عندما بكت بنت عمر بن عبد العزيز فى يوم عيد
كتبهامحمود عبد الرحمن ، في 20 نوفمبر 2011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكانت طفلة صغيرة آنذاك وكان يوم عيد للمسلمين
فسألها الوالد ماذا يبكيك ؟
قالت الصغيرة : كل الأطفال يرتدون ثيابآ جديدة
وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدي ثوبآ قديمآ
فتأثر عمر لبكائها كثيرا وذهب إلى خازن بيت المال
وقال له : أتأذن لى أن أصرف راتبى عن الشهر القادم ؟
فقال له الخازن : ولم يا أمير المؤمنين ؟
فحكى له عمر القصة .
فقال له الخازن : لامانع عندى يا أمير المؤمنين
و لكن بشرط !
فقال عمر : و ما هو هذا الشرط ؟
قال الخازن : أن تضمن لي أن تبقى حيآ حتى الشهر القادم
قال عمر : ولماذا هذا الشرط ؟
قال الخازن : لتعمل بالأجر الذى تريد صرفه مسبقآ.
فتركه عمر وعاد إلى بيته وهو في حيرة من أمره
فسأله أبناؤه : ماذا فعلت يا أبانا ؟
فقال عمر : أتصبرون وندخل جميعآ الجنة ..
أم لاتصبرون ويدخل أباكم النار ؟
فقال الأبناء : نصبر يا أبانا
أي درس يستفيده المؤمن وتستفيده المؤمنة من الرجال الأكابر في تاريخنا …
الخليفة الخامس للمسلمين ــ ونعم الخليفة كان رحمه الله ــ لا يجد أبنائه ثيابا جديدة
يلبسونها بين أقرانهم في يوم العيد …
خليفة المسلمين وإمامهم لا يملك ما يشتري به ثيابا جديدة في يوم العيد …
أي خليفة هذا ؟ وأي إمام ؟ وأي رجل كان ؟
أحقا كان خلفائنا هكذا ؟ أهكذا كان حكامنا ؟ أهكذا كان من يحكموننا ؟
لا يكاد يصدق الكثيرون بهذا ؟ ومنهم من يقول أن ذالك كان حلما في المنام ؟
ولكن التاريخ ينطق ويصدق القصة ؟
ولكن سيرتهم شاهدة وناطقة بحقيقتهم وحقيقة تربيتهم وسلوكهم وطلبهم معلي الأمور…
أين هذا من حكامنا اليوم ؟
أين حالهم من حال عمر ين عبد العزير رضي الله عنه ؟
وأين الأبناء مثل أبناء عمر ؟
وأين من يخشى النار ؟
أين من يتقي النار ؟
لا اله الا الله محمد رسول الله …
والحمد لله رب العالمين
ساحة النقاش