مختصر شعب الايمان للبيهقي الاول من شعب الايمان الايمان بالله تعالى لقوله تعالى والمؤمنون كل آمن بالله البقرة 285 ولقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله النساء 136 ثم ساق فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه في الصحيحين أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله الا بحقه وحسابه على الله تعالى وحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه في صحيح مسلم من مات وهو يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة
الثاني من شعب الايمان الايمان برسل الله تعالى صلى الله عليهم أجمعين وسلم لقوله تعالى والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله البقرة 285 ولحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيحين في سؤال جبريل عليه السلام الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الحديث
الثالث من شعب الايمان الايمان بالملائكة للآية والحديث المذكورين
الرابع من شعب الايمان الايمان بالقرآن وجميع الكتب المنزلة قبله لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل النساء 136 وللآية والحديث المذكورين ايضا
الخامس من شعب الإيمان الإيمان بأن القدر خيره وشره من الله تعالى لقوله تعالى قل كل من عند الله النساء 78 ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة فقال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده أتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني بأربعين سنة قال فحج آدم موسى
وبالإسناد المذكور انشدنا الإمام ابو بكر البيهقي قال انشدني ابو الفوارس جنيد بن احمد الطبري ... العبد ذو ضجر والرب ذو قدر ... والدهر ذو دول والرزق مقسوم ... والخير اجمع فيما اختار خالقنا ... وفي اختيار سواه اللوم والشوم ... السادس من شعب الايمان الايمان باليوم الآخر لقول الله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر التوبة 29 قال الحليمي ومعناه التصديق بأن لايام الدنيا آخرا وأنها منقضية وهذا العالم منقض يوما ما ففي الاعتراف بانتفائه اعتراف بابتدائه اذ القديم لا يعني ولا يتغير وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه والذي نفس محمد بيده لتقومن الساعة وثوبهما بينهما لا يتبايعانه ولا يطويانه
ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته من تحتها وقد رفع أكلته الى فيه لا يطعمها الحديث السابع من شعب الايمان الايمان بالبعث بعد الموت لقوله تعالى زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن التغابن 7 ولقوله تعالى قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه الجاثية 26 ولحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحيح في حديث الايمان الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث من بعد الموت وبالقدر كله
وم الثامن من شعب الايمان الايمان بحشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم الى الموقف لقوله تعالى ألا يظن أولئك هم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 4 6 ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب احدهم في رشحه الى أنصاف أذنيه التاسع من شعب الايمان الايمان بأن دار المؤمنين ومأواهم الجنة ودار الكافرين ومأواهم النار لقوله تعالى بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك
اصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون البقرة 81 82 ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ان كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وان كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله تعالى اليه يوم القيامة العاشر من شعب الايمان الايمان بوجوب محبة الله تعالى لقوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله البقرة 165 ولحديث انس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين
ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه الا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن توقد له نار فيقذف فيها وبه أنبأنا البيهقي قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا نضر الطوسي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت الجنيد يقول قال رجل لسري السقطي كيف أنت فأنشأ يقول
من لم يبت والحب حشو فؤاده ... لم يدر كيف تفتت الاكباد ... وبه أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا نصر محمد بن محمد بن اسماعيل قال سمعت أبا القاسم الرازي الواعظ قال سمعت أبا دجانة يقول كانت رابعة اذا غلب عليها حال الحب تقول ... تعصي الاله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في الفعال بديع ... لو كان حبك صادقا لاطعته ... ان المحب لمن أحب مطيع ... الحادي عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب الخوف من الله تعالى لقوله تعالى فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين آل عمران 175 وقوله تعالى فلا تخشوا الناس واخشون المائدة 44 وقوله تعالى واياي فارهبون البقرة 40
