authentication required

 

I تطاوين : تاريخية المكان

1 - أصل التسمية و الخصائص العامّة للمكان :

تطاوين أو تطاون (بكسر التاء) لفظة بربرية تعني العيون الجارية. وجاء في الرواية الشفوية أن المكان الذي أحدثت فيه قرية تطاوين باسم عيون جارية يسمّيها سكان المنطقة إلى اليوم بلفظ "الشّريعة "  وهي أحد روافد وادي تطاوين الذي يتميز باتساع مجراه المنساب عند قدمي الجبل الأبيض منحدرا من جبال الدويرات ومتجها نحو وادي فسّي" حتى أن المنطقة نعتت باسمه " . و يسمى هذا الموقع أيضا بفم تطاوين إشارة إلى ثغرة فسيحة بين جبلين بسلسلة الجبل الأبيض  تقع عند مدخل تطاوين من الجهة الشمالية الغربية و هي تمثل نقطة عبور لكل قادم نحو منطقة تطاوين . أما من الناحية الجنوبية فان هذا الفم ينتهي بمضيق في شكل عنق يسمى محليّا "بالرقبة" . وهو يربط المنطقة بسهل الفرش و من خلاله تتصل بمرتفعات جبل دمّر و الصحراء.

 

ولا شك أن للوفرة النسبية لنقاط الماء بهذا المكان هيأه ليكون واحة يانعة بنخيلها تربعت داخل سهل الجفارة بين مجموعة من القرى البربرية المنتصبة على قمم الجبل الأبيض ( تازغدنت ، بني بركة ،قطوفة ،سدرة...) و جبل دمّر( غمراسن ، شنيني ، الدويرات ، قرماسة ) وهوما أكسبها أهمية إستراتجية لدى مواكب الحجاج وقوافل التجار.

ورغم قلة المصادر التي ذكرت هذه الواحة فقد وجدت إشارة لها لدى أحمد بن سعيد الشّماخي في كتابه "السير" عند حديثه عن الاباضي عبد الوهاب بن رستم في حوالي القرن 9 ميلادي إذ قال " و لما تمكن من الخلافة و انقطعت مادة الفساد و الفتنة و هدأت الأوطان و أراد الحج فارتحل حتى نزل جبل دمّر وله مسجد مشهور يعرف بمسجد عبد الوهاب و له في تطاوين مصلى غير مسقف وكنت أتيته في موعد بيني و بين بعض المخالفين ،فطلبت من أهل البلاد فسقّفوه" .وهو دليل يؤكد أن تطاوين كانت تقع على طريق ركب الحجيج، إذ كان الحجاج القادمين من المغرب بالاتجاه البقاع المقدسة يتخذونها مرفأ للاستراحة و التزود بالماء .

كما ذكرها بعض الرحالة الفرنسيين الذين زاروا الجنوب التونسي في أوائل القرن العشرين مثل بلوندال blondel الذي زار المنطقة حوالي سنة 1903 قائلا " واحة هامة لا تختلف عن الواحات الأخرى ، لكنها أقل خضرة و استغلالا من واحة قابس ، إلا أن لطف مناخها وجمال نخيلها الذي تنطلق جذوعه نحو السماء مخترقا الرمال وعينها الجارية الواقعة على أطرافها ، منحت المكان ظروفا ملائمة للراحة و التأمّل "أما إميل ماكار  Emile Macquart الذي زار المنطقة حوالي 1905 فقد ذكر في دراسة له حول سكان الغيران بأقصى الجنوب التونسي ما يلي " بعد مرورنا بحضيض الوادي في طرق ملتوية بين قمم الجبال حتى قمتي جبل بوقرنين اللتان تحاكيان ذروة الناقة . وجدنا فجأة على يسارنا واحة بائسة، طمرتها الرمال وهي خالية من كل شواهد التهيئة و الاستغلال إلا من بعض أشجار النخيل ذات الجذوع النحيفة المبعثرة هنا و هناك ، و تتوسطها عينا ماء صغيرة تعفنت مياهها بسبب ضعف صبيبها فعمّرها " شعب" من الضفادع بينما نلاحظ في أطراف هذه الواحة حدائق جميلة من خلق مكتب الشؤون الأهلية بالمكان "وبغض النظر عن النزعة الاستعمارية الواضحة في هذه الشهادات التي تحاول التركيز على انجازات ضباط الشؤون الأهلية بالمنطقة فإنها تؤكد وجود بقايا واحة بفم تطاوين في مطلع القرن العشرين .

