الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

وتعتمد منهجية التفسير الأدبي على بعدين أساسيين:

 أولاً – البعد النفسي، حيث توكد صلة البلاغة بعلم النفس القول بالإعجاز النفسي للقرآن، بما عرف العلم من أسرار حركات النفس البشرية في الميادين التي تناولتها دعوة القرآن الدينية، وجدله الاعتقادي، ورياضته للوجدانيات والقلوب.

 ثانياً -البعد الاجتماعي، ويتمثل ذلك في العلم بأحوال البشر وهو ما لا يتم التفسير إلا به.

 ومما لا شك فيه أن هناك حضورا للإصلاح الاجتماعي والإصلاح النفسي في مقاصد القرآن من خلال التفسير الأدبي، ومن أمثلة ذلك حديث القرآن الكريم في تعبيره بالضعف والضعفين)فَيُضَاعِفَهُ] (البقرة: 245}.

  وهذا ما ذهبت إليه عبد الرحمن (1999: 22) تطبيقاً لمنهجية التفسير الأدبي في التعامل مع النص القرآني، فتؤكد “أن طبيعة النص القرآني من حيث هو كتاب هدى ودين، تقتضي توجيه كل لفظ وآية إلى مناط الهداية والاعتبار.  حيث تبدأ تفسيرها حول موضوع “الإنسان” بتتبع اللفظة وورودها واستقرائها في السور المتعاقبة، توضح المعنى المشترك، والخصائص ومقصدها الإصلاحي في كل موضوع، ومن الأمثلة التطبيقية لهذا المعنى ما تورده في كتاب “القرآن وقضايا الإنسان” على النحو التالي، حول لفظه إنسان “… وقد ورد لفظ “الإنسان” في القرآن الكريم، في خمسة وستين موضوعاً، نتدبر سياقها جميعاً، فنطمئن إلى الدلالة المميزة للإنسانية ونبدأ بسورة العلق، أول ما نزل من كتاب الإسلام، وفيها يمكن أن نجتلي الملامح العامة للإنسان، وقد تكرر في هذه السورة الأولى ثلاث مرات؛ إحداها: تلفت إلى آية خلقه من علق، والثانية: تشير إلى اختصاصه بالعلم، والثالثة: تحذر مما يتورط فيه من طغيان، حين يتمادى، به الغرور فيرى أنه استغنى عن خالقه، وهكذا تستمر في تفسير لفظ “الإنسان” والموضوعات التي ترتبط بها في كل سور القرآن، وتناقش فيها عدة موضوعات فكرية واجتماعية مثل (قصة الإنسان، مصير الإنسان، إنسان العصر بين الدين والعلم)

وتنقسم الأنصاف التفسيرية في المنحى الأدبي لما يلي:

– إبراز جماليات النص القرآني

– البحث في أسرار البلاغة والأسلوب

– النظرة السياقية للنص القرآني (مادية ومعنوية ولغوية).

وقد أضاف اتجاه التفسير الأدبي العديد من الإضافات الفكرية لاتجاه تفسير القرآن ما يلي:

أولا: فيما يتعلق بالمرجعيات المقساة والاهتمامات المهمشة.

–الموقف من الإسرائيليات.

–الإيجاز في البحوث اللغوية.

–اجتناب التفاصيل في آيات الأحكام.

–الضبط والاعتدال في الأخذ بالروايات.

ثانيا: فيما يتعلق بربط القرآن بحركة الأمة وواقعها:

–بروز عنصر الواقعية واتجاه التفاسير نحو الواقع.

–اتساع الموضوعات القرآنية لدى المفسرين.

–دور القرآن في العلم والنهضة العلمية, وإحياء القيم والمرتبطة بهذه القضية.

–تقديم رؤية متماسكة (متكاملة) للموضوعات التي تشكل الرؤية الأساسية للمسلم.

–تحقيق الانسجام بين القرآن ومستجدات العصر ومتطلباته وتحدياته.

–تحقيق الانسجام بين المسلم المعاصر وبين التفاسير القرآنية من خلال إيضاح المعنى للآيات القرآنية بلغة العصر.

 هذا ويحتوي القرآن الكريم على جمال ناشئ عن الخيال الرائع والتصوير الدقيق، حيث يقول تعالى [ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء]. (النحل: 89) كما نلمُّسٌ فيه وجوه الشبه البعيدة بين الأشياء حيث يقول سبحانه وتعالي: [كذلك يضرب الله الأمثال] (الرعد: 17)

  إنّ هذا اللّون الأدبيّ الاجتماعيّ يُعدُّ عملاً جديداً في التفسير وابتكار يرجع فضله إلى مفسري هذا العصر الحديث وبالتحديد إلى مدرسة الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده. (محمد حسين الذهبي، 2000: ج ٢/ :٢٣٢ – ٢٣٤).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2022 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,579,105