وقوله تعالى وهم من خشيته مشفقون الانبياء 28 وقوله تعالى ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين الانبياء 90 وقوله تعالى ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب الرعد 21 وقوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان الرحمن 46 وقوله تعالى ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ابراهيم 14 ولحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه في الصحيحين اتقوا النار ولو بشق تمرة ولحديث انس رضي الله عنه فيهما لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
وعاتب رجل بعض اخوانه على طول بكائه فبكى ثم قال ... بكيت على الذنوب لعظم جرمي ... وحق لكل من يعصي البكاء ... فلو كان البكاء يرد همي ... لاسعدت الدموع معا دماء ... وكان عمر بن عبد العزيز لا يجف فوه من هذا البيت ... ولا خير في عيش امرىء لم يكن له ... من الله في دار القرار نصيب ... وسمع أبو الفتح البغدادي هاتفا يهتف بالشونيزية ... وكيف تنام العين وهي قريرة ... ولم تدر في أي المحلين تنزل ... فذهب عنه الن
الثاني عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب الرجاء من الله تعالى لقوله تعالى يرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا الاسراء 57 وقول الله تعالى وادعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله قريب من المحسنين الاعراف 56 وقول الله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميها انه هو الغفور الرحيم الزمر 53 وقول الله تعالى ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء النساء 48 و 116 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد
ولحديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم لا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله تعالى وحديث أبي هريرة في الصحيحين يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني وذكر الحديث وأنشد أبو عثمان سعيد بن اسماعيل ... ما بال دينك ترضى أن تدنسه ... وان ثوبك مغسول من الدنس ... ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... ان السفينة لا تجري على اليبس
الثالث عشر من شعب الايمان الايمان يوجب التوكل على الله تعالى لقوله تعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون التغابن 13 وقوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل آل عمران 173 وقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين المائدة 23 وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره الطلاق 3 ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين في سؤال أصحابه له عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب في حديث طويل فقال رسول الله هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن الاسدي رضي الله عنه فقال أنا منهم يا رسول الله فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أنا منهم
يا رسول الله فقال سبقك بها عكاشة وجملة التوكل تفويض الامر الى الله تعالى والثقة به مع ما قدر له من التسبب ففي الصحيحين ايضا من حديث الزبير رضي الله عنه لان يأخذ احدكم حبلة ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيستغني بها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه وفي صحيح البخاري من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ما أكل احد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل
يديه قال وكان داود لا يأكل الا من عمل يديه وبه أنبأنا البيهقي قال أنبأنا ابوعبدالله الحافظ قال اخبرني جعفر بن محمد بن نصير قال حدثني الجنيد قال سمعت السري يذم الجلوس في المسجد الجامع ويقول جعلوا المسجد الجامع حوانيت ليس لها ابواب وبه أنبأنا البيهقي بإسناده عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال دينك لمعادك ودرهمك لمعاشك ولا خير في امرئ بلا درهم وبه أنبأنا البيهقي قال أنبأنا ابو عبدالله الحافظ قال اخبرني جعفر بن محمد الخواص قال انبأنا ابراهيم بن نصر المنصوري قال سمعت ابراهيم بن بشار خادم ابراهيم بن أدهم قال سمعت ابا علي الفضيل بن عياض يقول لابن المبارك انت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان الى البلد الحرام كيف ذا وأنت بخلاف ذا فقال ابن المبارك يا أبا علي أنا أفعل ذا لأصون بها وجهي واكرم بها عرضي وأستعين بها على طاعة ربي لا أرى الله حقا إلا سارعت اليه حتى أقوم به فقال له الفضيل يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا
الرابع عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب محبة النبي لحديث انس رضي الله عنه المتفق على صحته لا يؤمن احدكم حتى أكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ولحديث انس رضي الله عنه في الصحيحين ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما الحديث ولحديثه فيهما ايضا قال جاء رجل الى النبي فقال يا رسول الله متى الساعة فقال ما أعددت لها فقال يا رسول الله ما اعددت لها كثير صيام ولا صدقة إلا أني احب الله ورسوله قال انت مع من أحببت