ما اتفقت الدراسات على أن واحة تطاوين بموقعها داخل سهل الجفارة كانت تمثل إحدى المحطات الواقعة على مسالك القوافل التجارية التي تربط بلاد السودان بالسواحل المتوسطية عبر غدامس و مرور ا ببئر قصيرة أو بئر الطويل داخل هضبة الظاهر ثم الجبل الأبيض عبر ممر البريقا للوصول إلى قابس في ظرف وجيز لا يتجاوز15 يوما وقد كانت المواد الأساسية و المربحة لهذه التجارة إلى حدود منتصف القرن التاسع عشر الاتجار بالعبيد إلى جانب مواد أخرى ذات قيمة عالية لندرتها كالتبر و ريش النعام وجلد الفيلالي مقابل ما يستورده هؤلاء التجار من منتوجات أوربية تدفقت إلى الجنوب التونسي عبر موانئه (قابس وجربة) كالأسلحة و البارود والورق والملابس و العطور....ولضمان مرورها بسلام نحو سهل الجفارة كانت هذه القوافل تقف عند واحة تطاوين للتزود بالماء والاستظلال بنخيلها و خاصة للاحتماء بقبائلها ،الذين تخصصوا في خفر القوافل مقابل ضريبة العادة .

ولئن استغلت هذه الواحة الظليلة كمرفأ و محطة عبور لمواكب الحجيج و القوافل التجارية  فقد كانت أيضا نقطة ارتباط و مركز أراضي قبيلة الودارنة البدوية و هو ما سنوضحه في العنصر الموالي .

2 - تطاوين :مركز وطن الودارنة

كانت واحة تطاوين أو فم تطاوين قاعدة مجالات قبائل الودارنة أو "وطن الودارنة" حسب ما أوردته المصادر الاستعمارية.تعتبر قبيلة الودارنة وهي فرع من فروع كنفدرالية ورغمة مجمعا لجملة من القبائل البدوية ذات الأصول العربية و هي على الأرجح تتفرع بدورها إلى ثلاثة أقسام كبرى هي أولاد سليم وأولاد عبد الحميد و الجليدات.

كان استقرارها بالمنطقة على إثر موجتين هجريتين، الأولى خلال القرن الحادي عشر والثانية خلال القرن السادس عشر ميلادي. فمنذ القرن الحادي عشر ميلادي عرف الجنوب التونسي هجرة مكثفة من عرب بني هلال وبني سليم قادمين من جنوب مصر نحو الشمال الإفريقي فكان سهل الجفارة مستقرا لبعضهم ومحطّة عبور لمن أراد منهم مواصلة طريقه إلى شمال البلاد و إلى الغرب الأقصى . إلا أن جزء من هذه القبائل خير حط الرحال بالجهة مما أدى إلى قلب معالم التركيبة البشريّة السائدة بتفعيل دور العرب الذين ساهموا في انتشار البداوة بينما فرّ السكان الأصليون من البربر إلى أعالي الجبال واطمئنوا فيها داخل حصون وقلاع.

