كيف الحال..؟

عفاف التويم

 

الأخوة أسمى وأعلى العلاقات الإنسانية وهي تاج مذهّب على رأسها ويزدان هذا التاج جمالاً ورونقاً ونوراً وبهاءً إذا رصع بماس المحبة في الله تعالى.

علاقاتنا هذه الأيام أثخنتها سيوف المجاملة ورماح المصالح، أصبحت المجاملة والمصلحة والرغبات الشخصية أساساً هشاً لكثير من الصداقات.

أصبحنا نطمح إلى أعلى الأماكن والمراكز في المجتمع على أكتاف غيرنا فلا يصاحب (بعضنا) أحداً ولا يلين له ولا يهديه إلا إذا رُجي عنده تيسير مصلحة وإذا عدمت قذفه بما في يده في وجهه وسبه بأفظع وأقذى الشتائم.

لماذا؟ لأن قاعدة "لا تحب الرجل إلا لله ولا تبغضه إلا لله" قد ماتت في بعض شرائح مجتمعنا.

مقياس الناس في هذا الزمان اختلف فأصبح الغنى والفقر مقياساً, أصبحت الملابس والحلي و(الغتر) مقياساً فلا تصافح أحداً إلا وتشاغل بالنظر إلى ما تضعه على جسدك أكثر من السؤال عن حالك!

فنظرة الإكبار والإجلال والاحترام توهب لمن يلبس ملابس أنيقة حتى وإن كان من أجهل الناس وأضلهم عن سواء الصراط.

ولا تسأل عن نظرات الازدراء لمن يلبس ثوباً متواضعاً ونعلاً متواضعة وإن كان من أعقل الناس وأقربهم إلى ربه وسنة نبيه علماً وخلقاً وسمتاً.

خيوط الجاهلية السوداء مازالت معششة في عقولنا..

أين ميزان الصلاح الذي لا يمكن أن يبخس أحد قدراً؟

أما إذا اجتمعت زخارف الدنيا لأحد فلا تسأل عن نظرات الكبر والغرور التي يصرفها لكل أحد, فقد التغى التواضع من حساباته، أما الإحسان للناس فليس منهجاً له ولا لأمثاله؛ فأنّا لهم أن ينالوا رضا ربهم؟ أََوَلا يشفق على نفسه يوم القيامة؟ أنّا له النجاة من بين أقدام الناس في عرصات القيامة؟!

أنّا له النجاة من ذلك اليوم وقد  أسخط ربه؟!

عجباً لعقولنا تكيل الأمور بمكيالين وترجو أن تسلم من تطفيف وبخس.


  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 424 مشاهدة
نشرت فى 15 أغسطس 2007 بواسطة madaa22

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

33,534