الخامس عشر من شعب الايمان الايمان بوجوب تعظيم النبي وتجبيله وتوقيره لقوله تعالى وتعزروه وتوقروه الفتح 9 وقوله تعالى فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه الاعراف 157 والتعزير ها هنا التعظيم بلا خلاف وقوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا النور 63 أي لا تقولوا له يا محمد يا أبا القاسم بل يا رسول الله يا نبي الله ولقوله تعالى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله الحجرات 1 وقوله تعالى لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي الايات الحجرات 2 5
وبه أنبأنا البيهقي قال وهذه منزلة فوق منزلة المحبة إذ ليس كل محب معظما كمحبة الاب لولده والسيد لعبده من غير تعظيم بخلاف العكس السادس عشر من شعب الايمان شح المرء بدينه حتى يكون القذف في النار احب إليه من الكفر لحديث انس المتفق عليه ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ثم قال وان يلقى في النار احب اليه من ان يرجع الى الكفر بعد ان انقذه الله منه ولحديثه أيضا في صحيح مسلم أن رجلا سأل النبي فأعطاه غنما بين جبلين فأتى قومه فقال أسلموا فوالله إن محمدا ليعطي عطاء رجل لا يخاف الفاقة فقال انس وإن كان الرجل يجئ الى النبي ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه احب اليه واعز من الدنيا بما فيها السابع عشر من شعب الايمان طلب العلم وهو معرفة الباري تعالى وما جاء من عند الله وعلم النبوة وما
يميز به النبي عن غيره وعلم احكام الله تعالى وأقضيته ومعرفة ما تطلب الاحكام منه كالكتاب والسنة والقياس وشروط الاجتهاد والقران والحديث مشحونان بفضيلة العلم والعلماء قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء 6 فاطر 28 وقال تعالى شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط ال عمران 18 وقال تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما النساء 113 وقال تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات المجادلة 11 وقال تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الالباب الزمر 9 وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ
الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
الثامن عشر من شعب الايمان نشر العلم لقوله تعالى لتبيننه للناس ولا تكتمونه ال عمران 178 وقوله تعالى ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم التوبة 122 ولحديث ابي بكرة رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي قال في خطبته بمنى ألا ليبلغن الشاهد منكم الغائب فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه وحديث أبي هريرة في سنن أبي داود من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من النار يوم القيامة
وروى البيهقي بإسناده عن الامام عمر بن عبد العزيز الاموي رحمه الله عليه انه قال من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه ومن عمل بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح وعن الحارث المحاسبي العلم يورث الخشية والزهد يورث الراحة والمعرفة تورث الانابة وعن ابن سعد أن من عمل بعلم الرواية ورث علم الدراية ومن عمل بعلم الدراية ورث علم الرعاية ومن عمل بعلم الرعاية هدي الى سبيل الحق وعن مالك بن دينار إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره علمه وإذا طلبه لغير العمل زاده كبرا وعن معروف الكرخي إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب
العمل وأغلق عليه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شرا اغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل وعن ابي بكر الوراق من اكتفى بالكلام من العلم دون الزهد والفقه تزندق ومن اكتفى بالزهد دون الفقه والكلام ابتدع ومن اكتفى بالفقه دون الزهد والورع تفسق ومن تفنن في الامور كلها تخلص وعن الحسن البصري رحمه الله انه مر عليه رجل فقيل هذا فقيه فقال أو تدرون من الفقيه إنما الفقيه العالم في دينه الزاهد في دنياه القائم على عبادة ربه وعن مالك بن دينار قال قرأت في التوارة إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته من القلوب كما يزل القطر عن الصفا وانشد عن ابي بكر بن ابي داود لنفسه ... من غص داوى بشرب الماء غصته ... فكيف يصنع من قد غص بالماء ... وعن ابي عثمان الحيري الزاهد ... وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي والطبيب مريض
نسأل الله التوفيق للعلم والعمل ونعوذ بجلال وجهه من الخذلان والحرص والامل التاسع عشر من شعب الايمان تعظيم القران المجيد بتعلمه وتعليمه وحفظ حدوده واحكامه وعلم حلاله وحرامه وتبجيل اهله وحفاظه واستشعارها يهيج الى البكاء من مواعيد الله تعالى ووعيده قال الله تعالى لو انزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله الحشر 21 وقال تعالى إنه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين الواقعة 77 80 وقال تعالى ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا الرعد 31 وقال النبي رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أفضلكم أو خيركم من تعلم القرآن وعلمه
وقال فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه تعاهدوا القران فوالذي نفس محمد بيده لهو اشد تفلتا من الابل في عقلها وقال فيما روياه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل والنهار ورجل آتاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار وقال فيما رواه مسلم عن عمر رضي الله عنه إن الله يرفع بهذا