أما الهجرة الثانية فكان مأتاها من الساقية الحمراء جنوب المغرب الأقصى حسب ما نحتته الأسطورة التي احتفظت بها ذاكرة الأهالي و دوّنتها بعض الدراسات باعتبارها شكلا من أشكال المحافظة على الماضي وصيغة من صيغ استحضاره . تذكر هذه الأسطورة أن جذور قبائل الودارنة تعود إلى السّاقية الحمراء(جنوب المغرب الأقصى) . إذ أن الشّريف الإدريسي موسى بن عبد الله قدم صحبة ستّة من أخوته في منتصف القرن السادس عشر واستقرّ قرب قلعة حمدون ( على جبل غمراسن اليوم)، وشرع في إعادة نشر الدين الإسلامي بالمنطقة متعللا بنسبه الشريف الذي يرتقي إلى الأشراف الحسينيين وهو ما اكسبه ثقة أهالي قلعة حمدون والمجموعات القريبة منها الذين أصبحوا أوّل أشياعه فوحّدهم داخل كنفدرالية ورغمّة. و اثر وفاة الشّريف الإدريسي في نهاية القرن السّادس عشر انفصمت وحدة ورغمّة وانفرد كل من الأخوة الستّة بمجموعة قبليّة اتّخذت اسمه واختارته راعيا لها ومنها قبيلة الودارنة نسبة إلى الودرني الذي" ودّره إخوته بالقبلة" أي أبعدوه إلى الجنوب . وتقول الأسطورة أيضا أن الودارنة في طريقهم إلى سهل الجفارة واجهوا أولاد يعقوب الذين كانوا مستوطنين بواحة تطاوين وتمكنوا من إجلائهم نحو هضبة الظاهر و استغلوا المكان لصالحهم و من المرجح أن أولاد يعقوب هم أول المستغلين لواحة تطاوين و أول من مارس بها غراسة النخيل و لقد فرضت الظروف المناخية القاسية المتميزة بندرة الأمطار وامتداد الصحراء على قبائل الودارنة تبني نمط إنتاج نصف رعوي يتقاسمه هاجس البحث عن المرعى و الأراضي الصالحة للحراثة  طيلة دورة رعويّة وزراعية تمتدّ على سنة كاملة وهي تنطلق بنزول أوّل أمطار الخريف حيث تنطلق عمليات البذر و البحث عن المرعى داخل مسارح واسعة من الأراضي ، تقع ضمن مجالات نفوذها الموروثة في سهل الجفارة بين وادي فسّي وغربي خوي المقيطع. و تتوج هذه الدورة في شهر ماي بنهاية موسم الحصاد وعودة الأسر لقضاء مصيفهم قرب قصورهم حيث ينكبّون على تخزين حبوبهم والعناية بحقولهم. لذلك كانت مواردهم الحياتية هشة إذ ارتبط وجودها أو عدمه بكمّيات الأمطار النازلة، فاقتصرت على بعض الموارد الحيوانية كاللحوم والألبان و الصوف .

وقد دفعتهم هذه الوضعية القلقة إلى الدخول في علاقات تبعية متبادلة مع سكان القرى البربرية المتاخمة لهم في إطار ما سمي بعقود" الصحبة" . فقد كانت تربط البيوت الودرنية الكبرى من أولاد دباب و أولاد شهيدة و الحميدية و الزرقان و العمارنة و جبالية الشريط الجبلي ( جبلي دمر و الجبل الأبيض ) عقود حمائية ذات صبغة اقتصادية تجمع بين كل حامي عربي و جبالي محمي .كناية عن نوع من التكامل بين الجبالية و أصناف البدو الودارنة .

ويبدو أن واحة تطاوين بموقعها داخل سهل الجفارة ومميزاتها الطبيعية كنقطة ماء كانت تمثل مجالا حيويا للودارنة وهو ما تؤكده بعض الروايات الشفوية التي تداولها أهالي المنطقة كقولهم أن الأرض التي بني عليها سوق القرية  كانت " مقيل معيز الدغاغرة ". و بغضّ النظر عن صحة هذا القول أو عدمه فمن المرجح أن الرعاة كانوا يسوقون قطعان مواشيهم نحو هذه الواحة للقيام بعملية السّقي من عيونها والاستظلال تحت نخيلها. فما هو مصير هذه الواحة بعد الاحتلال الفرنسي للبلاد؟ .

II- صيرورة إخضاع المكان و مراقبته :

1 - مراحل الحضور الاستعماري بالمنطقة:

مثّل فم تطاوين آخر نقطة في مسار احتلال البلاد التونسية فبعد الفراغ من إخضاع مدن الشمال و الوسط الثائرة بموجب معاهدة الحماية المفروضة على البلاد التونسية في 12 ماي 1881 انكبت القوات الفرنسية على دراسة سبل احتلال الجنوب التونسي و الوصول إلى التخوم طرابلسية- التونسية حيث ترابط فلول القبائل المهاجرة من شمال البلاد و وسطها و هو ما عبر عنه صراحة   أحد التقارير في قولها " فم تطاوين يمثل النقطة الأخيرة التي من الايجابي احتلالها عند توفر قوات عسكرية كافية لأننا سنكون بذلك على أبواب وطن الودارنة وسنتمكن من قطع الطريق أمام قبائل الشمال الفارة إلى البلاد الليبية الطرابلسية بالتواجد على مشارف هضبة الظاهر و مراقبة حوض وادي فسّي ".

