ليس هناك مايسمى بالثورة السلمية كما يحلو للبعض ان يصف ثورة الخامس والعشرين من يناير للعام الماضي ، او كما هو متعارف عليه بين الثوار والعامة من الشعب  .

ولإيضاح وجهة النظر تلك ينبغي دوما العودة للأصل في الاشياء ، والاصل هنا هو مصطلح الثورة والتي تعني التغيير من وضع سيء الى وضع افضل او العكس احيانا أما باللغة الدارجة الشعبية فيصفها البعض بانها انتفاضة على واقع مرير كثر فيه الظلم وشح فيه العدل .

وبعقلانية شديدة فإن اي محاولة لتغيير واقع ظالم فاسد لابد وان يواجه بمقاومة شديدة والمقاومة هنا بلا شك تقع بين طرفين ، احدهم هو الثائر الذي ضاق ذرعا بما حوله ويحاول جاهدا ان ينتصر لما انتفض من اجله فقد وصل به الامر الى التضحية بنفسه وروحه اعز مايملك ، اما الطرف الاخر فغالبا ما يتعنت ويصمد ويقاوم رياح التغيير محاولا بشتى الطرق وباستماتة شديدة المحافظة على مكانته ومكتسباته.

وبناء عليه فإن وجود ضحايا بين الطرفين امر بديهي لانقاش فيه وهو مايجعلني في حيرة من امري امام الثورة المصرية ، ففي خضم أحداثها سقط الضحايا ، لكنهم جميعا كانوا من طرف واحد ، بالطبع من صفوف الثوار . اذا لقد كان مصطلح (الثورة السلمية ) حقيقيا وواقعيا ، ولربما تكون هذه الثورة المباركة هيا الاولى والفريدة من نوعها ذلك لسلميتها ومشروعية مطالبها وعدالتها .

ثم سرعان مالبثت تلك الثورة بالانهيار والتقهقر بفعل ايادي كثيرة قد تتعجبون كما تعجبت عندما تعلمون ان ايادي الثوار بينها . !!

لتجد نفسك محاطا بقدر كبير من التصريحات والاقاويل الغريبة المصطنعة من جانب البعض والمعتدلة من جانب بعض اخر والشاذة من جانب اصحابها ، وهو مادفعني احيانا وبناء على ماسبق للاعتقاد بان البلطجية كان لهم دورا فاعلا في نجاح الثورة في مهدها وانهم شركاء لامحالة في عملية التغيير القيصرية التي نمر بها جميعا ، لم اكن اود ان ينمى الى علمي مثل هذه الخزعبلات وانما دفعني الى ذلك بعض الافعال والتصرفات غير المسئولة وغير المبررة ممن يُفترض بانهم من المشاركين في الثورة !! وقد سبق وان قلت بان مبارك بذاته وبقلة حكمته بالتعاون مع قيادي الداخلية واعوانهم من البلطجية كان لهم دورا كبيرا يجب ان يحسب لهم في اندلاع الثورة ، بل كانوا عن جهل واستعلاء الوقود الذي اشعل حماس الثور وألهمهم الاستمرارية والبقاء .

لقد جاءت تلك الثورة في توقيت غاية في الاهمية ، في الوقت الذي يمر به العالم من طفرات اقتصادية وتغيرات اقليمية . لقد كان الشعب المصري مستسلم مستضعف مستهدف في قوته وقدرته وايمانه ، كان اشبه بجثة هامدة لاحراك لها ، وكنت دائما في داخلي ما أخالف هذا المعتقد واراه ظالما ودائما ماكنت اشبه مصرنا بشاب قوي ، بهي ، اصيل مقدام ، وكانت علّته الوحيدة سكين باردة استرقت في  وسط ظهره لتشله بالكامل ، كنت انسب هذه السكين كغيري لإعداء الامة من الصهاينة والامريكان .  

وياللعجب لقد كانت السكين مصرية خالصة الصنع طُعنا بها من قبل نظام فاسد جائر جاحد قد ولاهم علينا اعدائنا .

لقد جاءت تلك الثورة لتحيي ذلك الشاب من جديد ولتدب فيه الحياة مجددا ليقف شامخا كما اعتاد ، حاول جاهدا الوصول لذلك السكين اللعين ، وبعزيمة الرجال الصادقة وبنية صافية كان له ما أراد واستطاع نزعها بكل ما أوتي من قوة حتى ظن الجميع ان باستطاعتنا المضي قدما للأمام ولمستقبل واعد على الفور !!! والاحتفال بما حققنا من انتصار ، وياله من انتصار، انتصر الحق على الباطل والنور على الظلام ،  ولم يكن يخطر ببال ذلك الشاب القوي المعافر ماخلفه السكين من شق عميق غليظ لازال يلزمه الكثير من الوقت والصبر والتحامل ليُشفى ، ومالبث ان ظن الجميع ان الجرح في طريقه للإلتئام حتى تفاجئنا بأن الجرح كان عارياً ! ، فهاجمته البكتيريا والطفيليات من كل صوب ونحو ، وكادت ان تطرحه ارضا مجددا .!

لكن حلاوة النصر ونشوة الانتصار كما اشرت كان لها مفعول السحر في مقاومة تلك الطفيليات والتصدي لها ، تلك النشوة والروح التي جعلته يعافر ويقاوم حتى انتفض مجددا ، ولم يتبقى له سوى الصبر حتى يلتئم جرحه ويتعافى . حينها ظننا اننا قادرون على استكمال المسيرة ، مسيرة التحرر والتنوير ، الى غد افضل ومستقبل مشرق ، - وحقيقة لااعلم الى متى سنظل نعافر ونقاتل ونقاوم ونتحمل ! فجميعنا يسمع هذا الكلام منذ ستون عاما ! او اكثر !! - .  متناسيين ان لهذا الجرح مضاعفات وتوابع جمة خلفتها تلك السنين العجاف التي كنا نحسب انفسنا فيها من الاموات فتعطلت المسيرة واستمرت المعاناة .

في صغرنا سمعنا مراراً وتكراراً عن ( المدينة الفاضلة ) ، ضرب بها المثل في العدل والمساواة والامن والرخاء وكل ماهو حسُن

كانت اشبه بالمدن الاسطورية فيما يحلو للبعض وصفها بالخرافة لاستحالة وجود مدينة بهذه المواصفات !

ودعوني اقول لكم بصدق انني لم اكن الوحيد الذي استشعر وجود هذه الخرافة !!  في قلب جميع الميادين الثورية .

علماً بانني لم اكن في احدها !  لظروف كان اباطرة طرة سبباً فيها بشكل اوباخر ، فمابالكم بمن شاركوا فيها !!!

نعم لقد كانت هناك مدينة فاضلة ، كانت في قلب الثوار كما كانت في كل الميادين .

كان يومها الاول الذي ظهرت فيه هو يوم التاسع والعشرون من يناير المنصرم ، لتعيش الفاضلة بعد ذلك ازهى عصورها وارقاها في بداية شهر فبراير من العام بل وصلت الى الكمال البشري في منتصف الشهر ذاته الى نهايته ، حتى استقرت الاوضاع داخل اسوار المدينة ثم بدأت فجأةً ودون سابق انذار في التلاشي والانهيار كما جاءت فجأة ! بـ ايادي كثيرة قد سبق وأن أشرت اليها.

فمن زهور وعناق لرجال الجيش إلى سب ولعن وسخرية !

ومن محبة وابتسامة وايثار تملك المصريين ، إلى غضب وكرهِ وسخطِ عام . !!

ومن التوجه للبناء والرقي والبحث عن الكرامة المفقودة  الى الهدم والحرق والبحث عن الهاوية  !.

ان هذا الشعب رغم مافيه من ميزات ، الا انه اثبت ولايزال يثبت ان نفسه قصيرُ للغاية لايقدر على مشقة الصبر ، ولايُقدر الوقت ولايحترمه ، يتفائل قليلا ويتشاءم طوال الوقت ، يضحك بحذر وينتظر بـ"فارغ الصبر" وقوع الكرب والمصائب !!

ولعلي اجد نفسي مرغماً للاتفاق مع الاديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي والذي لطالما خالفُته في جملة واحدة فقط من اجماليّ  كتاباته وبدون مبالغة ، كنت ممن رفضوها تماماً بل وصل بي الحال رغم جهلي الشديد مقارنةً به إلا انني كنت اؤمن تماما بانني على حق !! عفوا ايها المنفلوطي فقد كنت انت الصواب وكنت انا كما كنت ، فمن عساه ان لايُصدقك حين قلت :

(( إن في المصريين عيوباً جمة في اخلاقهم وطباعهم ومذاهبهم وعاداتهم . فإن كان لابد لنا من الدعوة الى اصلاحها فلنُدع الى ذلك باسم المدنية الشرقية لا باسم المدنية الغربية . ))

قد قالها حين وصف المصري بانه يأخذ عن الغرب اسؤا مافيه . وهو مانراه بأم اعيننا الان . اللحظة !!

لقد تغيرت الاحوال ، من حال الى حال، سيء الى اسؤا ، فقدت الثقة وانتفت العدالة والمساواة التي ضيعها كهلةُ ضعفة ، حتى المدينة الفاضلة بما فيها من خيرات وميزات واخلاقيات وسمو لم تنل قسطها الكافي من الصبر جانب الثوار . بل انهارت وانتهت بمطالبهم غير العقلانية في كثير من الاحيان والتي دائما ما لااجد لها الا مبررا واحدا فقط ، وهو التباطؤ والتراخي من جانب الاطراف المعنية بالحكم ، والذين مع الاسف الشديد لا يتحركون ويعملون إلا بعد ضغط شديد دائما ًما يصحبه الضحايا والخراب  .

لم اكتب ماكتبت دساً للسم في العسل للثوار كما قد يعتقد البعض او لم " يصبر " واعتقد بالفعل !!

ودعوني اشير إلى نقطة هامة جدا إن من قام بالثورة هم جميع اطياف الشعب المصري ، بدأها شباب "اعزل" من كل شيء واتبعهم علماء وحكماء وأدباء!!! .

ولن اذهب بعيدا في الدفاع عن المجلس العسكري والمسئولين ، واشهد الله على مافي قلبي بانني ما كتبت هذا الا باكياً على حال أمة لاتستحق بالمرة مايحدث فيها من تدني خلقي وديني واجتماعي يلزمه في رأي الشخصي المتواضع اضعاف مالزمنا لنزع ذلك السكين اللعين .

يقول فقهاء القانون والدساتير : ان اي دولة في العالم يجب ان يكون لديها ستة اركان أساسية للحكم ، اذا انهارت جميعها سقطت الدولة لامحالة ، وعددها الفقهاء في مصر بأنها : مجلس الشعب ، مجلس الشورى ، رئيس الجمهورية ، وزارة الداخلية ، القضاء ، الجيش .

واستمرار للحظ العاثر الذي يلازم المصريين دائما في العقد الاخير فقد كانت جمهورية مصر العربية بها مالايقل عن خمسة أعمدة 

فارغة !! ( مخوخة ) فاسدة ومتهالكة ، ولقد استطاع المصرييون بفطنتهم ابطال مجلسي الشعب والشورى وحلّهم ، ثم اسقطوا الداخلية بما فيها من وزير فاسد لعين ومعاونيين ثم واصل انتفاضته ليسقط رئيس " له ماعليه " ! وعليه ماله  !! خدع الملايين وكسب تعاطفهم وكنت انا من جملة هؤلاء المخدوعين واعترف بذلك يقينا في حين استكبر الكثيرون واختبأ البقية ، ثم هدأ قليلا قبل ان يستكمل مسيرة الاسقاط  القضاء المصري العريق "قاضيين" على انفسهم بانفسهم لخلافاتهم الدائمة التي لاتنتهي ابدا فوصل بهم التخبط الى اصدار حكم بالسجن المشدد خمسة اعوام لـ عز ! وفي نفس الاسبوع ومن  نفس المدرسة !! كان الحكم على مواطن بلطجي !عطل حركة القطارات بالسجن المشدد سبع سنوات !! ثم جاء القضاء العسكري ليحاكم المدنين امام المحاكم العسكرية وليبقي على اباطرة طرة ينعمون بالاستقرار والهدوء وهو بالمناسبة المكان الائمن في مصر الان !!!