الكتاب أقواما ويضع به آخرين العشرون من شعب الايمان الطهارات لقوله تعالى إذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق الاية المائدة 6 ولحديث ابي مالك الاشعري رضي الله عنه في صحيح مسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والله اكبر تملان او تملا ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها
ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم ايضا لا يقبل الله تعالى صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ولحديث حسن عن ابي كبشة السلولي عن ثوبان رضي الله عنه استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
روى الحليمي عن يحيى بن آدم في قوله الطهور شطر الايمان لان الله تعالى سمى الصلاة إيمانا فقال وما كان الله ليضيع إيمانكم البقرة 143 أي صلاتكم الى بيت المقدس ولا تجوز الصلاة إلا بالوضوء فهما شيئان كل واحد منهما واحد منهما نصف الاخر الحادي والعشرون من شعب الايمان الصلوات الخمس لقوله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم البقرة 143 أي صلاتكم وقوله تعالى وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة البقرة 43 وقوله تعالى إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا النساء 103 ولحديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قال سألت النبي أي الاعمال احب الى الله تعالى قال الصلاة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال وحدثني بهن ولو استزدته لزادني وحديث ابن عمر رضي الله عنهما فيهما صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة وحديث عثمان رضي الله عنه في صحيح مسلم ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها
الا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله وبه أنبأنا البيهقي قال وليس في العبادات بعد الايمان بالله الرافع للكفر عبادة سماها جل وعلا ايمانا وسمى رسول الله تركها كفرا الا الصلاة الثاني والعشرون من شعب الايمان الزكاة لقوله تعالى وما أمروا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة البينة 5 وقوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون التوبة 34 35
وقوله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة آل عمران 180 ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين ان رسول الله لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم الى شهادة أن لا اله الا الله وأني رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم اجابوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة في اموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم فإن هم اجابوك لذلك فإياك وكرائم اموالهم واياك ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وحديث أبي هريرة في صحيح البخاري من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه ثم
يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة آل عمران الثالث والعشرون من شعب الايمان الصيام لقوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم البقرة 183 ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وحديث أبي هريرة رضي الله عنه فيهما كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف قال الله تعالى
الا الصوم فإنه لي وانا اجزي به يدع طعامه وشهوته من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك الصوم جنة الرابع والعشرون من شعب الايمان الاعتكاف لقوله تعالى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود البقرة 125 ولحديث عائشة في الصحيحين ان النبي كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده
ولما روى عن النبي قال من اعتكاف فواق ناقة فكأنما أعتق نسمة أو رقبة الخامس والعشرون من شعب الايمان الحج لقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا آل عمران 97 وقوله تعالى وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق الحج 27 وقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله البقرة 196 ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده
ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وحديث عمر رضي الله عنه في صحيح مسلم قال بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ جاء رجل فقال يا محمد ما الاسلام قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتم الوضوء وتصوم رمضان قال فإن فعلت فأنا مسلم قال نعم قال صدقت فذكر الحديث وروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ان النبي قال من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا
السادس والعشرون من شعب الايمان الجهاد لقوله تعالى وجاهدوا في الله حق جهاده الحج 78 وقوله تعالى يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم المائدة 54 وقوله تعالى قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة التوبة 123 وقوله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال الانفال 65 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين سئل رسول الله أي الاعمال أفضل قال الايمان بالله ورسوله فقيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج مبرور وحديث عبدالله بن ابي أوفى رضي الله عنهما في صحيح
البخاري لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف السابع والعشرون من شعب الايمان المرابط في سبيل الله تعالى لقوله تعالى يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابوا وصابروا واتقوا الله ال عمران 200 ولحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه في صحيح البخاري رباط يوم في سبيل الله تعالى خير من الدنيا وما فيها
وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والمرابطة تنزل من الجهاد والقتال منزلة الاعتكاف في المساجد من الصلاة لان المرابط يقيم في وجه العدو مثل قيامه متأهبا مستعدا له الثامن والعشرون من شعب الايمان الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف لقوله تعالى إذا لقيتم فئة فاثبتوا الانفال 45 وقوله تعالى إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يؤمئذ دبره إلا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير الانفال 15 16 وقوله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين الايتين الانفال 65 66 ولحديث عبدالله بن ابي أوفى رضي الله عنهما في صحيح
البخاري لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف التاسع والعشرون من شعب الايمان الخمس من المغنم الى الامام وعماله على الغانمين لقوله تعالى وأعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما انزلنا الاية الانفال 41 وقوله تعالى وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ال عمران 161 ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين عن وفد عبد القيس أمركم بأربع وأنهاكم عن اربع امركم بالايمان بالله وحده أتدرون ما الايمان بالله وحده قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس وأنهاكم عن الحنتم
والدباء والنقير والمزفت قال احفظوهن واخبروا بهن من وراءكم الثلاثون من شعب الايمان العتق بوجه التقرب الى الله تعالى لقوله تعالى فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة البلد 11 13 ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا من أعضائه من النار حتى فرجه بفرجه
الحادي والثلاثون من شعب الايمان الكفارات الواجبات بالجنايات وهي بالكتاب والسنة أربع كفارات كفارة القتل وكفارة الظهار وكفارة اليمين وكفارة المسيس في صوم رمضان ومما يقرب منها ما يجب باسم الفدية لانها إما عن ذنب سبق أو يراد به التقرب الى الله تعالى بشئ يعني إثر امر قد وقع ذنبا كان أو غير ذنب الثاني والثلاثون من شعب الايمان الايفاء بالعقود لقوله تعالى أو فوا بالعقود المائدة 1 وقال ابن عباس رضي الله عنهما يعني ما أحل الله وما حرم وما فرض وما حد في القرآن كله وقوله تعالى يوفون بالنذر الانسان 7 وقوله تعالى وليرفوا نذورهم الحج 29 وقوله تعالى ومنهم من عاهد الله التوبة 75 وقوله تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها الاية النحل 91
ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في صحيح البخاري ولكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد اخلف وإذا خاصم فجر وحديث عقبة بن عامر الجهني في صحيح مسلم إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج
الثالث والثلاثون من شعب الايمان تعديد نعم الله عزوجل وما يجب من شكرها لقوله تعالى قل الحمد لله الاسراء 111 وقوله تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها النحل 18 وقوله تعالى واما بنعمة ربك فحدث الضحى 11 وقوله تعالى فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون البقرة 152 وغير ذلك مما من الله تعالى على عباده وذكرهم بها في كتابه ولحديث ابي ذر رضي الله عنه في صحيح البخاري قال كان رسول الله إذا أخذ مضجعه من الليل قال باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال الحمد الله الذي أحياني بعدما اماتني واليه النشور
وحديث صهيب رضي الله عنه في صحيح مسلم وعجبا لامر المؤمن إن امره كله خير وليس ذاك لاحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وبه قال البيهقي قال أنا الحافظ ابو عبدالله قال انشدني ابو عبدالله بن ابي ذهل قال انشد ابو الحسن الكندي القاضي ... إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم ... قال اخبرنا ابو عبدالرحمن السلمي قال سمعت الحسين بن يوسف القزويني قال سمعت أبا بكر أحمد بن اسحاق قال سمعت الجنيد قال سمعت السري يقول الشكر نعمة والشكر على النعم نعمة الى ان لا يتناهى الشكر الى قرار وقد قال الامام الشافعي رحمه الله في أول كتاب الرسالة
الحمد لله الذي لا يؤدي شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ذلك الشكر وبه أنا البيهقي قال أنبانا ابو القاسم أنبأ احمد بن سلمان أنا ابن ابي الدنيا إلخ قال فأنشدنا محمود الوراق ... لئن كان شكري نعمة الله نعمة ... علي له في مثلها يجب الشكر ... فكيف يصح الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الايام واتصل العمر ... إذا مس بالسراء عم سرورها ... وإن مس بالضراء أعقبها الاجر ... وما منهما إلا له فيه منه ... تضيق بها الاوهام والبر والبحر ... وأخبرنا من غير رواية البيهقي جماعة بيتين فقط
إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... علي له في مثلها يجب الشكر ... فما لي عذر أني مقصر ... وعذري إقراري بأن ليس لي عذر ... الرابع والثلاثون من شعب الايمان حفظ اللسان عما لا يحتاج اليه ويدخل فيه الكذب والغيبة والنميمة والفحش إذ القرآن والسنة مشحونان بذلك كقوله تعالى والصادقين والصادقات الاحزاب 35 وقوله تعالى يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة 119 وقوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم الاسراء 36
وقوله تعالى فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه الزمر 32 وقوله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون الزمر 32 وقوله تعالى إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون النحل 116 ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين إن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا وحديث سهل بن سعد رضي الله عنه في صحيح مسلم من يضمن
لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة وحديث ابي شريح الخزاعي فيه ايضا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت الخامس والثلاثون من شعب الايمان الامانات وما يجب فيها من ادائها الى اهلها لقوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الى أهلها النساء 58 وقوله تعالى فليؤد الذي ائتمن امانتة البقرة 283
ولحديث ابي هريرة اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك ولحديثه في الصحيحين ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم انه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان
السادس والثلاثون من شعب الايمان تحريم قتل النفوس والجنايات عليها لقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه الاية السناء 93 ولقوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم الايات النساء 29 32 ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قتال المسلم كفر وسبابه فسوق
وحديثه في صحيح البخاري اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين لا يزال المسلم في فسحه من دينه ما لم يصب دما حراما
السابع والثلاثون من شعب الايمان تحريم الفروج وما يجب فيها من التعفف لقوله تعالى ويحفظوا فروجهم النور 31 وقوله تعالى ويحفظن فروجهن النور 32 وقوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون المؤمنون 5 والمعارج 29 وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن لا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المؤمنون اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن
الثامن والثلاثون من شعب الايمان قبض اليد عن الاموال ويدخل فيها تحريم السرقة وقطع الطريق واكل الرشا واكل مالا يستحقه شرعا لقوله تعالى ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل البقرة 188 وقوله تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل النساء 160 161 وقوله تعالى ويل للمطففين 1 وقوله تعالى واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم الاسراء 35 ولحديث عبد الرحمن بن ابي بكرة في الصحيحين عن ابيه رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله بمنى فقال ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام الحديث
التاسع والثلاثون من شعب الايمان وجوب التورع في المطاعم والمشارب والاجتناب عما لا يحل منها لقوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة الآية المائدة 3 وقوله تعالى قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فإنه رجس او فسقا اهل لغير الله به الانعام 145 وقوله تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه الآيات المائدة 90 92
وقوله تعالى يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير الآية البقرة 219 فأثبت فيها الاثم وقال في آية اخرى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغيي بغير الحق الاعراف 33 فحرم الاثم نصا ويقال ان الاثم اسم من أسماء الخمر وينشده ... شربت الاثم حتى ضل عقلي ... كذاك الاثم يذهب بالعقول ... ولحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين سئل رسول الله عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام وحديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم كل مسكر خمر وكل خمر حرام
وحديثه في الصحيحين من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الاخرة وحديث أبي هريرة رضي الله عنه فيهما أتي رسول الله ليلة اسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر اليهما ثم اخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام الحمد لله الذي هداك للفطرة لو اخذت الخمر لغوت امتك ولحديثه فيهما ولا يشرب الخمر الشارب حين يشربها وهو مؤمن الحديث وبه انا البيهقي بإسناده عن الحسن قال جاء رجل بنبيذ الى
احب خلق الله إليه افسده يعني العقل وقيل لبعض العرب لم لا تشرب النبيذ فقال والله ما ارضى عقلي صحيحا فكيف أدخل اليه ما يفسده وعن الحكم بن هشام انه قال لابن له يا بني إياك والنبيذ فإنه قيء في شدقك وسلح على عقبك وحد في ظهرك وتكون ضحكة للصبيان وأسيرا للديان وعن بعض الحكماء أنه قال لابنه يا بني ما يدعوك الى النبيذ قال يهضم طعامي قال والله يا بني هو لدينك اهضم وعن عبدالله بن إدريس ... كل شراب مسكر كثيره ... من تمرة او عنب عصيره ... فإنه محرم يسيره ... إني لكم من شره نذيره ... وعن ابي بكر بن ابي الدنيا أنه انشده ابوه ... وإذا النبيذ على النبيذ شربته ... أزرى بدينك مع ذهاب الدرهم ... وأنشدنا الحسين بن عبد الرحمن
