ويروي والد الضحية تفاصيل الواقعة قائلا: ابنتي هي التي طلبت بنفسها من والدتها إجراء عملية ختان مثل بنات عمها، واضطررت للموافقة لكنني أرجأت الأمر لحين تدبير نفقات العملية لأن ظروفي المادية صعبة وبعد شهرين حدد الطبيب الموعد.
ويضيف الأب: ذهبت مع زوجتي وابنتي يوم الخميس إلي الطبيب في قرية «أبوحمر» التي تبعد عن «منشأة اليعقوبية» ٢ كيلو متر، وقطعت المسافة سيرا علي الأقدام، وكانت كريمة في صحة جيدة وبعد وصولنا طلب الطبيب شراء بعض الأدوية من صيدلية مجاورة، ولما عدت فوجئت أنه أجري العملية ولاحظت أن البنت في غيبوبة بينما كان الطبيب يحاول إسعافها بالمحاليل والتنفس الصناعي فطلب منا الذهاب لإحضار أدوية أخري، وفاجأنا الطبيب بعد ذلك بقوله إن كريمة ماتت.
ويكمل الأب: لم أصدق ما قاله وصرخت، لكنه حاول تهدئتي وقال لي إن كريمة تعرضت لحالة تسمم، بدليل أن الرغاوي كانت تخرج من فمها أثناء الختان، ونصحني بإحضار سيارة لنقل الجثة دون شوشرة حتي لا ينتشر الخبر ويتم تشريح جثتها، كما طلب مني عدم إبلاغ أحد بما حدث.
وطار الخبر إلي البلدة، وكان من الممكن أن تتم عملية الدفن دون اكتشاف الواقعة، لكن عبداللطيف شريف رئيس الوحدة المحلية في قرية «بريما»، اتصل بالطبيب، فزعم له أن كريمة توفيت بسبب البنج والتخدير، فبادر عبداللطيف بإبلاغ الشرطة كما سارع الدكتور علي جمعة مدير الإدارة الصحية في بسيون بإبلاغ نيابة بسيون العامة، التي استمعت لأقوال الشهود واستدعت الطبيب وطالبت الطب الشرعي بإعداد تقرير حول الواقعة.
وكشفت اللجنة المشكلة من مديرية الصحة في الغربية برئاسة الدكتور عبده خاطر أن الطبيب المتهم سبق له إجراء عمليات ختان أخري لبنات القرية منها عمليتان لشقيقتين تدعيان صابرين «١١ سنة» وليلي ١٣ سنة فضلا عن قيامه بإجراء عمليتين أخريين لبنات عم الطفلة المتوفاة منذ ٢٠ يوما، وهما جهاد عبدالسلام مسعود «١١ سنة» ونورهان ١٣ سنة.
وذكر الدكتور السيد الحسيني وكيل وزارة الصحة في الغربية أنه تم إغلاق عيادة الطبيب المتهم وسحب ترخيص مزاولة المهنة الخاص به لوقوعه في خطأ مهني جسيم بإجراء عملية ختان كما تم إبلاغ الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة وجميع الجهات المسؤولة بالواقعة.
ساحة النقاش