وبقت مؤسسة واحدة فقط شامخة عريقة بماضيها قبل حاضرها لها ما لها وعليها وماعليها ، فمن ظن الان انني ادافع عن المجلس العسكري فليعلم تمام العلم انني لن اتسامح مطلقا مع قادة مجلس ظل ينعم في خيرات البلاد طيلة عشرون عاماً صامتين منكسرين! لرتبهم ومناصبهم محافظين ! ، نعم لهم مالهم من تاريخ طويل عريق حافل بالانتصارات والانجازات والبطولة ويحسب لهم تنظيمهم وعقيدتهم وانضباطهم بل يحسب لنا جميعا كمصريين ذلك ، وعليهم ماعليهم من اخطاء فادحة ارتكبت خلال فترة حكمهم للبلاد في ظل هذه الظروف المعقدة التي نمر بها ، وكمصري غيور على وطني وجيشي ن فانني اتوجه بنداء عاجل للمجلس الاعلى للقوات المسلحة بضرورة تخليهم عن سياسة الترغيب والترهيب واعتماد اسلوب الحوار الصريح الصادق كما اعتدناه وعهدناه والبعد كل البعد عن نغمة التاريخ والبطولات .

وليس بالضرورة ان ينسب اليهم كل كارثة وفاجعة ، فقد اعتدنا من هذا الشعب ان يخلق من وحيه من يشاء ثم ينسب اليه مايحلو له

كما حدث مسبقا !! البلطجية ثم الفلول ومن ثم الاسلاميين انتهاء بالجيش وهكذا تدور الدوائر ويحاك نسج الخيال  ...

لقد لوحظ في الفترة الاخيرة ان من كانوا يدعون انهم يحترمون الجيش المصري ويقدرون دوره وتاريخه وانهم ينتقدون فقط المجلس العسكري ، لوحظ انهم الان يكيلون السباب والاتهامات للجيش المصري اجمع !!

ومع الاسف فان معظمنا لايولي لسمعه اهتماما سوى بالهفوات والسقطات والكبوات ويصرف النظر تماما عن الحق والانجازات  .

اريد من الجميع ان يعي جيدا ان الثورة المصرية كانت تدبير الهي والحمدلله على ماكان ومايكون وماسيكون الذي بث فينا روحا من جديد .

وفي هذا الصدد اتوجه بسؤال قد يبدو غامضا للبعض بديهي لبعض اخر ، فلنطلق اذا العنان لخيالنا جميعا وللحظة ( ونحن ولله الحمد لدينا مخيلة رهيبة )

وتخيل معي ان الجيش المصري الخائن كما يحلو لبعض الحمقى وصفه بقياداته .

ان هذا المجلس رفض تعليمات مبارك ولم ينزل للشارع ولم يحط بالمتظاهرين ولم يفض اعتصامهم بالقوة معللا ذلك بان مكانه الاعتيادي هو الثكنات لا الشارع !

الان خيالكم يعمل بشكل ممتاز ،

الداخلية بدلا من ان تحمي الشعب وتخدمه انقلبت الى مجموعة من القتلة والبلطجية واللصوص واستمرت الثورة في الميادين

واستمرت حالة الغليان في الشارع ولم ينزل عسكري مصري واحد ؟!فماهو السيناريو الامثل لمثل هذا؟

لكل خياله واسمحوا لي ان اتحدث عن خيالي :

استمرار لعمليات القتل والنهب والترويع ،

ثبات الثوار على ارضهم وتقدمهم لاخر نفس .

تعنت مبارك اكثر واكثر واستخدام خطابات لينة مستفزة واخرى ليكسب بها تعاطف الملايين  .

