التدخل المبكر في مجال التوحد
مما لاشك فيه فإن الاهتمام بالتوحد أصبح ضرورة من ضروريات الحياة ،وذلك لانتشاره في عدد كبير من أطفال العالم وترجع الأهمية كذلك إلي غموض هذا المفهوم علي كثير من الناس بجميع طبقاتهم الاجتماعية والثقافية لأن التوحد من أكثر الاضطرابات والإعاقات غموضا.
ويرجع ذلك الغموض الي أن الطفل التوحدي لا تظهر عليه علامات الاعاقة كغيره من الأطفال الآخرين لأنه يتسم بالوسامة والمظهر الخارجي العادي ، وإنما الاضطراب الذي لديه تكون علاماته غريبة كالانطواء والرغبة في العزلة وضعف التواصل الادراكي والاجتماعي واللغوي والحركي ..
ان حالة التوحد ظلت مجهولة حتى تم اكتشافها من قبل عالمين نفسيين هما العالم ”كانر“ 1943 والعالم ”اسبيرجر“1944 فهما اللذين أطلقا علي هذه الحاله من السلوكيات التي تصيب الأطفال بحالة ”Autism التوحد
تاريخ المرض ومحاولة تعريفه :
1) محاولة ”كانر“1943
فقد عرف مرض التوحد من خلال مجموعة من الاطفال يتسموا بالانعزال ووجود خلل في سلوكهم .كما وجد أنهم يفضلون التعامل مع المجسمات والأشياء الملموسة علي التعامل مع الآخرين، كما لاحظ أيضا أنهم يتميزوا بتذكر الأحداث والأشياء المتوالية ولاحظ ان تلك الاطفال يتظاهروا وكأنهم
لا يستطيعوا الكلام وعندما يستخدموا الكلام يكون لشئ يريدونه .
2) محاولة ”اسبيرجر“ 1944
حيث أنه وجد أن بعض الأطفال يعانون من اضطراب في نمو التفاعل والتواصل الاجتماعي وأيضا وجد منهم من هو ذكائه طبيعي ومنهم فوق المعدل الطبيعي .
ولاحظ ان الحصيلة اللغوية عندهم جيدة ولكن استخدامهم للغة ليس بشكل سليم ،كما وجد ايضا أنهم يعانون من صعوبة في التوافق الحركي البدني .
ويشعر هؤلاء الأطفال بانزعاج لأسباب غير واضحة ينتج عن ذلك تفضيلهم للانعزال لأنهم يدركون الفرق وبين الأسوياء .
ساحة النقاش