أرى كل قوم يحفظون حريمهم ... وليس لاصحاب النبيذ حريم ... إذا جئتهم حيوك ألفا ورحبوا ... وإن غبت عنهم ساعة فذميم ... أخاهم إذا ما دارت الكأس بينهم ... وكلهم رث الوصال سؤوم ... فهذا ثنائي لم أقل بجهالة ... ولكن بحال الفاسقين عليم ... وفي صحيح مسلم وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالى امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم المؤمنون 51 وقال يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون البقرة 172 ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمة حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له
وفي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه إن الحلال بين وإن الحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى وحمى الله في الارض محارمه وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة إني لانقلب الى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي أو في بيتي فأرفعها لاكلها ثم اخشى أن تكون من الصدفة فألقيها
وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لابي بكر غلام يخرج له الخراج وكان ابو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه ابو بكر فقال له الغلام أتدري ما هذا فقال ابو بكر رضي الله عنه وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه قالت فأدخل ابو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه وعن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب لبنا فأعجبه فقال للذي سقاه من أين لك هذا اللبن فأخبره انه ورد على ماء قد سماه فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوه لي من ألبانها فجعلته في سقائي وهو هذا فأدخل عمر يده فاستقاءه وعن علي رضي الله عنه في طيب مطعمه انه كان يجاء بخبزه في جراب من المدينة أنبأنا البيهقي بإسناده عن بشر بن الحارث قال قال يوسف
ابن اسباط إذا تعبد الشاب يقول إبليس انظروا من اين مطعمه فإن كان مطعمه مطعم سوء قال دعوه لا تشتغلوا به دعوه يجتهد وينصب فقد كفاكم نفسه وعن حذيفة المرعشي انه نظر الى الناس يتبادرون الى الصف الاول فقال ينبغي ان يتبادروا الى أكل خبز الحلال وعن الفضيل بن عياض قال سئل سفيان الثوري عن فضل الصف الاول فقال انظر كسرتك التي تاكل من اين تأكلها وصل في الصف الاخير وعنه أيضا انظر درهمك من أين هو وصل في الصف الاخير وعن سري السقطي انه كان لا يأكل من بقل السواد ولا من ثمره ولا من شيء يعلم انه منه ويشدد في ذلك وكان غاية في الورع
ومع ذلك قال كنت بطرسوس وكان معي في الدار فتيان يتعبدون وكان في الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور مضملت بدله من مالي فتورعوا أن يخبزوا فيه وعنه قال كان أبو يوسف الغسولي يلزم الثغر ويغزو فكان إذا غزا مع الناس ودخلوا بلاد الروم أكل اصحابه من ذبائحهم وفواكههم وهو لا يأكل فيقال له يا أبا يوسف أتشك انه حلال فيقول لا فيقال له فكل من الحلال فيقول إنما الزهد في الحلال وعن السري قال رجعت من بعض المغازي فرأيت في طريقي ماء صافيا وحوله عشب من حشيش قد نبت فقلت في نفسي يا سري إن كنت يوما أكلت أكله حلال وشربت شربة حلال فاليوم فنزلت عن دابتي فأكلت من ذلك الحشيش وشربت من ذلك الماء فهتف بي هاتف سمعت الصوت ولم أر الشخص يا سري بن المغلس فالنفقة التي بلغتك الى ها هنا من أين هي فقصر إلي نفسي وروي عن بعضهم أنه كان يطلب الحلال فاستدل عليه فدل على الحسن البصري بالبصرة فسافر اليه من بلاده البعيدة فقال له
الحسن إنني رجل واعظ أكل من هدايا الناس وضيافاتهم لكنني أدلك على رجل ببلاد سجستان تراه في مزرعته له بقرة قد جعل لها في احد طريقيها تبنا وشعيرا وفي الاخر ماء فإذا وصلت الى التبن والشعير عرضهما عليها وإذا وصلت الى الماء عرضه عليها فقال فتوجه الرجل اليه فوجده كذلك فسلم عليه وقص عليه حاله فبكى الرجل وقال قد صدقك الامام ابو سعيد لكن زال ذلك عني بسبب ان البقرة عبرت ذات يوم أرض جاري وقد اشتفلت عنها بعلاتي فعادت الى أرضي وقوائمها ملطخة بطينها واختلط ذلك بطين أرضي فصارت شبهة عد اليه ليدلك على غيري وبكى وعن ابي عبدالله بن الجلاء قال اعرف من اقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم غلا ما استقاه بركوته ورشائه ولم يتناول من طعام جلب من مصر شيئا وعن بشر بن الحارث الحافي بن عبد الرحمن قال سمعت المعافى عمران يقول كان عشرة فيمن مضى من أهل العلم ينظرون الحلال الشديد لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون أنه من الحلال وإلا استفوا التراب ثم عد بشر إبراهيم بن أدهم وسليمان الخواص وعلي بن فضيل بن عياض وأبا معاوية الاسود ويوسف بن أسباط
ووهيب بن الورد وحذيفة شيخا من أهل حران وداود الطائي وعد بشر عشرة وعن يحيى بن معين المحدث ... المال يذهب حلة وحرامة ... يوما وتبقى في غد آثامه ... ليس التقي بمتق لإلهه ... حتى يطيب شرابه وطعامه ... ويطيب ما تحوي وتكسب كفه ... ويكون في حسن الحديث كلامه ... نطق النبي لنا به عن ربه ... فعلى النبي صلاته وسلامه ... وسئل سفيان الثوري عن الورع فأنشد ... إني وجدت فلا تظنوا غيره ... هذا التورع عند هذا الدرهم
