تواجه صناعة تسمين كبد الإوز والبط شبح الإغلاق بعد أن قررت المحكمة الإسرائيلية العليا حظر عمليات التغذية القسرية لهذه الطيور. فبعد عقد من الصراع بين المحاكم من جانب والكنيست الإسرائيلي من جانب آخر، اتفقت المحكمة العليا مع نشطاء معارضين لعمليات التغذية الإجبارية للطيور باعتبارها نوع من الوحشية. ويوجد بإسرائيل ثالث أكبر صناعة لتسمين كبد الإوز والبط بعد فرنسا والمجر، وتصل قيمة هذه الصناعة في إسرائيل إلى 25 مليون دولار سنويا وهذا الحظر قد يكبد ستمائة من العمال والمزارعين في 150 مزرعة أعمالهم. وإذا أرادت هذه الصناعة تجنب الإغلاق فان عليها اللجوء إلى وسائل غير إجبارية لإطعام الطيور، حيث أن الإفراط في تغذيتها يؤدي إلى نمو كبدها بشكل غير عادي بشكل يمكن من الحصول على المادة الخام لعجينة كبد الإوز والبط. تاريخ ويقول التاريخ إن تكبير كبد الإوز صناعة لها جذور شرق أوسطية تعود لأيام الفراعنة قبل 5000 عام. كما أنها كانت جزءا من التراث اليهودي في الألفية الأولى، وحمل اليهود معهم هذه العادة إلى الشتات في أوروبا. وأول إشارة عن نشاط اليهود بهذا الشأن وردت في القرن الحادي عشر في تعليق أطلقه أحد دارسي الدين اليهودي ينتقد فيه إخوانه اليهود لأنهم يجعلون الطيور تعاني. وقد أحيا الإسرائيليون هذه الصناعة في الأربعينيات والخمسينيات. وتنتظر هيئة البيض والدواجن الإسرائيلية لترى ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيجد مخرجا لهذه المشكلة حيث يوجد به معارضة مماثلة لهذه الصناعة وخاصة وأن فرنسا أكبر منتج في العالم لعجينة كبد الاوز والبط عضو في الاتحاد. رأي عام ويرى النشطاء أن الحكم القضائي بحظر تسمين الإوز والبط يضع نهاية لنوع من الوحشية في التعامل مع هذه الطيور. وكانت "نواه"، وهي منظمة الدفاع عن حقوق الحيوانات في إسرائيل، المحرك الرئيسي لهذه القضية. ويقول الدكتور أندريه منشاه، العضو في "نواه" والجراح البيطري: "إن هذا الحكم القضائي يؤكد على أن أي وسيلة بديلة يجب ألا تكون مؤذية بالطيور". وقال الدكتور منشاه إن "نواه" فازت بالقضية بعرضها نتائج تشريح الطيور التي تعرضت للتغذية القسرية وقد أظهر التشريح حجم الدمار الذي أصاب جهازها الهضمي وحلوقها وأعضاءها الأخرى. كما أن "نواه" عملت على جذب تأييد الرأي العام من خلال نشر صور إيضاحية في الصحف. ويقول الدكتور منشاه إن القضاة يقرأون هم أيضا الصحف.