ولئن أكد هذا التقرير على الأهمية الإستراتجية لفم تطاوين "وطن الودارنة" في صيرورة إخضاع قبائل الجنوب الشرقي التونسي إلا أننا لا يمكن بأي حال أن نفصل مصيره عن بقية عروش ورغمة التي استنفرت القوات الفرنسية كل إمكانياتها لإخضاعها و كسر شوكتها . لذلك قررت إخضاع وطن ورغمة ومنه النفاذ إلى وطن الودارنة .

لقد أنجزت هذه المهمة على اثر حملتين عسكريتين كانت الأولى بقيادة الجنرالين فيليبار و جامي دامت من مارس إلى جويلية 1882 و الثانية بقيادة الجنرال لاروك التي استغرقت من أواخر 1882 إلى فيفري 1883  استهدفت الحملة الأولى سكان القرى الجبلية على التخوم الشمالية لوطن الودارنة  وذلك بهدف السيطرة على نقاط اصطيافهم قبل موسم الحصاد ومنعهم من تخزين محاصيلهم وبالتالي إحداث عجز غذائي لديهم ييسّر عمليّة إخضاعهم.إلا أن تفطن السكان إلى خطورة الوضع جعلهم يفضلون الانسحاب وخلق فراغ كامل أمام القوات الفرنسية. الذين لم يبق أمامهم إلا اللجوء لسياسة الأرض المحروقة للمنطقة بإتلاف المحاصيل وحرقها ، مما أرغم بعض القبائل من الجباليّة (غمراسن، بني بركة، قرماسة، وشنيني،...) على طلب الأمان بين 19 و21 أفريل 1882.غير أن الأمور لم تقف عند هذا الحد فقد أمر فليبار بالتوجّه لإخضاع الودارنة بينما وجّه فيلق جامي إلى قبائل التوازين المخيّمين بالحوض السّفلي لوادي فسّي. وبسرعة تمكن فيليبار يوم 9 ماي 1882من دخول واحة تطاوين أقام معسكره الأمر الذي هدد أمن القرى الجبليّة القريبة. فأسرعت في طلب الأمان مرة ثانية. إلا أن هذه الحملة انتهت بحلول فصل الصيف إذ انسحبت الفيالق بسبب قساوة المناخ لتعود مرة ثانية في ديسمبر 1882 بقيادة الجنرال لاروك.

انطلقت الحملة الثانية في 12 جانفي 1883في شكل عمليات عسكرية واسعة ضد قبائل التوازين و الودارنة الذين رأوا في انسحاب القوات الفرنسية علامة عجز و ضعف فاستأنفوا عمليات الإغارة على القبائل الخاضعة . وقد نتج عن هذه العمليات توافد القبائل المستقرّة طالبة الأمان بينما فضّلت القبائل البدويّة الكبرى الفرار إلى الصحراء  إلاّ أن سرعة تحرّك هذا الفيلق وتطوّر الآلة العسكرية التي يملكها مكّنته من إدراكهم في قصر تاملست،فقدم أعيان هذه القبيلة و على رأسهم شيخهم سالم بوعجيلة مستسلمين وقبلوا ضريبة الحرب التي فرضت عليهم . ثمّ واصل الفيلق تحرّكاته نحو قبيلة الكراشوة التي أخضعها واقتطع منها عديد الغنائم ليعود من جديد إلى قابس تاركا في معسكر أم التّمر كتيبة بقيادة الجنرال روبيلي Rebillet إلاّ أن غياب أي حدود واضحة بين الايالتين ( الطرابلسية و التونسية) دفع بالقوات الفرنسيّة إلى تأجيل التدخّل المباشر بأراضي الودارنة وذلك تحسّبا لأي مشاحنات حدوديّة يكون لها أبعاد دولية، وخيّرت الحلّ المحلّي,المتمثّل في مخزنة قبيلة الودارنة بمقتضى أمر صادر في 15 أكتوبر 1884 .مقابل إعفاء أفرادها من دفع ضريبة المجبى.إلا أن فشل هذه التجربة تدرج بالمنطقة نحو الحضور العسكري المباشر.