ظهور مجموعة من الحمقى بقلب التحرير " مهد الثورة "  تدعو لتدخل دولي لحماية المصريين من بطش مبارك !

ظهور انقسامات بالجملة داخل صفوف الثوار بين مؤيد لاستمرار الضغط ورفع سقف المطالب وبين من يؤيد العودة للديار لحمايتها والاكتفاء بما تم تحقيقه من ضغوطات وتأثير .

ولازال الجيش في الثكنات لايريد التدخل لفساد قائده كمايقول البعض . لضغط مبارك عليه بالبقاء بعيدا خلف الكواليس . او لفض الاعتصام  بالقوة !!!

الان توقف عن الخيال والتفكير لفترة ثم اعطي عقلك قسط وافرا من التفكير فيما سبق .

سيعود الكثير مجددا للاعتقاد بانني ادافع عن المجلس العسكري ، وفي واقع  الامر انني ادافع عن الثورة وعن رونقها ونقائها وسلميتها ،

لم يكن يخطر ببال احد ان بعض الثوار سيشذ عن تلك المكتسبات الروحية  ليدعي البطولة الزائفة والوطنية الجارفة ويكيل بالاتهامات الباطلة جزافا الى من قالوا لمبارك : لا . في نفس التوقيت الذي قالها فيه كل مصري في كل الميادين الثورية، لا للظلم ، لا للتوريث ،

لا للاستعباد ، لا للمهانة .

الايلعم هؤلاء مامعنى اسقاط مؤسسة عسكرية تدير شئون امة كـ جمهورية مصر العربية ؟

لتجد ألافاً مؤلفة من الاغبياء يرددون وينعقون بجملة سخيفة لايلقون لها بالا (( يسقط يسقط حكم العسكر ! )) !!

الا يعلم هؤلاء الحمقى وضع البلاد الان  ؟ بعد هدم اهم مؤسساتها ؟!

الايعلمون ماذا يعني اسقاط قيادة جيش بحجم جيش مصر  ؟

(( الايلعمون ماحدث لجيش بغداد العظيم الذي شيع عنه انه لايقهر ! ))

الايعلم هؤلاء الحمقى الحالة النفسية السيئة التي يمر بها جميع افراد الجيش المصري شأنهم شأن عامة الشعب !! نتيجة وصفهم بالخونة لاحداث فردية ليس بالضرورة ان تنسب للجيش وقادته !! ؟

الا يخطر ببال احد مايحدث على الخريطة العالمية من تغيرات وانقلابات وصراعات وكوارث ؟

الايخطر ببال الحمقى المرددين بالمقارنة بالوضع في تونس ! الايعي هؤلاء ان تونس بسكانها جميعهم كمحافظة من اصغر محافظات الجمهورية ( مع كامل احترامي وحبي  للشعب التونسي الشقيق العريق الذي يتحدث عنه الان ويتغنون به  من كانوا بالامس القريب يلعنون تونس ومن قبلها الجزائر !!! )

الايعلم هؤلاء الحمقى ان مصر بلد 90 مليون مواطن !

الايعلم هؤلاء مخاطر التهييج ونشر الفتنة والتحريض عليها في هذا التوقيت الحساس ؟

الايعلم هؤلاء الحمقى ماذا لو رحل المجلس الاعلى للقوات المسلحة  الان وفورا كما ينبح كثيرون !

 

الان ادعوكم مجددا لاطلاق العنان لخيالكم وتخيلوا هذه البلاد بلا حاكم ، بلا جيش ، لكلا خياله ولي :

جميع من دعوا باسقاط المجلس العسكري هم اول المتناحرين والمتخالفين على خليفة للمجلس !

جميع من دعوا باسقاط المجلس العسكري هم اول من سيتبادولن الاتهامات والسباب والتخوين .!!

جميع من دعوا باسقاط المجلس العسكري هم اول من سيهربون من المسئولية الى الجحور  !

ليدعوا انهم قاموابماعليهم من دور وطني زائف ! وانهم خلصوا البلاد من الطغاة والجبابرة !!

