المهندس سرمد عبد الكريم فيصل

موقع مهتم بالطبيعة والكافة مجالات الهندسة والازياء والفن

مع بداية فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة تبرز الحاجة إلى استخدام أجهزة التكييف في السيارات ويهرع الجميع إلى بعض أجزائها وإجراء الصيانة اللازمة لها وإصلاحها أو إصلاح بعض أجزائها المعطلة لأن تعطل جهاز تكييف السيارات في ظل لهيب حرارة الصيف أمر قاس للغاية حري بأن يحول قيادة السيارة إلى عبء مزعج.

ويجهل الكثيرون ماهية أجهزة التكييف هذه وطرق عملها وصيانتها فيصبح الهم الأكبر عند توقف تبريد السيارة لديهم هو إيجاد متخصص في التصليح والصيانة، لديه الخبرة والكفاءة الفعلية في زمن أصبحت فيه الساحة مكتظة بالفنيين الذين يدعون القدرة على القيام بهذا العمل وغصت بهم الأماكن فتجدهم في كل مكان حتى في المناطق السكنية، لكن بعضهم يجهل أو يخلط بين عمله كـ«بنشر» أو «كهربائي» فيختلط الحابل بالنابل والمكيف هو الضحية والمستهلك هو من يدفع الثمن. أما القلة المختصون بهذا الأمر والذين يقتصر عملهم على فحص وإصلاح مكيف السيارة فتجدهم ملتزمين بعملهم ويحترمون مهنتهم وزبائنهم ويحرصون على أداء عملهم والحفاظ على سمعتهم. (اليوم) تقصت هذا الموضوع وجالت على عدد من الأماكن المختصة بتكييف السيارات وأجرت العديد من اللقاءات.

 

غشاشون وضحايا

في البداية يقول رجل الأعمال محمد ابراهيم الجاسم متخصص في التبريد والتكييف والأجهزة الكهربائية: إن أسباب حدوث عطل بالمكيفات في السيارات يرجع لكثرة الأعطال في دائرة التكييف لأسباب عدة منها كثرة استخدام مكيف السياراة والارتفاع الشديد في درجة الحرارة وعدم إجراء صيانة دورية وفحص دائرة التكييف في بداية فصل الصيف، وبيّن أنه يوجد في دائرة التكييف أجزاء تتآكل من كثرة الاستعمال مثل الضاغط (الكمبرسر)، ونصح بتغيير المجفف دوريا لأنه يمتص الرطوبة الموجودة في دائرة التكييف التي بدورها تعمل على تآكل بعض أجزاء دائرة التكييف وبالتالي يتعطل المكيف اذا كان المجفف لا يعمل.

وبالنسبة لنوعية غاز مكيف السيارة وعلاقته في عدم التبريد وإحداث عطل في مكيف السيارة قال: إن وسيط التبريد المستخدم في السيارات هو غاز الفريون R-12 وهو أكثر الوسائط استخداما في السيارات وهو يصنع من مركبات الهيدروجين الكربونية المضافة إليها ذرات الفلورين ويمتاز وسيط التبريد للفريون R-12 بثباته في درجة الحرارة العليا والسفلى ولا يتفاعل مع معظم المعادن وبسهولة التداول والمناولة ولا يشتعل ولا يتغير شكله الغازي أو السائل ولا يؤذي النبات أو الحيوان ودرجة غليانه منخفضة، إلا أنه اكتشف أخيرا أن له أضرارا على طبقة الأوزون وقد نصت لوائح وكالة حماية البيئة في تعديلها للبند السادس للهواء النقي عام 1990 على وقف استخدام R-12 واستخدام R-134 كبديل عنه.

ومن المتوقع عدم استخدام R-12 بحلول عام 2030م وعموما يوجد على كل سيارة وعلى الضاغط (الكمبرسر) خاصة نوع وسيط التبريد المناسب لكل سيارة فعلى العاملين في مجال التكييف التأكد من نوع وسيط التبريد قبل عملية تعبئة الفريون.

