عاشق ظلم نفسه
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد,,,,,,,,,,,,
فى ليلةٍ قمرية سكنت فيها الأصوات وأقبل فيها النسيم يداعب عينيي حتى غمرني النوم بين طياته فرأيت حديثاً عجبا
رأيتُ جنةً أنعم الله عليها من فضله
يتخلل أشجارها نهرٌ عذب تنعم العين بالنظر إليه
بها فاكهةٌ من كل صنف
فسعيتُ فيها أحسد مالكها ثم سألتُ لمن هذه ؟
فرد ملكٌ كريم : هي لك
فضحكت ثم قلت آنى لى بها ؟
فقال الملك : هي من عند الله لك
فصليتُ شكراً لله على ما أنعم عليّّ وأخذتُ أسعى بين أشجارها
وقد ملكني شعور أنني حققت كل ما أتمناه فمما أخاف ؟
حتى أتيتُ أسوارها وإذا بي أرى سوراً له باب فقلتُ ما خلف هذا الباب ؟
فقال الملك : لا تفتح هذا الباب فتكون من الخاسرين
فوسوس الشيطان إلى نفسي أنه خلف الباب ملك لا يبلى
وفى ليلةٍ دخلتُ جنتي وأنا ظالم لنفسي حتى أتيتُ السور الذى له باب واقبلتُ نحوه ووقفتُ انظر إليه طويلا ثم هممتُ ففتحتُ الباب
فهب لهيبٌ كاد يحرق وجهي وكآنه من قاع جهنم
فحاولتُ أن أغلق الباب فما أستطعت وظل اللهيب يسري فى جنتي شيئاً فشيئا حتى أحرق أشجارها
وأخذتُ أقلب يديي على ما صار بها
فإذا هي خاوية على عروشها
وقد ملكتني الحسرة على ما فعلت كلما نظرت إليها ذكرت نعيمها فذكرني اليأس لها
أنظر إلى النهر فأراه وكآنه يخاطبني أسمعه يقول خذني معك فما عادت الأرض صالحة لي
فتدمع عيناي ثم أولي مدبراً وقد ملكني الندم على ما فرطت فى جنتي
إلهي إني قد ظلمت نفسي وخاب أملي فإرفق بنهري وإرحمني فإنك على كل شيء قدير
فيا أيها المعبرون ما تأويل رؤياي ؟
وما جنة الدنيا التى خلفها جهنم ؟
وهل سوف ينقل النهر إليّ ؟
أم أنني سوف أعود إليه ؟
محمود بخيت حسين
0020142787080 / 0020178199893
ساحة النقاش