يتساءل كثيرون كيف لك ان تعرف وتخمن ماسيحدث بعد سقوط المجلس ! !! فاجبه ببساطة اننا مصرييون !

 

الا يعلم كل هؤلاء ممن يرقدون في الخيام ( المعتصمين ) بنين وبنات بجانب بعضهم البعض انهم افقدوا الثورة عذريتها ومجدها ؟

هلاقاموا بتفسير منطقي للباعة الجائلون عن مأكلهم ومشربهم وملبسهم ؟ ام انهم ينهالون عليهم بالطرد والسب !؟؟

هلاقاموا بنفسير منطقي لسائق تاكسي يعول منتخبا من الاطفال ! تعطلت سيارته وقوت يومه للزحام ؟

هلا قاموا بتفسير منطقي للفلاحين ؟ للبسطاء ؟ للفقراء ؟ الا يعلمون انهم فاقوا الـ 35 مليون نسمة !

ام انهم في نظهرهم من البلطجية والعالة !؟؟؟

اما كفاكم تهكم و استفزاز ؟  اما كفاكم جهل وغباء ؟  اما كفاكم استعلاء ومكابرة ؟

تنتشر الان على جميع مواقع التواصل والمنتديات الاف الدعاوي الخرقاء المتسرطنة بحرية الغرب تدعو جموع المواطنين للخراب العام يوم 25 يناير القادم . فمن مخبول يدعو ضباط الجيش للانقلاب على قادتهم الى معتوه يحرض الشباب على اقتحام وزارة الدفاع

والقبض على المشير !!؟؟؟!!

 

الم يخطر ببال هؤلاء الشرذمة انهم يخططون للانقضاض على الثورة ؟! في تاريخ ميلادها ؟

بل لازالوا يقنعون انفسهم ومن حولهم بانهم لمصلحة البلاد يعملون ويسيرون ولاينامون !!

اي مصلحة للبلاد تتأتى بعد هدم مؤسسته الوحيدة الباقية ؟

اي مصلحة للبلاد تاتي باضراب واعتصام ؟

اي مصلحة للبلاد تاتي باهانة الجندي والشرطي ؟

اي مصلحة للبلاد تاتي باستغلال اعراض النساء لاغراض دنيئة حقيرة سافرة ؟

اي مصلحة للبلاد تاتي بحرق وهدم وتخريب |؟

الاتعلمون انكم فقدتم ماء وجوهكم الخبيثة !

اما تعلمون انكم والبلطجية اصبحتم لدى المواطن البسيط شخص واحد !

 

كثير من دول العالم يبنون تاريخا ويصنعون مجدا ونحن نهدم رموزنا ونشوه تاريخنا ؟

لم نتكبد يوما ما معاناة بناء تاريخ ، لم نتكبد يوما ما معاناة صنع التاريخ ، لم نصطنع يوما مجدا او بطولة .

انما كرمنا الله ورسوله في القران الكريم وفي السنة النبوية الشريفة ،

ليأتي احد الفسقة الخونة من حزب المعاتيه ليتسائل ساخرا بعد ان نسب بعض الاحداث الفردية لجنود مخطئين الى الجيش المصري باكمله !!

فتجده بكل قبح يتساءل بوطنية حمية : هل هؤلاء هم خير جنود الارض ؟! لتجد الاف من عينته يمدحون ويهللون !!!! فتعسا لكم ايها الحمقى الملاعيين .

نعم اخطأ العسكري في ادارة شئون البلاد ومماطلة محاكمة الفاسدين ،  في حين ينكر القضاء اي تدخل خارجي في عمله ؟

اخطاءت الاحزاب التي بدأت تتقاسم السلطة والجاه قبل ان تبدأ السباق !!؟ .

اخطأ الثوار باثارة الفتن والمبالغة في المطالبات والاعتصامات والاضرابات ،!!

اننا نسير في اتجاه مغلق ، نهايته سيئة بيدنا العودة او الوقوف والثبات على ماوصلنا اليه في انتظار العون والغوث ممن لازالوا على اول الطريق !

