جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أمٌ سومرية..
تلك النّخلة الرابِضة على منْحر الشّمس والغريبة بين أشلاء البحر تزدَريها نشْوة الذبّاحين فكل أورِدتها مقطَّعة، تمد اليهم سلال الخير والبيادر من أحشاءِها المُتّرعة، ويشخبُ منها الخمر المعتَّق في كؤوس الجّحود، كأُمٌ سومرية ترعى الاهوار والقصب والطيور المهاجرة، يملأُ قلبها سرور المشاحِيف وهي عابقة بعطرِ الأسماك والشِباك السارحة في أوديةِ الزنابق
الضاحكة، وعند نشيج الفجر ونواح الفلامنكو يصهل في عنفوانها اليباب الموحش فلا ظلٌ ولاقمرُ، ونضارة قد غادرتها بلا وداع تلتمس الرِفق من ذبّاحيها فلا يرفقون.
رسول مهدي الحلو
العراق
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية