ماجد أبوعرب

أخصائي تأهيل نفسي وتخاطب وصعوبات التعلم

authentication required

اضطرابات طلاقة الكلام
وتتميز بواحدة أو أكثر من الخصائص التالية:

(أ) التكرار والإعادة

(ب) إطالة الأصوات

(ج) التردد أو التوقف عن الكلام.

(د) الأصوات الاعتراضية الخاطئة.



أنواع اضطرابات طلاقة الكلام :

يرى كل من فان رايبر وإيركسونVan Riper& Erickson (1997) أن اضطراب الطلاقة ينحصر في مظهرين أساسيين هما : اللجلجة Stuttering ، والكلام السريع المفرط غير المفهوم Cluttering والذي يصعب أحيانا التمييز بينهما نظراً لذلك التداخل في بعض الأعراض، غير أن هناك فروقاً أساسية بين المظهرين يمكن بيانها على النحو التالي:

فأما السرعة الزائدة في الكلام فهو اضطراب يصيب طلاقة الكلام ، و الفرد الذي يعانى من السرعة الزائدة في الكلام، يتكلم بسرعة فائقة لدرجة تصل إلى حذف بعض المقاطع أو كل المقاطع تقريباً و بالتالي لا يتضح نطق هذه المقاطع، و يعتقد أن أساس هذا العيب الكلامي يرجع إلى وجود اختلال في مراكز اللغة يؤدى إلى ضغط الكلام لدرجة الخلط بين المقاطع و لدرجة أن المستمع قد يجد صعوبة في متابعة الكلام أو فهم ما يقال.

أما اللجلجة فهي اضطراب يؤثر على طريقة كلام الشخص ، حيث تظهر اللجلجة من خلال التطويل أو التكرار في الصوت أو المقطع ، وتظهر التطويلات على شكل مد للصوت أو المقطع. ومن أشكاله أيضاً التوقفات أو الانحباسات أثناء الكلام (عبد العزيز السرطاوي و وائل أبو جودة ، 2000) .

وتختلف السرعة الزائدة في الكلام عن اللجلجة بشكل ملحوظ، ويبدو هذا فيما يلي:

1-السرعة الزائدة في الكلام لا تسترعى انتباه الفرد مثل اللجلجة.

2-الفرد الذي يتكلم بسرعة زائدة لا يخشى مواقف الكلام.

3-قلة الارتباط بمواقف حدثت في الماضي.

4-لا يصاحبه انفعالات الخوف مثل اللجلجة.

5-اتفق الخبراء على الطبيعة الوراثية للسرعة الزائدة (سهير أمين ، 2002).

ونظراً لأن مشكلة اللجلجة أكثر انتشاراً من مشكلات الطلاقة الأخرى كمشكلة السرعة الزائدة في الكلام ؛ فسوف نعرض تشخيصها بشيء من التفصيل .


تشخيص اضطراب اللجلجة

تشير الشواهد السببية إلى أن أغلب أشكال عدم الطلاقة التي أشرنا إليها تلاحظ لدي المتحدثين الطبيعيين , فالكلام الطبيعي لا يعني الطلاقة التامة , ولا يوجد شخص طلق الكلام دائماً بنسبة 100% . وتظهر أشكال الطلاقة مثل كلمة أم , وتكرار الأصوات والعبارات في كلام أغلب الناس إن لم يكن كلهم , كما ينتشر التوقف في مدد متباينة خاصة لدي صغار الأطفال ممن لا تتقدم مهاراتهم اللغوية في النمو . ومن الممكن أن نلاحظ تكرار جزء من الكلمة أو تطويل الصوت في الكلام اليومي لدي أغلب المتحدثين , ولكن كيف يمكن تمييز المتلجلج عن المتحدث بطلاقة فيما يتعلق بغياب الطلاقة ؟ هناك العديد من الإجابات عن هذا السؤال. ولكن من المؤكد إلى حد كبير أن هناك ثلاثة أسس لتمييز المتلجلج عن غير المتلجلج ، هي :



الأساس الأول : تكرار اللجلجة

إن كل من المتحدثين بشكل طبيعي والمتلجلجين يختلفون في مقدار عدم الطلاقة , فالشخص الذي يتحدث بشكل طبيعي يكون أقل في اللجلجة ، ويعتمد هذا علي موقف التكلم والموضوع والمستمع ومقدار معلوماته عن الموضوع ... والعديد من العوامل الأخرى . فعندما يتكلم الشخص في موضوع يعرفه وفي ظروف مريحة , وعندما يكون المستمع متعاطف فإن المتحدث يكون أكثر طلاقة , ولكن عندما يكون الموضوع غير معروف أو أن هناك ظروفا مثيرة للضغط والمشقة النفسية , أو أن يكون المستمع غير متعاطف، أو أن يكون المتحدث متعباً فإنه يعاني أكثر من غياب الطلاقة .

والتباين الموجود في مقدار الطلاقة بين الأشخاص الطبيعيين موجود أيضاً بين المتلجلجين , فعدم الطلاقة لدي المتلجلجين تتقلب من يوم لآخر ، ومن موقف لآخر.

إن اللجلجة تظهر بنسبة 10% تقريباً في كلام من يعانون من اللجلجة (Bloodstein,O. 1987) . وبالتالي فإن نسبة الـ 10% من عدم الطلاقة شئ غير عادي وتعد هذه النسبة معياراً يتم في ضوئه تشخيص اللجلجة .

وبسبب صعوبة تحديد كيف يكون الأشخاص الطبيعيين لا يتكلمون بطلاقة في أحاديثهم تماماً ؟ ، وما هو أقل مستوي لعدم الطلاقة لتشخيص اللجلجة ؟ يحاول الخبراء تحديد كيف يستجيب المستمعون للمقادير المختلفة من عدم الطلاقة . وعندما يتسامح المجتمع وقدر محدود من عدم الطلاقة يصبح هذا القدر طبيعيا . وقد يُطلب من الأشخاص الطبيعيين الاستماع إلي عينات كلامية تشتمل علي قدر مختلف من عدم الطلاقة ويصدروا حكمهم علي هذا الكلام ما إذا كان طبيعياً أو غير طبيعي.

هذا النوع من الحكم من قبل المستمعين يشير بشكل عام إلي أنه قد تم تحديد الكلام بأنه يتسم بأنه غير طبيعي أو متلجلج عندما يبلغ حوالي 5% من الكلام المنطوق (Bloodstein,O. 1987) , وبالتالي فإن بعض المعالجين يستخدمون معيار الـ 5% من عدم الطلاقة لتمييز المتلجلجين من غير المتلجلجين وعند استخدام هذا المعيار يراعي المعالجون كل أنواع عدم الطلاقة التي تشتمل على المقاطع أو التقطيع وتكرار الكلمات والعدد الكلي للكلمات المقروءة أو المنطوقة , ومن خلال هاتين الطريقتين للقياس يمكن لأخصائي التخاطب معرفة نسبة أو معدل الطلاقة .


الأساس الثاني : أنواع اللجلجة

يري بعض المعالجين أنه من الضروري التمييز بين الأشخاص الطبيعيين و الأشخاصالمتلجلجين علي أساس نوع عدم الطلاقة وليس مقدارها , وعلى الرغم من أن كل أنواع عدم الطلاقة تظهر لدي المتحدثين الطبيعيين فإن هناك أشكالا من النادر حدوثها لديهم . فعلي سبيل المثال نجد أن تكرار جزء من الكلمة أو تطويل الصوت من الأشكال غير المتكرر حدوثها لدي الطبيعيين مثل التقطيع وتكرار الكلمات والعبارات . ومن ناحية أخري فإن أنواع عدم الطلاقة هذه تظهر قليلاً في كلام المتلجلجين . ولقد أوضح بعض الخبراء أن المتحدثين بطلاقة لا يجزءون الكلمات أو المقاطع ولكنهم يكررونها , أما المتلجلجين فيجزءون الكلمات والمقاطع الصغيرة , وهكذا تكون عدم الطلاقة لديهم غير طبيعية(Van Riper,C. 1982) . , ولذا فإن بعض المعالجين يشخصون اللجلجة علي أساس تكرار جزء الكلمة وتطويل الصوت .

وتشخيص اللجلجة علي أساس أشكال عدم الطلاقة ليس له معيار كمي , فوجود تكرار جزء من الكلمة أو تطويل الصوت يكفي لتشخيص اللجلجة وليس لعدم الطلاقة هنا أي معيار كمي مثل المعيار السابق ( 5% ). ويري معظم الخبراء أن تكرار جزء من الكلمة وتطويل الصوت أكثر ارتباطاً بالتوتر العضلي وبذل الجهد الشاق , وقد يظهر تكرار الكلام أو مقاطعه دون بذل مجهود أو توتر عضلي .

وفي الحقيقة يركز بعض المعالجين بقوة علي التوتر والمجاهدة في أشكال التنفس غير الطبيعي الذي يرتبط بأشكال محددة لعدم الطلاقة . ووفقاً لهذا فإن أي شكل لعدم الطلاقة يعد لجلجة إذا أنتج بجهد وشد عصبي , فعلي سبيل المثال عندما يقول الطفل ماذا ماذا ماذا تفعل , وعند تكراره لهذه الكلمة يعبس وجهه ويكون متوترا ويبذل مجهودا , هنا يعد ما يقوم به لجلجة .


الأساس الثالث : مدة اللجلجة

وهناك بعض المعالجين يشخصون اللجلجة علي أساس المدة التي يستغرقها الشخص في اللجلجة , وقد تكون عدم الطلاقة بسيطة لدرجة أن لا يدركها إلا الخبراء , وقد تكون طويلة لدرجة أن لا يخطئها أحد .

ووفقا لهذا فإن المتحدث يعد متلجلجاً إذا كانت مدة اللجلجة غير طبيعية, ويقوم أغلب المعالجين بتشخيص اللجلجة إذا استمرت لمدة ثانية (Ingham, 1975)

كما أن معيار المدة قد يشتمل أو لا يشتمل علي معيار التكرار , فعندما تكون المدة قصيرة جداً فالتكرار لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تشخيص اللجلجة , وعندما تكون المدة طويلة بشكل ملحوظ يمكن تجاهل تكرار اللجلجة, ويتم تشخيص اللجلجة عندما تكون المدة قليلة ويزيد تكرار اللجلجة ، أو عندما تكون المدة طويلة وينخفض التكرار .

المحكات المرتبطة بتشخيص اللجلجة :

بالإضافة إلي الأسس السابقة والخصائص والأنواع المحددة لعدم الطلاقة فإن هناك العديد من السلوكيات ذات الصلة تتميز بها اللجلجة , وكما لا حظنا سابقاً فإن السلوكيات الحركية ، واستجابات التجنب من الممكن أن تكون جزءاً من مشكلة اللجلجة، وقد أوضحها هيدج Hedge,M.( 1991) على النحو التالي :
(1) محك السلوكيات الحركية :

إن السلوكيات الحركية المرتبطة باللجلجة متعددة وتختلف بين المتلجلجين ويكون لدي الشخص أنماط خاصة من تلك السلوكيات الحركية , والتي يتم ملاحظتها علي وجه المتلجلج , فنجد أن أغلب الراشدين المتلجلجين يرمشون بأعينهم ويتحرك أنفهم وجبينهم وبعضهم يغلق عينيه بإحكام ، وبعضهم ترتعش شفتيه، وبعضهم يبقي فمه مفتوحاً عندما يحاول نطق كلمة تبدأ بحرف / ب /التي تستلزم أن تكون الشفتين مضمومتين , والبعض الآخر يفتح ويغلق فمه وهو لا ينتج أصوات . وبعض المتلجلجين يحكم غلق فكه الأعلى والأسفل لدرجة أن رأسه تهتز .

وقد ترتبط حركات اليد والقدم أيضاً باللجلجة. والعديد من هذه الفئة من المتلجلجين يأرجحون يديهم أو يمسكون بقوة في المائدة أو يقرصون أنفسهم بقوة .

ويمكن ملاحظة ظهور اضطرابات في التنفس لدي بعض المتلجلجين ففي بعض الأحيان يحاول الكلام وهو يزفر الهواء .

وعلى الرغم من ذلك فإن السلوكيات الحركية المرتبطة باللجلجة ليست مهمة ونحن بصدد تشخيصها , حيث أن هذه السلوكيات لا تظهر لدي جميع المتلجلجين , وليس بالضرورة أن ترتبط تلك السلوكيات بالعمر أو عدد السنوات التي يعاني فيها الشخص من اللجلجة , فالطفل الذي لا يتعدي عمره الخمس سنوات ، ولا يزيد تاريخ إصابته باللجلجة عن عدة شهور قليلة قد يظهر سلوكيات غريبة ، بينما الرجل الذي يبلغ من العمر خمسين عاماً ويبلغ تاريخه مع اللجلجة خمس وأربعين عاماً قد يظهر سلوكيات حركية بسيطة . وتظهر تلك السلوكيات الحركية أثناء إنتاج كلام غير طلق أو متوتر , وبالتالي فإن ارتباط هذه السلوكيات ليس ضرورياً لتشخيص اللجلجة ولكن من ناحية أخري المبالغة في الحركات والتوتر العضلي يجعل تشخيص اللجلجة أمر محقق .


(2) محك الانفعالات السلوكية وسلوكيات التجنب :

إن الطفل المتلجلج عادة ما يواجه استجابات مختلفة من الآخرين , فنجد بعض الوالدين ينتقدون الطفل علي عدم الطلاقة , ويحثونه علي الجد في استمرار الطلاقة , كما أن استجابات المضايقة والحملقة أو النظرة المليئة بالدهشة والاستغراب من قبل الغرباء من الممكن أن تعقد المشكلة لدي الطفل .

إن تكرار اللجلجة في كلمات أو مواقف محددة يؤدي في النهاية إلي تجنبها ويجد كل متلجلج أن هناك كلمات أكثر صعوبة من الأخرى , فقد يجد بعض المتلجلجين صعوبة في أن يقول كلمة مثل " كباب " , ويطلب طعام آخر لا يحبه بسبب عدم قدرته علي نطق تلك الكلمة . ومثال ذلك شاب يبلغ من العمر ثلاثٍ وعشرين عاماً كان يقوم بمقابلة المعلم قبل التسجيل في الفصل ويتأكد أنه لا توجد واجبات كثيرة وأنه يمكن استبدال المقابلة الكلامية بالكتابية .


(3) محك أسلوب التجنب والإحجام :

أحد الأساليب التي يستخدمها المتلجلجون أثناء الحديث هو اللف والدوران حول الكلمة التي يريدونها حتى يقولها الشخص المستمع ، وعندما يقولها المستمع يؤكدون عليها , ولقد أندهش أحد أخصائيي التخاطب عندما قال له أحد المتلجلجين وكان عمره 15 عاماً أن زوجة أبي ستأتي الآن فقال له أليست أمك قال نعم أمي . وكانت أم لبنتين تستخدم أسماء بناتها وتقول أبنتي الكبرى و أبنتي الصغرى فيقول من يعرفهما " مي " أم " مها " فتقول الأم مي . وكان أحد المتلجلجين يخطئ في شهر يونية ويولية فيقول سوف أقضي أول وثاني شهر بعد مايو في الغردقة .

ولقد أشارت التقارير إلى أن جميع المتلجلجين يعايشون انفعالات مؤلمة ترتبط باللجلجة , مثل هذه الانفعالات تصبح أقوي كلما كبر الطفل ، وارتباط اللجلجة بكلمات أو مواقف محددة يخلق قلق من هذه الكلمة أو تلك المواقف الكلامية , ويري المتخصصون أن هذا القلق هو السبب في سلوكيات الإحجام والتجنب .

ومن الممكن أن يتنبأ العديد من المتلجلجين بمقدار محدد من اللجلجة قبل أن يواجهوه , وعند القراءة الجهرية نجد المتلجلج ينظر نظرة سريعة في الموضوع لكي يجد إذا ما كانت هناك كلمات صعبة أم لا .


(4) محك ما يقوله المتلجلجون :

يصف المتلجلجون اللجلجة بأنها أحداث غير قادرين علي ضبطها , وهي عبارة عن شئ يحدث لهم ، وليسوا مسئولين كلياً عنه .

ويصف أحد الكتاب الأمريكيين نفسه – وكان يعاني من اللجلجة – فيقول كنت أحب التخيل وكانت اللجلجة غير ملحوظة ولا يشعر بها أحد غيري ، فكنت أشعر بأنها نافذة تفتح فجأة أمامي عندما أتكلم , إذ أشعر بعائق في حلقي ومما لاشك فيه كان بداخلي كلمات كثيرة ولكني غير قادر علي إخراجها كمرور سيارة الإسعاف أثناء ساعات الذروة والازدحام .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1415 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2011 بواسطة magedAboarb

ساحة النقاش

magedAboarb
أخصائي تأهيل نفسي وتخاطب بمجال رعاية ذوي الإحتياجات الخاصة »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

57,861