ليعلم الجميع ان المستفيد الوحيد مماسبق هم البلطجية واللصوص ، هم الاعلامييون الاخطر والاشد فتكا بالمجتمع ،،،

هم اللذين فتحوا مسارحهم للشعب فامتلئت بافواه جائعة فقيرة واعين جاحظة ناقمة لاتدري لماذا جلست لتستمع الى هؤلاء المختلين .

الذين ذهبوا للتحريض اكثر ما بحثوا عن التهدئة ، الذين شاركوا في الهدم اكثر مادعوا  للبناء

الذين قاوموا الدين الاسلامي العظيم ، الذين خربو العقول واتلفوها .

ياكلون ويلبسون ويمرحون ويركبون وملايين العامة من الشعب تكدح وتشقى وتمشي وتلهث وراء ثراب  !!!

يبحثون عن ابسط حقوقهم الانسانية المهدرة ،  فيما يبحث المرتزقة عن فضيحة او كارثة ليسكبون عليها البنزين .

الطريف فالامر ان برامجنا "الاعلانية"  اشبه بالعمارة الممتلأة بالشقق ( المفروشة ). ولاادري لماذا جال بخاطري ماجاء في خاطركم حينما قرأنا وسمعنا كلمة ( مفروشة ) ربما لانها من صنعهم !!! ؟

ما إن يستضيف فلان احد المُدعيين او المنكوبين او الباكيين حتى تنتفح جميع الشقق لاستضافته والتأسي على حاله والتضامن معه في كذبه وسخافته !!!

لم تكد تمر دقائق على اعلان نتائج الانتخابات حتى صال وجال اشباه النساء والرجال في الاعلام الرويبضة يبكون ويندبون السياحة والسينما والفن والبكيني !!

لم يتم توجيه سؤال واحد فقط للإسلاميين فيما يخص الاقتصاد والنمو ؟ قبل ان تسبقه مئات الاستفسارات والعبارات المنمقة الكاذبة عن الخمور والمراقص والمسارح !؟

في حين يسأل المواطن الذي يعول طفلين وزوجة معتدل الحال ميسور الرزق عن توفير العيش !

ويسأل جار له عن انبوبة غاز ! وجار اخر عن تأمين طبي ! واخر عن معاش !! وعن الصحة وعن التعليم وعن الاجور !!!

 

وبينما تغرق البلاد في كل هذا القدر من الهم والكرب لازال الثوار يهتفون ( يسقط يسقط حكم العسكر !!! ) فتبا لكم ايها الحمقى المعاتيه  !! وكأنهم في واد اخر يهيمون واذا خاطبهم عاقل او ناصحهم ناصح لعنوه وحقروه ونسبوه للفلول و وصفوه بـ عدو الثورة ،

وادعوا انهم عن مصلحة البلاد يبحثون وعن كرامة المصري ينشدون !!

لقد استطاعت بعض الحركات الشبابية كـ 6ابليس على سبيل المثال لا الحصر بناء قاعدة جماهيرية عريضة وسط معشر الشباب

فان كانت كما تدعي ليلا ونهارا انها تلهث وراء مصلحة البلاد ورقيها فليطهروا صفوفهم  أولاً من رائحة الفساد والرذيلة التي بدأت تفوح من أركان اوكارهم  .

 

إن ادعت الاحزاب انها تبحث عن مصلحة البلاد فلتصمت اذا ولتبحث عن حل لخلافاتها ولتوحد من صفوفها !

إن ادعى احد انه يبحث عن مصلحة البلاد فليعمل لها وليتحمل من أجلها .

ان الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية التي لازالت تبحث عن مصالحها ومنتفعاتها ، لا يهمها حقوق الانسان ولا الحريات التي تنعق بها طول الوقت ورغم اعتقادي ان الجميع يعي ذلك يقينا وايمانا !! الا انني اتفاجأ يوميا بموالين ومهللين بالحريات التي يدعونها !