الطريقة الصحيحة

وأضاف فهد الصميت مدير إحدى الورشات الفنية لإصلاح السيارات عن الطريقة الصحيحة لتشغيل المكيف وقال: إنه يجب التريث في تشغيله وعدم تشغيله مع تشغيل السيارة مباشرة، بل يجب أولا تشغيل السيارة حتى تسخن وتستقر خاصة في فترة الربيع وبعد ذلك يتم تشغيل المكيف بعد 5 دقائق على الأقل من تسخين السيارة، أما في فصل الصيف حيث الجو نار فلا يشترط التقيد بالخطوات السالف ذكرها على اعتبار أن السيارة أصلا ساخنة فلا تحتاج إلى فترة تسخين ولا يشترط التقيد بفتح جهاز التكييف بعد فترة من التشغيل فلهيب الطقس كاف للإخلال بقواعد التشغيل.

ونصح بفتح جهاز التبريد تدريجيا فنبدأ بتشغيل الدرجة الأدنى فالأعلى وبعدم تشغيل مكيف السيارة في حالة السرعة العالية وبشكل أدق لا يفترض فتح جهاز التبريد بعد تجاوز السرعة لـ40 كم/س لما سيترتب على هذا التصرف السلبي من إصابة الكمبرسر بالتصلب «التجييم» ومن ثم التوقف المفاجئ عن العمل.

وبين أن السير لمسافات طويلة وزيادة السرعة يحسن من أداء المكيف لأن طاقة الضاغط (الكمبرسر) تزداد بازدياد سرعة السيارة والعكس صحيح ولكن يمكن رفع كفاءة طاقة التبريد بازدياد سرعة المحرك في حالة السرعة المنخفضة وازدحام السيارات. وأقر بوجود دخلاء على مهنة فني تكييف السيارات ليس على مستوى محلات تصليح السيارات والورشات فحسب بل على مستوى بعض الشركات حيث: «تجد ميكانيكياً مسؤولاً عن إصلاح الفرامل وبعد فترة تجده مسؤولاً عن التكييف.

وكشف أنه يوجد من يستغل جهل صاحب السيارة بعملية التكييف والعطل الحاصل لافتاً إلى أن العطل ربما يكون سهلا جدا وإصلاحه غير مكلف وقال: إنه يجب على السائق على أقل تقدير أن يحاول معرفة العطل فقط وليس إصلاحه حتى يعلم ما هو السعر التقريبي لأن بعض أعطال التكييف تكون بسيطة جداً مثل تغيير فيوز أو شد سير المكيف. ونصح بعدم اللجوء إلى المكيفات المجددة لأن الأجزاء المجددة في دائرة التكييف ليست مضمونة خصوصا الضاغط «الكمبريسر» حيث أنه يتطلب صيانة دقيقة وقطع غيار أصلية.

وحول الطريقة الصحيحة لتعبئة الغاز أوضح أنها يجب أن تتم على ثلاث مراحل هي: إفراغ الدائرة من الفريون القديم وذلك ببطء حتى لا يخرج الزيت مع غاز الفريون ثم يعمل خلخلة لدائرة الفريون حتى يتم سحب جميع الغاز وأخيرا يشحن الفريون الجديد مع ملاحظة أن كمية الغاز موجودة على الضاغط «كمبريسر» وكذلك نوع وسيط التبريد.

ضرورة الفحص

و يؤكد رجل الأعمال والمستثمر في خدمات السيارات شنان السالم الزهراني تعاظم خطر الغش في فريون السيارات كما هو الحال في الزيوت والشحوم وغيرها ويقول: إن التجار والموردين الجشعين يختارون أسوأ أنواع الفريون من الدول التي يستوردون منها هذه المادة ويبيعونها على أنها أصلية أو تجارية ولكنها بمواصفات وبالطبع فإن المستهلك العادي لا يعلم ما يدبر له ، وما يحيط بجهاز التكييف في سيارته من خطر فيقوم باختيار محلات تركيب الفريون المغشوش لأن أسعارها أقل بالنصف مثلا ولكنه لا يعلم أو يتجاهل أن مثل هذا التصرف يمكن بل أكيد أنه سيتلف الكمبوسور في سيارته خلال فترة وجيزة من تركيب الفريون وعند ذلك سوف يحتاج إلى مبلغ يتراوح بين 3 و7 آلاف ريال لشراء كمبروسور جديد بدل أن يحتاج إلى مائتين وخمسين ريالا كحد أقصى لشراء الفريون الأصلي .. ويشدد الزهراني على أن فحص الأسطوانة قبل تعبئة الكمبروسور بالفريون أمر مهم وضروري ولكنه يحتاج إلى متخصص أو على الأقل شخص يعرف الأمور الأساسية عن الفريون الأصلي والتقليد ، ويقترح اصطحاب خبير إلى محل التعبئة اذا لم تكن لدى الشخص الخبرة الكافية بذلك.

