عز وجل بقوله:﴿ وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً﴾ [النساء: 19]. -- ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((ألا واستوصوا بالنساء خيراً))، وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حق الزوجة فقال: ((أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت)) [ رواه أبو داود]،فالمعاشرة بالمعروف، والنفقة والكسوة، والعدل بين النساء إذا كن أكثر من واحدة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم ))رواه الترمذي ، فزوجك أمانة، أمنك الله إياها، وسوف يسألك عنها يوم القيامة، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته. ومن حق الزوجة أيضا:
1– الخوف عليها والحفاظ على دينها فتحرص على تأديتها لفرائض الله وتحضها على الخير فتوقظها لصلاة الفجر وقيام الليل مثلا قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾
2- الحرص على أن يكن زيها إسلاميا عند خروجها فأنت لراع في أهلك ومسئول عن رعيتك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل الجنةديوث))
3- ألا تحرمها من المسجد والعلم فتتعلم أمور دينها فطلب العلم فريضة فتعلم حقوقها وواجباتها أو أن تحضر لها الشرائط والمحاضرات لسماعها .
4- أن توضح لزوجتك من البداية ما تحب وتكره في كل الأمور حتى تعلم ما لها وما عليها فلا يقع بينكما خلاف وشقاق يعكر عليكم صفو الحياة .
5- فهم معنى القوامة قال تعالى :﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ قوَّامون على توجيه النساء ورعايتهن, بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل, وبما أعطوهن من المهور والنفقات، له بذلك آجرا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة ))متفق عليه .
6- تذكر دائماُ محـاسن زوجتك ولا تذكر لها عيوبهـا فلا تقول لها أنت السبب في كل شيء إذ ما أتت الأمور خلاف ما تهوى ، فتكره العيش معك بل دائما اختر من الكلام أحسنه وألطفه فتملك بذلك قلبها وان رأيت منها ما يسوء فأصبر عليها بتوجيهها بالقول اللين فتدفعها بذلك إلى فعل ما تريد بحب منها إلى فعله لقــول الله تعالى: ﴿ َعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ﴾ النساء:19، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ، او قال غيره )) رواه مسلم
7 – أن تعامل أهل زوجتك معاملة طيبة فعندما ترى الزوجة ذلك فينعكس عليك بخير فيخلق الألفة بينكما وألا تحرمها أهلها فتكون قاطعا لرحمها وتعينها على بر والديها، وعدم تجريحها بسبها أو سب أهلها فتكون أغضبتها وأغضبت الله عليك.
8- عــدم التـلفــــظ بالطــــــلاق نهائيـــا فذلـك يجعلهــــا لا تــــأمـن العيـــش معـــك ، فكثيرا ما نرى رجالا يحلفون يمين الطلاق في حياتهم بدون داع فإعتادت ألسنتهم على ذلك فيقعون فيما حرم الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد، الزواج والطلاق والرجعة ))
9- أن تشاور زوجتك في أمور حياتك والقرار الأخير لك فتشاركك المشورة في أمور حياتك فقد تقترح عليه ما يسدد رأيه ويصوب سهمه بما لا يخطر على البال والآخذ برأيها إن كان صوابا، فإن ذلك يشعرها بأهميتها في حياتك
10-ن تعطيها الحرية في التصرف في شؤون بيتها دون إسراف فهي اعلم بذلك وأدرى به ، فتعطيها الثقة في نفسها وان لها شأنا وكيانا .
11- لا تضربها ضربا مبرحا ولا تضرب الوجه فقد يعتقد البعض أن هذا من الرجولة وأنه بذلك يجعل لنفسه مهابة أمام زوجته، فلابد وأن نطبق شرع الله عند حدوث مشكلة فقد قال تعالى : ﴿ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ﴾ فاللاتي تخشون منهن ترفُّعهن عن طاعتكم, فنرى أن الشرع قد رتب الحلول فانصحوهن بالكلمة الطيبة, فإن لم تثمر معهن الكلمة الطيبة, فاهجروهن في الفراش, ولا تقربوهن, فإن لم يؤثر فعل الهِجْران فيهن, فاضربوهن ضربًا لا ضرر فيه ضربا يسيرا لا يكون مبرحا فلا يترك أثرا أو يكسر عظما ولا تضرب الوجه فقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك في قوله: (( ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت)) وان يكون العقاب من جنس العمل ، ولا يطردها خارج البيت, فإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن, فإن الله العليَّ الكبير وليُّهن, وهو منتقم ممَّن ظلمهنَّ وبغى عليهن.