لقد كان الغرب بالامس القريب يدس الفتن والوقيعة بين مختلف اطياف الشعب ومسئوليه اما الان فانه يعلنها صريحة كما جاء في تصريحات الخارجية الامريكية التي تحاول مجددا الوقيعة بين الشعب والجيش والحكومة والداخلية ! فأصبح الامر اشبه بالراعي الذي يسوق ماشيته !! بل ان معظمنا في غاية السعادة كونه من الماشية !!  

 

على الجميع ان يعلم ان المجلس العسكري غير طامح في السلطة وانه كان صادقا عندما اعلن بانه سيسلمها في الوقت المحدد لذلك-

 يونيه 2012 سواء تأخر الموعد او تأجل اكثر من مرة ! ورغم انني كنت اتمنى ان يتم تداول السلطة بشكل اسرع واكثر تنظيما ، الا ان انتخابات مجلسي الشعب والشورى حالت دون ذلك . بل انني اعتبرها خطوة جيدة لاعادة ترتيب الصفوف والاوراق لما هو قادم من استحقاقات .

وعليه فانه لامانع من الانتظار فترة الستة اشهر القادمة ، ولاداعي ابدا للتخوين وافتعال احداث نحن في غنى عنها .

كما ان المجلس العسكري يجب ان يبرأ ساحته تماما وان يعلنها ولو ضمنيا ، بانه تخلى عن محمد حسني مبارك نهائيا

وانه لم يعد هناك مايستوجب المماطلة في محاكمته ، حتى وان كان احد رجال القوات المسلحة ومن شارك في نصرها التاريخي

فيما مضى ، فلا احد فوق القانون ولا احد فوق المسائلة ولا احد معصوم من الخطأ . مع كامل احترامنا لعقيدة رجال الجيش ومبادئهم .

فان كان لابد من ذلك ، فليقم الجيش بايجاد حلول داخل المنزل العسكري  كتقديم مبارك لمحاكمة عسكرية عادلة . او ....

 

لقد استشعرت فـ الاونة الاخيرة بين كثير من الشباب من يستأثرون بالثورة  ويقللون من شأن الجميع وينسبون فضائلها اليهم

ويتنكرون ممالايحلو لهم وينسبونه الى الفلول تارة والى البلطجية تارة ! والى الجيش تارة اخرى  .

واقول لهم ، ان تلك التصرفات من تعالي واستذكاء لن يزيدكم وقارا او احتراما ، بل سينتقص منكم جميعا قبل ان يُنهك طهارة الثورة .

 

انني انتظر اليوم الذي يثور فيه المصريين على انفسهم وان ينبع  التغيير من داخلهم ، وان يستشعروا روعة الايثار لمــصر .

فالميدان الى زوال ! اما الثورة الى الخلود ، وليعلم من يسعون في الارض فسادا وهم بانفسهم اعلم ، بان صفحات التاريخ اذا كانت رئيفة بهم فستكتفي بلعنهم الى يوم الدين . ولعلي احسبها ستحذف من بين سطورها ماقد يلوث تاريخ امة عامرة بالحضارة والنصر .

حفظ الله مصر . وسلمها من كل سوء ، وهدا الله الجميع ،

وليهلك الله من ظن انه قادر على هدم امتنا الاسلامية العربية .

المصدر: مقال شخصي نابع من داخل مةاطن مصري غيور ، مع الاستشهاد بجملة واحدة من كتاب النظرات للاديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي .

ساحة النقاش

esraa87

المقال اكثر من رائع من حيث الموضوعية والتنسيق بين افكاره زائد الحس الوطني الخالص"المتجلي والواضح" لكاتبه.
لكن يؤخذ عليه افتراض الغباء السياسي فقط لمن يطلقون علي انفسهم الثوار"الشرفاء"واغفال سوء نواياهم ومحاولة النجاح بإقتدار في الادوار الحقيقية المسندة اليهم من جهات كثيرة واستغلالهم الدائم لدم الشهداء وكأنه مبرر قوي لهدم البلد,ودم الشهداء من افعالهم ونواياهم برئ اما هذا الغباء فينطبق علي التابعين المتسخنين المفتونين بحلم الثورة النقية والتغيير الجذري السريع.

مصطفى ابوزيد

maigm
مواطن مصري . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

5,275