الهدهد ومدينة الحب
بقلم الأديب المصري : محمود بخيت حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد,,,,,,,,,
جاءنى فى المنام هدهد حزين يمشى على مهل فقلت له ما بك ؟
فقال الهدهد : ما بك أنت ؟ أغادرت مدينة الحب ؟
_ تركتها خلفى و أغلقت أبوابها .
_ تركتها وقد أسكنك اليأس بين جدرانه .
قم وانهض شاعر الحب ورسول العشق يفقد الحب ,
سوف أحوم حول أسوار المدينة لعلى آتيك بالنبأ اليقين .
_ أيها الهدهد دعنى وأحزانى أسكن همومى وارحل عن تلك الأرض الطاغية عسى أن يضمنى النسيان بين جناحيه .
_ ألم يكن لك فى الأرض السابقة شجرةٌٌ تروى جذورها من حبك يغذيها فؤادك ,
أنسيتها ؟ أترحل دونها ؟
_ أيها الهدهد دعنى أحيا على الذكرى أناجى همى فيضمنى أنسى الحب فينسانى .
_ وهل دون الحب هنالك من يحيا ؟
كره الشيطان آدم فلعن الشيطان وطرد من جنة الرحمن وسكن أرض الغضب فحق عليه النسيان حتى يأتى الحساب .
كيف من أفاض الله عليه من نور رحمته وسكن قلبه كل هذا الحب يحظى ذلك المصير ؟
وإن رحلت أنت عن الحب أيرحل هو عنك ؟
أرسلنى لعلى آتيك بنبأ هذه الأرض ,
إنى وجدت إمرأةًً تحكمها نما جسدها على أوردة الكره وشريان الضلال جندها الشيطان لتهدم قصور الحب .
_ لكنها ذات بأسٍ فى أرضها .
_ أرسلنى برسالةٍ إليها
لعلها تخر ساجدةً أو تجد فى الرسالة هدى فتفتح باب مدينتها .
_ كى أعود
لا لن أعود ولن أفارق الحب ولن أحيا دونه ,
سأذهب أفتش عن الحب فى أرض آخرى ,
فإن وجدتها سأخذ معى شجرتى لأغرسها فيها .
فاذهب وفتش أمامى عن مدينة الحب الموعودة ثم عد .
فطار الهدهد يحلق فى السماء , يسأل القمر , يهمس للنجوم , يسابق الريح
حتى عاد مسرعاً ثم قال :
سيدى علمنى مما علمت رشدا .
كيف علمت أن هنالك آخرى ؟
_ أوجدتها
_ نعم وجدت جنة الله فى الأرض ترفرف حولها الملائكة تحرسها ,
لا يدخلها شيطان , تجلت فيها نعم الرب ,
يسرى بين أشجارها نهرٌ من أعظم الصفات ,
تسر الناظرين ,
إن وضعت إحدى قدميك على أرضها ترحل عنك الهموم ,
وإن وضعت الآخرى تشعر وكأنك أسعد من خلق .
فهيا أسرع ننهل منها نسبح فى نعيمها .
_ وكيف أقطع هذا الطريق ؟
_ ليتنى آخذك قبل أن تضع قدمك بل ليتنى آخذك قبل أن يرتد لك طرفك .
_ أيها الهدهد إذهب وانتظرنى سوف يأتى يومٌ تجدنى أمامك
لكن إحكى لها أنى أحبها قبل أن أراها ,
وما بقى لى سكن غيرها .
وأخبرها أن شوقى لها سيهون طريقى حتى أصل إليها
إنتظرينى .....................
محمود بخيت حسين
0020142787080
المصدر: [email protected]
ساحة النقاش