فتى يغتصب ابنة الأدب

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد ,,,,,,,,,,,,

هنالك أعلى المدينة بنيت لى قصراً من قصور الشعر والأدب

جدرانه الفكر ومقالاتي هن بناتي وأولادي قصائدٌُ فى الحب

فذاع صيت قصري فكان منارةً أضاءت كل نهجٍ وكل درب

فأقبل يتسلل إلى قصري ليلاً سارقٌ يفتش فى كل الكتب

فرأى ابنةًً من بناتي تتبختر ذات جمالٍ وحسنٍ وأدب

فتربص بها حتى هجم عليها كما يهجم على الفريسة الذئب

فاغتصب منها أمنها وحسنها وحبسها فى سجنٍ هناك فى الرحب

وجردها من زيّها وألبسها من جهله بالياً من الثوب

وعرضها على الخلق مغشياً عليها قال هى ابنتي من صلبي

لكنها لما أفاقت وقد أقبل الليل طرأت عليها فكرة الهرب

ورق لها الليل لما رآها وسالت دموعه لأجلها تنسكب

وحملها على جواده حتى أتاني بها فقالت : سامحني يا أبي

_ والله لأجعلنه عبرةً لكل من تسول له نفسه سارقاً كان أو مغتصب

أيا سارق الأدب سل الهدهد من أرسلك ولمن أتيت بالطلب ؟

وسل إمرأةً هى أميرة الذكرى كانت للعاشق وتفرقا فما هو السبب ؟

وسل إمرأةً صاحبة مدينة الحب هى أطهر وكلٌ فى الكتب

ولماذا لم يدخل بها العاشق أكرهاً لها أم للأخرى هو داء الحب

وسل بقايا الأمل عن العاشق فهى شاهدةُ ومشرفةُ على حبي

وسل فتاةً لم يعبر إلى عزلتها أحد وكيف كانت مجرد ضحية فى الحب

وسل فتاةً ذلت عيونها شيوخاً كيف سقط الشيوخ فى الحب

وسل أبو إلياس عن العاشق فهو صاحب مدينةٍ من أعظم مدن الأدب

وسل صمت الحروف عن العاشق والهدهد ومدينة الحب

فكم من مدائن فى الأفاق قد بنيت وأمست خراباً إلا مدن الأدب

المسك لبنةُ فى جدرانها والريحان ينبت فيها فكانت قصوراً أغلى من الذهب

وقد زادت بحورها فى ذاك الزمان فتحررت لكل مجتهدٍ وطالب

لكل حديثٍ بها شاهدُ فصيح اللسان عذب الكلام والخطب

أيا سارق الأدب كيف تجرأت على بناتي ؟ أين نخوة الأدب ؟

أردت طولاً بين هامات الشعر فنسبت لنفسك من لا يمت لك صلةً من بعد أو من قرب

ألزمت نفسك عزاً فألزمتك نفسك ذلاً وفضحت الذنب

بأى لفظٍ تقول الشعر والشعرُ شعورٌ حاك بالقلب

فإن ضاق صدرك من بلاد فارحل وكفاك منها بالتعجب

لكن لا تنسب لنفسك فيها بيتاً هو ليس لك وإن علا الكواكب

فكل جراحةٍ لها دواءٌ وسوءُ الخلق ليس له دواء وذاك قول على بن أبى طالب

وتذكر أنه قد تموت الأسود فى الفلا جوعاً ولحم الضأن ياكله الكلب

وتذكر عبدأ ينام على حريرٍ وذا نسبٍ ينام على التراب

رحمك الله يا شافعي فأنت نجمٌ فى سماء الأدب

وتذكر رجلاً يحاور صاحبه أنا أكثر منك مالاً وولداً ولا يدري أي منقلب

( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ربي

أيتها الدنيا يا من أدبرت عن العاشق هل هذا هو أخر السلب ؟

أيا سارق الأدب فاقد الشيء لا يعطيه فما بالك بفاقد الأدب

فأنا الذي لن تغيب شمس قلمي وأنا الذى أبصر الأعمى لما وقع عليه أدبي

فأنا ذو سيفٍ صارمٍ أجتث به كل من ينال من شعري ومن أدبي

وإن جردني الزمان من نعمه لكنه ترك لى قوةً لن تضعف إلا أمام غافرالذنب

وصاحب لسانٍٍ عذبٍ فى الشعر حديداً أضرب به كل مغتصب

وإن ملأ النوم جفوني لن ينام أبداً لبي ولن ينام أبداً قلبي

محمود بخيت حسين

Mahmoudhusseen      0020142787080

[email protected]

 

كتاب حديث العشق للكاتب : محمود بخيت حسين