جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ما من قضية
—————
أمتدت عروق النخيل بين خطوط الضوء ،
زاد في عشقه الظمأ ،
كلّم المطر ذات مرة عن رحلةٍ لن تطول السفر مع حقيبة الملح ،
لم يجب له عذرا ، خفت جناحات الرطب ،
طار مع العصافير ينقر خدود القمح ،
كي يشبع من خيالات الحنين ،
لا خيار أمام التحليق ،
ألا تراها فزاعة الخوف تكمن خلف سعف الغروب ،
يغني المنجل مع صيحات الفجر المبحوحة ،
دخان القطار يعانده الرّيح عند بوابة المدينة ،
لا يدخلها الداخلون ،
إلا الرافضون دخول أقواس القهر المبني من عظام الحروب ،
توجعُ الردة في مواسم الفعل كأنه نصف حديث على متن صحيفة محلية ،
غيمة لن تذوب تحت أقدام السماء ، ولا يكترث الضباب لألسنة الشمس ،
عاشرت عند رحيل زوجها المقاتل أشباح الأطياف دون وسائد الأرق ،
هو الليل أنجب لحنَ غناء الروح وهو أيضاً أنجب دمعةَ غصة اللوعةِ ،
يا أيتها العتبة التائه في سلالم الإرتقاء ،
يا أيها العجب في أروقة العدل ،
يحمل النّهار من كلّ زوجين أثنين أحدهما أبكم والآخر أصم يتحدثان طويلاً عن فصل من فصول السنابل حينما تدنت رقابها دون ساعات العجاف ، مناشير الصوت تبرر العويل ،
حفنة من صفيرٍ بيد صبي يلهث وراء عيوب لعبته الجائرة ،
أنهم يسلخون جلدَ القلم تحت مرأى ومسمع السبورة الشاخصة على صدر الجدار ، لأجله الصيف يمزق حرارته والشتاء يحرق الصقيع ،
الحاضر يخنقُ الماضي بأوتارٍ صوتية ،
كل شيء تمام ، فالسفينة الورقية تستدل على الدليل ،
كان ينحتون لزعيمهم زعيقاً يشبه الطلقة الرحيمة التي أغتالت خريطة النهر ، ولم يدرك ذلك الزمان قبل أن تغفو شهرزاد في عيون شهريار تفتش بين الضلوع عن نبضة متروكة في جيوب الموت الأنفية كي تتنفس الطينَ بكل حرية وإنسيابية ، تلك مصيبة خسوف الظلّ إذا حلّ بنيران الشموع لن يعطِ للحب عطراً ولا للعاطفة لمسة يقين ، الحرف النازل من لسان الموج ليس له دور إلا الجماد فوق الشطآن ، البحر هنا يرتق ثيابه بمحارات منسية ، بينما خوابي العطش تمكث دائماً في عتمة الأقبية ،
الرمال يتبعه الغاوون ،
أنتهت القضية !!…
—————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١-١١-٢٠١٨
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية