فيما يلي عشرة طرق عامة معتمدة في العلاج النفسي السلوكي،، مع إمكانية رجوع المهتمين إلى المراجع الأساسية لمزيد من التفاصيل عند الحاجة لمزيد من التفاصيل (انظر عينة من المراجع المفيدة في هذا الإيطار).

1- التحليل النفسي

     هو طريقة تقوم على مبادئ سيغموند فرويد وأتباعه المحدثين في علم النفس. وتتم الطريقة بعقد جلستين إلى خمس جلسات عيادية مع الفرد، مدة كل منها حوالي 45 دقيقة. يشجع المعالج السلوكي الفرد خلال الجلسات ليقول ما عنده ويشعر به أو يستطيع تذكره،، بما في ذلك الخبرات والاحلام غير السارة التي مرّ بها خلال الطفولة فيما يعرف بالتداعي الحر والترويح العاطفي وتفسير الأحلام.

     وتهدف الطريقة الحالة من خلال إثارتها لمخزون اللاشعور وعمليات التفسير مع المحافظة على علاقات طيبة بين المعالج والفرد، إلى إعادة بناء الشخصية الفردية وتصحيح أدائها السلوكي في البيئة.

2- العلاج العقلاني العاطفي

    تقوم هذه الطريقة على تصحيح الخبرات والمعتقدات  العقلية المريضة أو المنحرفة لتمكين الفرد بالنتيجة من توجيه وتوظيف عواطفه وميوله في البيئة بأساليب منطقية وواعية وبناءة للاجتماع المدني للناس. يمكن للمعالج تحقيق هذا الهدف العلاجي لدى الفرد بالخطوات التالية:

* وصف الفرد لحالته السلوكية وانعكاساته عليه وعلى البيئة.

* تشجيع الفرد على توضيح خطأ ما يفكر به من معتقدات وما يشعر من عواطف وميول، وحصول المعالج أخيراً على اقتناع الفرد بضرورة التغيير للأفضل.

* معارضة المعالج لأفكار وميول الفرد المنحرفة بتغييرها تارة وإقناع الفرد بذلك تارة أخرى.

* مساعدة الفرد على معارضة أفكاره وميوله المنحرفة وتحوله إلى السوية العاقلة المطلوبة.

* تعليم الفرد لأساليب التفكير المنطقي كلما لزم.

3- العلاج بالواقع 

   تركز الطريقة الحالية على واقع الفرد الآني من أجل تصحيحه وتطويره. وتستخدم الطريقة في ذلك خطوات مثل:

1- إدراك الفرد لواقعه السلوكي من حيث فهمه للمشكلة السلوكية وقبول واقعها ونتائجها ثم أهداف علاجها.

2- تحمّل الفرد مسؤولية علاج المشكلة السلوكية من حيث القيام الفعلي الجاد لما يقتنع بقيمته أو فعاليته لديه ويؤدي لنضجه الشخصي وشعوره بالواجب في التغلب على المشكلة.

3- عمل الفرد لحل المشكلة السلوكية بتوجيه خياراته الشخصية فيما يخص سوية او انحراف السلوك المطلوب وآليات ومعايير نجاحه الاجتماعي المقبل بناء على خبرات الواقع.

ويمكن مهما يكن إعتبار الخطوات البديلة التالية في العلاج بالواقع الحالي:

*تأسيس علاقة طيبة بين المعالج السلوكي والفرد صاحب المشكلة السلوكية.

* عرض الفرد لمشكلته السلوكية كما هي في الواقع.

* تحليل وتفسير جوانب ونتائج السلوك باعتبار المعايير العامة المعتمدة في الواقع الاجتماعي للناس.

* تحديد مواصفات السلوك الايجابي الجديد.

* قيام الفرد بالسلوك الجديد مع تقييم المعالج لصحة التنفيذ.

* مكافأة الفرد على السلوك الجديد وتشجيعه على الاستمرار في تبني السلوك في الواقع.

