الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

الأنواع الأدبية: 
...............
إن كلمة أدب يندرج تحتها الكثير من صور التعبير، وقد أطلق على هذه الصور المختلفة من التعبير الأدبي اسم الأنواع الأدبية، والبعض أطلق عليها الفنون الأدبية، وآخرون يريدون أن تكون أجناساً أدبية وبعضهم جعلوها ألواناً، ويبدو أن كلمة فنون هي التي شاعت؛ وذلك لاتصالها بالفن الذي يعد الأدب أحد أقسامه. 
وتتعدد هذه الفنون الأدبية من شعر، وقصة، ومسرحية، ومقالة، ومقامة، وخطابة، ورسالة، وحكمة، ومثل. . إلخ وكل فن من هذه الفنون له عناصره التي يتكون منها، وخصائصه التي تميزه عن غيره، ومقوماته الأدبية التي يركز المتلقي عليها فيقبل على النص الأدبي، ولتحديد مقومات التذوق الأدبي في الفنون الأدبية المختلفة لابد من دراسة هذه الفنون بشيء من التفصيل لمعرفة عناصرها وتوضيح خصائصها و فيما يلي عرض هذه الفنون الأدبية:
أ- الشعر: يعد فن الشعر من أشهر الفنون الأدبية وأكثرها انتشاراً وربما كان ذلك لقدم عهد البشرية به، فالشعر هو الصورة التعبيرية الأدبية الأولى التي ظهرت في حياة الإنسان منذ العصور الأولى، وهذه الأقدمية التي للشعر ترجع إلى أنه كان في تلك العصور ضرورة حيوية بيولوجية.
ويعرف فن الشعر بأنه " كلام موزون مقفى يدل على معنى، أو ما اشتمل على المثل السائر، والاستعارة الرائعة، والتشبيه الواقع وما سوى ذلك فإنـما لقائله فضل الوزن.
ويمكن تحديد أسسا مشتركة تجمع بين كل ما يسمى شعراً، ونستطيع من خلالها التفريق بينه وبين النثر، ومن أهم هذه الأسس الموسيقى و اللغة الشعرية والمضمون الشعري وهي بمجموعها تكون شعراً ناجحاً يبتعد عن النثر وأسلوبه الخاص ويبتعد أيضاً عن أنواع من الشعر (الموشح وغيره)، وفيما يلي تفصيل تلك الأساس:
الوزن والقافية: إن الوزن والقافية من أهم ما يميز الشعر عن غيره، فالوزن باتحاده مع القافية يشكلان موسيقي معينة كانت وما زالت الأساس للشعر العربي، وهي التي أعطت لهذا الشعر مذاقه الخاص ولونه المتميز.
العاطفة: عنصر مهم في العمل الأدبي، والعاطفة إن كانت مشتركة في جميع ألوان العمل الأدبي، فهي أوضح ظهوراً في بعضها وأقل ظهوراً في بعضها الآخر، فالشعر تعبير عن العاطفة بالدرجة الأولى، غايته الإفضاء بما في نفس الشاعر من انفعالات ونقل ذلك إلى المتلقي.
الخيـال: عنصر مهم من عناصر الشعر، فالشعر كلام قائم على التخييل، ونقاد العرب يرون أن الكلام المشتمل على الخيال أروع وأشد تأثيراً في النفس من الكلام الذي يكون حقيقة كله، فالشعر المشتمل على الخيال يجعل النفس شديدة الأنس به، سريعة التأثر بصوره.
الصياغة الشعرية:  المقصود بها:  الألفاظ والتراكيب والأساليب اللغوية التي يستخدمها الشاعر في بناء قصيدته، وتعبير عن تجربته الشعورية تعبيراً صادقاً عن العقل والشعور حتى يستطيع نقل ما في نفس الشاعر إلى نفس القارئ ويضمن بذلك التهذيب والتأثير.
الحقائق والآراء السديدة والقيم الاجتماعية: والحقائق هي:   سند العاطفة وعمادها، وأساس قوتها و صدقها، ولكن الشعر يعرض هذه الحقائق عرضاً فنياً مغلفاً بالشعور القوي لا سرداً ولا تقريراً وتشبثاً بطرائق البرهنة العلمية والتدليل المنطقي الصريح.
  مما سبق يمكن تخليص عناصر النص الشعري والتي تمثل مقومات التذوق الأدبي والتي يركز المتلقي على تذوقها تشمل في:  الوزن والقافية، والعاطفة، والخيال، والصياغة الشعرية، والحقائق والآراء السديدة والقيم الاجتماعية. وهذه هي عناصر النص الشعري وينبغي التأكيد على أن تقسيم هذه العناصر لا يعني أنـها منفصلة أو أن كلاً منها يمثل وحدة مستقلة بنفسها بل إن جميعها كل متداخل وتتضافر كل هذه العناصر عند تكوين وبناء القصيدة.
ونلتقي تباعا فى لقاءات عن الأنواع الادبية الاخرى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 126 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2014 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,579,365