عودة الحب

بقلم : محمود بخيت حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

عودة الحب

قصة أحمد وأمه

الحمد لله رب العالمين إله الكون وكلٌ له مسخر

ثم الصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد شفيع كل البشر

نحكي حكاية أحمد وأمه إلى كل عاقلٍ تذكر فإعتبر

كان أحمد يعيش مع أمه فى بيت بسيط والحب قد غمر

وفى ليلة شديدة البرد والسماء رعدت ولم ينقطع فيها المطر

دخلت أم أحمد غرفته كعادتها تمشي على مهل يقودها الحذر

فرأت بردته وقد سقطت من عليه والريح قد زجت الباب والبرد قد انتشر

فأسرعت فأغلقت الباب ووضعت عليه بردته حتى لا يصبه شر

وقالت : اللهم احفظه من كل أذى ونجه من كل خطر

فأحسها أحمد فتبسم

وقال : ربي لك الحمد أن أكرمتني بأمٍ هى من خير البشر

وكبر أحمد والحب يملأ البيت وحوله الطير يغنى فوق الشجر

حتى أصبح فى عنفوان الشباب لكن الأم سرى بها الشيب وأسرها الكبر

وأحب أحمد فتاة هناك فى مكانٍ سحيق بعيداً عن الحضر

وتزوجها أحمد وأتى بها إلى مملكة الحب داخل القصر

وخرج أحمد يبتغي رزقاً فقامت زوجته تنعي الحظ وتلعن القدر

تتمتم ثم قالت تعالي نذهب لأحمد قبل أن يحضر

وأخذتها ولا تدري الأم أن اللعوب لها تحفر

وعاد أحمد ولم يجد أمه فسألها أين أمي رسول الخير

وأخذ يفتش عنها ولم يجدها لا في البر ولا في البحر

وفى ليلةٍ شديدة البرد أشبه بليلةٍ عاشها أيام الصغر

رأى سيدةً عجوز فى الطريق تقوم فتقع تهوي عليها سيول المطر

فنزل مسرعاً وحملها معه ووجد معها ورقة مكتوب عليها بعض العبر

من يرى هذه السيدة يودعها دار المسنين ( العجزة ) وله الشكر

فحملها إلى الدار وقال لها لا تقلقي من وقت لأخر عليكِ سوف أمر

فرأى سيدة تصلي صاحبة لها فى الغرفة فأراد أن يوصيها بها خير

وأنتظر فلما أتمت صلاتها راح إلى وجهها يتأمل وينظر

أتعلمون من السيدة التي كانت تصلي وتشكر؟

إنها أمه فبكى والدمع على خديه قد غمر

وخر ساجداً يقبل أقدام أمه ولا يدري ما الخبر

فقالوا له : إن سيدةً أتت بها وتركتها وقالت : هى من شجر

فعرف أنه أتى بشيطانةٍ للبيت وهي للحب من دمر

فطلقها وعاد الحب يملأ الأرجاء وعاد الطير يغنى فوق الشجر

محمود بخيت حسين