فإذا قدرت عليه ثم تركته ... فاعلم بأن هناك تقوى المسلم ... وعن محمد بن عبدالكريم المروزي لما ولي يحيى بن اكثم القضاء كتب اليه اخوه عبدالله بن اكثم من مرو وكان من الزهاد ... ولقمة بجريش الملح تأكلها ... الذ من تمرة تحشى بزنبور ... وأكله قربت للهلك صاحبها ... كحبة الفخ دقت عنق عصفور ... وعن ابراهيم بن هشيم انه استوصاه صاحب له عند وداعه فقال اوصيك ان يكون عملك صالحا وتأكل طيبا الاربعون من شعب الايمان تحريم الملابس والزي والاواني وما يكره منها لحديث اسن بن مالك في الصحيحين من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه في الاخرة
وحديث حذيفة رضي الله عنه لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا وهي لكم في الاخرة وحديث ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح مسلم إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس وحديث ابي بردة رضي الله عنه في الصحيحين قال أخرجت الينا عائشة كساء ملبدا وإزارا غليظا فقالت قبض رسول الله في هذين
وحديث عبدالله بن عمر فيهما لا ينظر الله تعالى يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء الحادي والاربعون من شعب الايمان تحريم الملاعب والملاهي المخالفة للشريعة لقوله تعالى قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة الجمعة 11 ولحديث سليمان بن بريدة في صحيح مسلم عن ابيه بريدة بن الحصيب رضي الله عنه من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه
الثاني والاربعون من شعب الايمان الاقتصاد في النفقة وتحريم أكل المال بالباطل لقوله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا الاسراء 29 ولقوله تعالى والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما الفرقان 67 ولحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في صحيح مسلم ونهى عن ثلاث قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال
الثالث والاربعون من شعب الايمان ترك الغل والحسد ونحوهما لقوله تعالى من شر حاسد إذا حسد الفلق 5 ولقوله تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله النساء 54 ولحديث انس رضي الله عنه في صحيح مسلم ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا وحديث انس بن مالك رضي الله عنه في صحيح البخاري لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان يصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
وبه أنبأنا البيهقي بإسناده عن الحسن في قوله تعالى ومن شر حاسد إذا حسد الفلق 5 قال هو اول ذنب كان في السماء وعن الاحنف بن قيس خمس هن كما اقول لا راحة لحسود ولا مروءة لكذوب ولا وفاء لملوك ولا حيلة لبخيل ولا سؤدد لسيء الخلق وعن الخليل بن احمد ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد له نفس دائم وعقل هائم وحزن لازم وعن بشر بن الحارث الحافي العداوة في القرابة والحسد في
الجيران والمنفعة في الاخوان وعن المبرد انه انشد ... عين الحسود عليك الدهر حارسة ... تبدي المساوئ والاحسان تخفيه ... يلقاك بالبشر يبديه مكاشرة ... والقلب منكتم فيه الذي فيه ... إن الحسود بلا جرم عداوته ... وليس يقبل عذرا في تجنيه ... الرابع والاربعون من شعب الايمان تحريم اعراض الناس وما يجب من ترك الوقيعة فيها لقوله تعالى إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة النور 19 وقوله تعالى إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة النور 23 وغير ذلك من الايات والاخبار الكثيرة وكحديث أبي هريرة في صحيح مسلم المسلم اخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث
مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم عى المسلم حرام دمه وماله وعرضه وحديث ابي ذر رضي الله عنه في الصحيح لا يرمي رجل رجلا بالفسق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك
الخامس والاربعون من شعب الايمان إخلاص العمل لله عزوجل وترك الرياء ولقوله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء البينة 5 وقوله تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب الشورى 20 وقوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون هود 15 16 وقوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا الكهف 110 ولحديث ابي هريرة في صحيح مسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملا اشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء وهو للذي اشرك
ولحديث جندب رضي الله عنه في الصحيحين من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به أنبأني البيهقي بإسناده ان ابا حمزة سئل عن الاخلاص فقال ما لا يحب ان يحمده عليه الا الله تعالى وعن سهل بن عبد الله لا يعرف الرياء الا مخلص ولا النفاق الا مؤمن ولا الجهل الا عالم ولا المعصية الا مطيع وعن الربيع بن خثيم كل ما لا يبتغي به وجه الله يضمحل
وعن الجنيد لو ان عبدا اتى بافتقار آدم وزهد عيسى وجهد ايوب وطاعة يحيى واستقامة ادريس وود الخليل وخلق الحبيب وكان في قلبه ذرة لغير الله فليس لل�
ساحة النقاش