كتاب جديد في فكرته، غزير في معلوماته، بسيط في لغته، هو ذلك الكتاب الذي يصدر عن السلسلة الطبية لـ"كتاب اليوم" في منتصف شهر يوليو 2010، للدكتور محمد عبد الباقي فهمي، والذي يحمل اسم "حكايات الأطفال في غرف العمليات".

 ويرصد الكتاب حالة الأطفال عندما يوضعوا تحت رحمة الجراح في مختلف أفرع الطب.. كيف تتعامل المشارط والمقصات مع البراءة والتلقائية، وكيف يستطيع الطبيب الماهر أن يهوّن على الطفل وعلى ذويه تجربة الدخول إلى غرفة العمليات في هذه السن الصغيرة.

 ووجد مؤلف الكتاب أستاذ جراحة الأطفال وزميل كلية الجراحين الملكية، فكرة جديدة وفريدة في كتابه، عندما اختار الحديث عن تجربته وتجارب زملائه في مجال جراحة الأطفال، ليخرج لنا بهذا الكتاب، حيث يؤكد أنه قابل خلال ما يزيد على ربع قرن نماذج مختلفة من الأطفال، يحتاجون إلى فلسفة خاصة للتعامل معهم.

 ويضيف د. فهمي: "الطفل يحتاج إلى معاملة خاصة، والطفل المريض يحتاج إلى جهد مضاعف للتعامل معه ومع أسرته، والمتتبع المدقق للطفل يستطيع أن يميز بين صرخة وأخرى، وأن يحدد شخصية كل طفل وتباينها عن غيرها، كما يستطيع أن يقرأ الكثير في عيون حتى الرضيع.. لقد شاءت إرادة الله أن يتعرض هؤلاء الذين عشت أغلب عمري بينهم لأمراض متنوعة، استدعت في الغالب إجراء تدخل جراحي لهم وهو مازالوا أعوادًا طرية، وبعضهم قد ولد بعيوب خلقية كان لا بد من محاولة علاجها، والبعض الآخر يعاني من أمراض مكتسبة في هذه السن الغضة". 

ويتناول الكتاب خلفية تاريخية عن جراحات الأطفال، وعلاقة الطفل بطبيبه المعالج، ودور الأخير في أن تكون هذه العلاقة علاقة حب قبل أن تكون علاقة خوف، ثم يتطرق د. فهمي إلى مختلف الجراحات التي يمكن أن تجرى لأطفال في أعمار متباينة، والمواقف الحرجة التي يقع بها الأطباء، ولم ينسَ أن يطعّم الكتاب ببعض الطرائف التي واجهها في مشواره المهني. ومن جانبها، تقول الكاتبة والأديبة نوال مصطفى رئيس تحرير "كتاب اليوم" إن هذا العدد من السلسلة الطبية كتاب عن فلذات أكبادنا الأطفال، والعمليات الجراحية التي تجرى لهم في هذه السن الصغيرة، والتي قد تكون سنًا لا يستطيع فيها الطفل التعبير عن ألمه بشكل محدد، ويكتفي بصرخاته فقط للتعبير عما يعانيه. 

وتضيف: "حتى لو كان الطفل قد تعلم الكلام والنطق، فإن المشكلة تبقى في كيفية تعبير الطفل عن نفسه، وكيفية تعامل الطبيب مع هذه العقلية التي لا تعي ما المرض وما خطورته، وأيضًا كيف يتعامل مع صرخات الطفل وتشنجاته وبكائه.. كيف يروّض هذا الكائن الصغير ويصبح صديقًا له، خاصة أنه يدخل في مجال من أخطر المجالات الطبية هو الجراحة".

 

المصدر: دار أخبار اليوم

التحميلات المرفقة

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 25 فبراير 2011 بواسطة mabfahmy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,090