ويأمل الزهراني أن تتم محاصرة البضائع والمنتجات الفاسدة والمغشوشة ومنعدمة الجودة عن طريق نظام بطاقة الاستهلاك الجديد الذي يؤكد أهميته ولكنه يشدد أيضا على ضرورة أن يتم تنفيذه بأسلوب حازم يراعي المصلحة العامة للوطن ، لافتا إلى أن عمليات الاختبار التي تتم في الخارج قد يشوبها بعض التلاعب وغير مضمون، بالإضافة إلى كونها مكلفة وهو ما يؤكد أهمية أن تتم الاختبارات داخل البلد عن طريق مختبرات وطنية متخصصة ، وهو ما نأمل تحققه في أقرب وقت ، عن طريق إعطاء التسهيلات والامتيازات للمستثمرين في إنشاء مثل هذه المختبرات التي ستحقق الفائدة المرجوة.

تلاعب واسع

ويضيف بسام بودي رجل الأعمال ونائب الأمين العام الأسبق لغرفة الشرقية إلى أن أساليب الغش والخداع تنوعت أساليبه والفريون هو إحدى المواد التي يجري التلاعب بها على نطاق واسع من قبل التجار الجشعين الذين استغلوا فرصة عدم وجود مختبرات متخصصة داخل المملكة يمكن أن تقوم باختبار مثل هذه المادة وإمكانيات التلاعب من قبل بعض المختبرات في الخارج . ويطالب بودي بالإسراع في إنشاء هذه المختبرات التي ستفيد المجتمع بأسره وتساهم في محاصرة الغش ، كما ستخفف من الأعباء المالية للدولة التي تتكبد سنويا مئات الملايين كتكاليف تقبضها المختبرات العالمية .

محاصرة الغش

ويشدد رجل الأعمال وعضو اللجنة التجارية جوهر مرزوق الدوسري على ضرورة تدخل الدولة على أعلى المستويات لمحاصرة ظاهرة الغش في فريون المكيفات وخاصة فريون السيارات والذي يتسبب في خسائر فادحة جدا للمستهلكين والاقتصاد الوطني في ذات الوقت .

وشدد الدوسري على أهمية إنشاء المختبرات المتخصصة التي تفحص جميع المواد التي تأتي إلى المملكة إما باستثمار خاص أو حكومي أو مشترك ، ويعتقد أن إعطاء القطاع الخاص امتيازات اختبار المواد ، سيكون له فوائد كبيرة على كافة المستويات ، مشيرا إلى أن هناك جهودا كبيرة بذلت لإعطاء تسهيلات وامتيازات للقطاع الخاص لإقامة المختبرات ولكنها اصطدمت بعقبات ، ولم يتم التوصل إلى حل مناسب وهذا أمر مؤسف ، والطلب لا يزال برسم المسئولين المختصين لأن إنشاء مثل هذه المختبرات أصبح الآن أكثر إلحاحا مع تطبيق بطاقة الاستهلاك ، فنحن لسنا محتاجين إلى اختبار بضائعنا بأعلى الأثمان في الخارج اذا كانت لدينا مختبرات تؤدي هذا الدور المهم.

makemehappy

سيمو العراقيــ شكراً لمروركم ومشاركتكم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1075 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2012 بواسطة makemehappy

ساحة النقاش

سرمد عبد الكريم فيصل مريوش

makemehappy
بأسمهِ تعالى الموقع عاام للجميع ولطرح افكاركم وثقافاتكم الجميلة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,305