الأمن المركزى يخلى ميدان التحرير بالقوة.. القبض على 4 من المعتصمين والاعتداء على مصابى الثورة.. والحياة تعود لطبيعتها فى الميدان.. ومصابو الثورة يتهمون الشرطة بالتعامل معهم بوحشية

السبت، 19 نوفمبر 2011

عادت الحياة إلى طبيعتها فى ميدان التحرير عقب قيام قوات الأمن بتفريق المعتصمين الذين كانوا متواجدين فى الميدان بعد انتهاء جمعة "المطلب الواحد" بالقوة صباح اليوم.

وبدأت الحياة فى الميدان فى العودة لطبيعتها تدريجيًا حيث عاد المرور إلى طبيعته بكافة محاوره فى الميدان وإلى منطقة وسط البلد وبدأ عمال النظافة التابعون للهيئة العامة لنظافة القاهرة فى تنظيف الميدان وأعمدة الإنارة، ورفع اللافتات الممزقة ورفع المخلفات.

ونظم ضباط وجنود المرور المتواجدون فى ميدان التحرير حركة المرور بالجزيرة الوسطى بوسط الميدان، وكل المحاور القادمة من كوبرى قصر النيل، إلى منطقة وسط البلد وباب اللوق.

وكان المئات من أفراد الأمن المركزى قد أحاطوا صباح اليوم بمصابى الثورة المعتصمين، وحاول عدد من القيادات الأمنية إقناعهم بفض الاعتصام وإزالة الخيام، إلا أن المعتصمين رفضوا الاستجابة لهم وافترشوا الأرض، وقام أحد المعتصمين بالإمساك بميدالية تكريمهم التى حصلوا عليها من محافظ الجيزة وقام بالمرور على أفراد الشرطة مرددا "الداخلية بلطجية".

وأعطت قوات الأمن المتظاهرين مهلة لفض الاعتصام أو فضه بالقوة ولكن المعتصمين رفضوا الانصياع لمطالب قيادات الأمن التى أمرت المئات من أفراد الأمن المركزى بالتدخل وفض الاعتصام بالقوة، وهو ما قاموا به حيث قاموا بفض الاعتصام والاعتداء بوحشية على مصابى الثورة وطردهم خارج حديقة مجمع التحرير وإزالة خيامهم، مما أسفر عن إصابة أحد المعتصمين.

ورفضت سيارات الإسعاف الحضور مما اضطر زملاءه بنقله فى إحدى السيارات، وحضرت إحدى سيارات الإسعاف ولكنها فشلت فى دخول الميدان مما اضطر زملاء المصاب إلى إيقاف إحدى السيارات المارة لنقله بداخلها إلى المستشفى.

وأثارت طريقة تعامل الشرطة مع المعتصمين حفيظة المتواجدين بالميدان الذين هتفوا ضد الشرطة "الصحافة فين.. الإرهاب أهو"، "الداخلية بلطجية.. الداخلية بلطجية".
فيما يحاول الآن العشرات من المتواجدين أمام شارع الجامعة الأمريكية تنظيم مسيرة لاقتحام الكردون الأمنى المفروض على حديقة مجمع التحرير مرددين هتافات "الداخلية البلطجية".

وصرح مصدر أمنى أن قوات الأمن تعاملت اليوم مع المعتصمين الذين بلغ عددهم حوالى 200 معتصم فى الميدان، بسياسة ضبط النفس، رغم محاولات البعض منهم إثارة غضب قوات الأمن والاعتداء عليهم، مشيرا إلى أنه تم القبض على 4 من المعتصمين حاولوا الاعتداء على قوات الأمن، وتواجدت 3 مدرعات فى الميدان، الأمر الذى نتج عنه معارك كر وفر بين المتظاهرين.

ومنعت المارة المتواجدين على الرصيف من التصوير واعتدت عليهم تحت إشراف اللواء عادل بديرى، مدير قطاع أمن القاهرة، ومساعده اللواء جمال سعيد.

ومن جانبهم أسرع أصحاب المحال المتواجدة بميدان التحرير بإغلاق محلاتهم خوفًا من تعرضها لعمليات السرقة والنهب أو التخريب.

فيما انتشرت قوات الأمن فى جميع أنحاء الميدان حيث تواجدت مدرعة داخل الميدان، وأخرى عند مدخل شارع طلعت حرب وأخرى عند الجامعة الأمريكية والأخيرة عن مدخل عبد المنعم رياض محاصرين الميدان من جميع المداخل.

يشار إلى أن مئات الآلاف غادروا الميدان مساء أمس عقب المشاركة فى مليونية "المطلب الواحد"، التى دعت إليها التيارات الإسلامية، وبعض شباب الثورة والحركات السياسية الأخرى، فيما نصب بعض مصابى الثورة عدداً من الخيام فى الحديقة أمام مبنى المجمع، مطالبين بسرعة محاكمة من أطلقوا الرصاص عليهم وإعادة هيكلة صندوق دعم المصابين وتوفير رعاية صحية لهم.