4 - العلاج الغشتالتي

    يقوم العلاج الغشتالتي على مبادئ تطوير وعي الفرد لنفسه وإمكانياته، بصيغ كلية متكاملة وغير مجزأة،، وكما هي متاحة الآن في المكان والزمان. ويعمد الفرد وهو يعي هذه المبادئ إلى تقرير ما يريد للتحسين السلوكي ويبادر بنفسه إلى التطبيق والتدريب والتصحيح من خلال عمليات التأمل أوالتبصر في المواقف والخبرات والسلوك والنتائج.. وبإستخدام قوانين مثل التنظيم والتقارب والتشابه والمصير المشترك والعام والتبسيط والشمول والاستمرار والغلق او الانتهاء لعملية التصحيح السلوكي.

5 - العلاج بالرسم الفني والقراءة والموسيقى

     تناسب هذه الطريقة الاسقاطية علاج الأطفال والراشدين على السواء،، حيث يُستبدل التعبير اللفظي للمنحرف او المضطرب سلوكياً بآخر هو الفن والرسم الفني. وهنا وكما هوالحال مع الطريقة التحليلية يسمح الرسم للفرد بالتداعي الحر لأفكاره ومشاعره ومشاكله لتنعكس جميعاً على نوع وصيغة الرسم الذي يقوم به.  فالانطواء والاكتئاب والعصاب والقلق والانفصام والعداء، والمقاومة او الرفض يمكن ملاحظتها واستنتاجها بسهولة من الرسوم أكثر أحياناً من الكلام عنها. ويبادر المعالج السلوكي بمناقشة الرسم مع الفرد وتبادل الآراء حول موضوعه وإيجابياته وسلبياته، ليؤدي بالنتيجة إلى إقتناع الفرد بالتغيير للأفضل.

6 - العلاج البيئي

     تركز هذه الطريقة على تغيير البيئة الاجتماعية للفرد لاعتقادها بأن منبهات هذه البيئة هي السبب الرئيسي لاضطرابه اوانحرافه السلوكي. وتتلخص هذه الطريقة اما بنقل الفرد كاملاً من البيئة إلى أخرى كلما ناسب ذلك،، او بتعديل البيئة المعنية بصيغ تكفل معها عدم إثارتها من جديد لانحرافات سلوكيه لديه. وبالطبع يلزم المعالج لتحقيق التغييرات البيئة المطلوبة تعاون الجهات المعنية بهذه البيئة من اسرة او مدرسة او عمل،،  وتوفير الإمكانيات المتنوعة البناءة للتغييرات المطلوبة، بما فيها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية بوجه خاص.

7 - العلاج المتمركز على الفرد

    طوّر هذه الطريقة في العلاج السلوكي عالم النفس العيادي الإنساني كارل روجرز. وإن التركيز في عملية العلاج على الفرد وما يفكر ويشعره به ويحتاج وما يقول وما يطمح في نفسه وما يقدر عمله ولا يقدر، والحلول العلاجية / السلوكية التي يقبلها وما يغذي او يهدّد ذاته.. هي كلها بيانات هامة للمختص لفهم الفرد والتعامل الواقعي معه بالتوجيه غير المباشر لأهداف ووسائل التغيير التي يختارها الفرد نفسه لتطوير مفهوم ذاته وتحقيقها لديه.

8 - العلاج بتعلم القدوة:

     يشار لهذه الطريقة بالتعلم الاجتماعي. وفيها يعرض النموذج القدوة السلوك المطلوب الذي يراد نسخه من الفرد (صاحب المشكلة السلوكية) بالمشاهدة والمتابعة الادراكيه. يقّلد الفرد بعدئذ السلوك المطلوب مع التغذية الراجعة والتعزيز والتصحيح حتى تحصيل المفهوم السلوكي.

9 - التعديل السلوكي.

