🌸 عد إلى عالم الخلود
عندما تشعر بالغربة
و أنت بين خلايا جلدك .
و عيونهم تلك
ذات الأنياب الشرهة
تنهش أوصال حلمك
و تنتشي بلحظة وجعك ..
تنتابك رغبة في الهروب
في اختراق الجدران
و الانعتاق ..
و احتضان نفسك
و احتضان ذاك الشعاع
و ذاك الصوت العنيد
القادم من داخلك
أو من كوكب بعيد ..
خارج السقف و الجدار
خارج السجن و الحدود
من وراء الشمس و البحار ..
تنتابك رغبة في نزع جلدك
تنتابك رغبة في وأد جسدك
ذاك المصفّد المغلل
المقيد إلى أديم أرضك
بشتى أنواع الأصفاد و الأغلال بوثاق من حديد
بشتى أنواع القيود .
تنتابك رغبة في الهروب ..
تنتابك رغبة في الذوبان
في الإختفاء عن الوجود .
تنتابك رغبة في الانصهار
في الإنفلات من قبضة القيود .
أدمت معصمك القيود
تُوجَّهُ لك سهام الاتهام ..
بالخروج عن التقاليد
و الخروج عن المعهود
فتتقهقر و تعود ..
عد إلى زنزانتك
حيث لا عيون تتبعك
و لا جلاّد يجلدك
عد إليها بمحض إرادتك
ذاك أرحم بأرواح ذُبحت ..
عد إلى أصفادك و أغلالك
عد إلى أسر قيودك ..
عد إلى أحضان دفترك ..
اعزف له لحن الخلود
حدثه عما فعلوه بقلبك
حدثه عن جرحٍ بروحك
حدثه عن أعلى درجات وجعك
و عن حكايا القهر و الصمود
حدثه عن غربة الروح
بين أحضان الحبيب
ممزق حلمك
بين عدم و وجود
عد إلى أرجاء روحك
ستجد سكنا بلا حدود
و تجد ينبوع سلام
و فيها تجد شتات ذاتك
و فيها تجد
أسرار الخلود
مفيدة بن علي