12- لا تحاسب زوجتك وكأن تفكيرها مثلك وتذكر دائما بأنك تحكم عقلك، وهى تحكم عاطفتها في اتخاذ قراراتها وتدبير أمورها وراعي التفاوت في ذلك وأعطي الفرصة الكاملة لزوجتك
13- الترفيه عنها والعمل على راحتها فتعمل على إعانتها على استرداد نشاطها ولا يعيب أن تساعدها في شؤون المنزل وذلك اختيارا لك أو فيما يخصك مثلا فتقوم بأمورك البسيطة مثلا فتكون لها عونا.
14- التزين للزوجة فهذا حقا من حقوقها يجب أن تراعيه فتراك في أحسن صورة وتشم منك أطيب ريح .
15 – الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان والعدل بين الزوجات قال تعالى: ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾البقرة :231 فينبغى مراعاة الشرع في المعاشرة فتكون بالمعروف وان استحالت الحياة فتسريح بإحسان وإياك وان تذرها كالمعلقة والعمل على تحقيق العدل التام بين النساء إن كان لك أكثر من زوجة في المحبة وميل القلب, ولن تستطيع العدل مهما بذلتم في ذلك من الجهد, فلا تعرضوا عن المرغوب عنها كل الإعراض, فتتركوها كالمرأة التي ليست لها زوج ولا هي مطلقة فتأثموا. وإن تصلحوا أعمالكم فتعدلوا في قَسْمكم بين زوجاتكم, وتراقبوا الله تعالى وتخشوه فيهن, فإن الله تعالى كان غفورًا لعباده, رحيمًا بهم قال تعالى﴿ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ النساء:129
$ يا لها من حياة هانئة وعيشة راضية $ يحدثنا التاريخ أن شريحاً قابل الشعبي يومياً فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له شريح: منذ عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي قط، قال له وكيف ذلك قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي ورأيت فيها حسناً فاتنا وجمالاً نادراً، قلت في نفسي أصلي ركعتين شكراً لله عز وجل. فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت ثم قالت: إن الحمد لله أحمده واستعينه وأصلي وأسلم على محمد وآله وبعد. فإني امرأة غريبة، لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وبين لي ما تكره فأتركه، ثم قالت: فلقد كان في قومك من هي كفء لك فتتزوجها، ولقد كان في قومي من هو كفء لي فأتزوجه، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به، فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك. يالها من خطبة عصماء من منا سمع مثل هذا الكلام ليلة عرسه!؟$ قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضوع فقلت: أحمد الله واستعينه وأصلي وأسلم على النبي وآله وبعد فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإني أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها. فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ومن تكره فأكره. قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء. قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة. فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة وكنت لها ظالماً. فقال الشعبى: يا لـهـا مــن حـيـاة هـانـيـة وعـيـشـة راضـيــة رزقنا الله وإياكم حياة هانية و عيشة راضيه أساسها المودة والرحمة والسكينة وقائمة على رضي الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأعانانا الله وإياكم على العمل بما يرضى وما فيه خير لنا في الدنيا والدين وجعلنا الله وإياكم ممن قال الله تعالى فيهم : ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾الزمر: 18 $ $ اللهم إنا نسألك أن تجعل ما وهبتـنا مما نحب معونة لنا على ما تحب وما زويت عنا مما تحب فأجعله فراغا لنا فيما تحب اللهم لا تجعل أنـسنـا إلا بك ولا حاجتـنا إلا إليك ولا رغبتـنا إلا في ثوابك والجنة
ساحة النقاش