     تتكون طريقة العلاج بالتعديل السلوكي من خطوات فرعية، نوجزها بالتالي (محمد زياد حمدان. تعديل سلوك التلاميذ، والأطفال اليافعين في الأسرة ومراكز الأحداث. دمشق: دار التربية الحديثة، 2003):

* تحديد المشكلة السلوكية من حيث النوع ودرجة التكرارية والبنية العامة.

* الاتفاق مع المعنيين بما فيهم الفرد نفسه، على حل المشكلة السلوكية.

* تحديد المواصفات النوعية والكيفية والكمية للسلوك الجديد.

* تحديد إجراء او طريقة لتعديل المناسبة.

* تحديد المعززات المشروطة لتنفيذ التعديل السلوكي المطلوب.

* توفير وتنظيم البيئة المناسبة للتعديل السلوكي المطلوب.

* تنفيذ خطة التعديل.

* تقييم تحصيل الفرد للسلوك الجديد مع التصحيح الفوري كلما لزم.

* تدوين النتائج وتقريرها للجهات المعنية.

10 - العلاج بمجموعات التدريب:

     تحدث هذه الطريقة بمجموعات صغيرة بعدد 5 - 8 أشخاص ثم مجموعات كبيرة تصل في عددها إلى العشرات او المئات او الآلاف كما في العلاج الذي يتم بالندوات والمحاضرات العامة المباشرة أو بوسائل الإعلام المختلفة المُوجّهة إلى شرائح متعددة من السكان. وبينما تأتي طريقة المجموعات الصغيرة بأساليب متنوعة منها: مجموعة التمثيل المسرحي وجماعة المواجهة (على طريقة كارل روجرز) ومحاضرات المناقشة، إلاّ أن أكثرها استخداماً هوأسلوب مجموعات التدريب Training Groups.

     ويراعى في تطبيق مجموعات التدريب تجانس أفرادها في العيش والعرق ونوع المشكلة والخلفية الاجتماعية - الاقتصادية والمستوى التعليمي. يختار المعالج السلوكي المكان المناسب لاجتماعات المجموعة التي تتكرر أحياناً إلى ست او ثمان مرات. ويُعرّف المعالج أعضاء المجموعة على أهداف العمل والمشاركة في الخبرات والآراء. كما يُشجعهم على التفاعل معاً وعدم التهيّب من مشاركة أعضاء المجموعة أحاسيسهم وعواطفهم وما يفكرون به وما خبروه من مواقف سابقة مرتبطة بمشكلتهم.

     إن كثافة الآراء والخبرات الشخصية وتنوّعها بخصوص المشكلة السلوكية، سيساعد كل عضو بالمجموعة في النهاية على تفهّم وضعه أكثر وتنفتح له آفاق وخيارات عملية جديدة في فهم نفسه وإمكانياته، وفي التغلب على مشكلته أخيرا كما هو مقصود.

     هذا، ويجدر التأكيد بأنه لا توجد طريقة واحدة كافية بالمطلق لعلاج مشكلة الفرد  السلوكية، بل يفضل دائماً استخدام المختص عدة طرق في علاجه السلوكي للاستجابة اكثر لطبيعة المشكلة، ولمتطلبات حلها الناجح ولتعويض بعض نقاط الضعف التي قد تتصف بها كل طريقة دون الأخرى.

مراجع عامة

1-  إجلال محمد سري. علم النفس العلاجي، القاهرة:عالم الكتب 1995 .

2-  عبد الستار ابراهيم. عام النفس الاكلينيكي-مناهج التشخيص والعلاج النفسي. الرياض: دار المريخ، 1998 .

3- Coleman , J.C. Abnormal Psychology and Modern Life  Glenview: Scott, Furesman Co. 1964.

 4-  Kovel, J. A Coplete Guide to Therapy.from psychoanalysis to behavior

 modification. New York:Pantheon Books, 1976

 

 

 

المصدر: دار مكه
makaa

الجمعية العامة لاعلاء الانسان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 338 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2014 بواسطة makaa

ساحة النقاش

محمد عبد النبي علي

makaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

28,822

موقعنا علي الفيس بوك