2- تركيز مقر الإدارة العسكرية بفم تطاوين:

لقد أدى فشل تجربة قبائل المخزن في أواخر سنة 1886 إلى تعدّد المشاورات بين وزارة الخارجية ووزارة أركان الحرب حول إعادة احتلال وتنظيم أقصى الجنوب التونسي. ففي جانفي 1887 توصّلت هذه المفاوضات إلى قرار يقضي بضرورة إقرار مراكز للإدارة العسكرية المباشرة بالمناطق الحدودية بأقصى الجنوب التّونسي. وتكوين جهاز للمخزن النظامي يسهر على استتباب الأمن بها . و في أواخر 1887 اتفق على تعيين الضابط لابان lapaine لخطة ضابط للاستعلامات يكون مقره بقرية الدويرات. فأمر بمغادرة قاعدة أم التمر مع فرقة من الجيش إلى فم تطاوين أين ركز ثكنة تحت إشراف فرقة من المشاة و فيلقين من الخيالة. ثم واصل طريقه محفوفا بدليلين من مركز أم التمر و اثني عشر صبايحيا إلى قرية الدويرات حيث أسس يوم 9 جانفي 1888 مكتبا للاستعلامات .

 و حسب أحد تقارير مصلحة الشؤون الأهلية يعزى اختيار قرية الدويرات كأفضل موقع لإحداث مركز للاستعلامات لعدة اعتبارات منها أن القرية المذكورة هي مركز قديم آهل بالسكان المستقرين الذين فرضت عليهم ظروف الاستقرار الاستكانة واختيار الحلول السلمية حيال المستعمر و تزويده بالمعلومات اللازمة لفرض سيطرته على السكان  . إلا أن الموقع الطرفي لهذه القرية وصعوبة المسالك المؤدّية إليها جعلها بعد فترة قصيرة من التجربة غير ناجعة لاحتضان مركز للإدارة العسكرية ممّا دفع بالقوات الفرنسية إلى التعجيل بنقل مكتب الاستعلامات في ماي 1890 إلى فم تطاوين وسط أراضي الودارنة .حيث تسهل مراقبتهم و تتوفر إمكانية تنفيذ عملية توطينهم .

لقد مثّل انتقال مكتب الاستعلامات إلى فم تطاوين منذ سنة 1890 ، نقلة نوعية في تاريخ واحة تطاوين التي تحولت من مركز لسلطة عسكرية إلى مركز إداري وتجاري كان النواة الأولى لنشوء أول مركز حضري بفم تطاوين.

III - إحداث النواة الأولى لقرية تطاوين:

1 - بناء السوق و بعض المنشآت العمومية :

انكب ضباط الشؤون الأهلية ، بعد تمركزهم على أطراف واحة تطاوين قرب ثكنة الجيش التي رابطت بها منذ 1888 كتيبة من الجيش الإفريقي وفرقة من الصباحية على تنفيذ سياسة توطين البدو التي كلفت بها القيادة العسكرية بمدنين منذ إحداثها في ماي 1889 لأسباب أمنية وأخرى اقتصادية كان هدفها الأساسي حسب دراسة الضابط شافان " حمل قبائل ورغمّة على التخلص من عاداتهم في النهب و قطع الطرق و محاولة توطينهم داخل أراضيهم ببناء السدود والطرقات ونقاط الماء والقصور والمدارس ...والعمل على ضبط الحدود التونسية - الطرابلسية و دراسة مسألة تطوير العلاقات التجارية مع السودان عبر غدامس "و يبدو أن السوق كان أول المنشآت الاستعمارية التي شرع ضبّاط الاستعلامات في تشييدها مباشرة بعد تحويل مكتب الدّويرات إلى فم تطاوين في فضاء "بكر" لم يشهد سابقا مظاهر التعمير فقد وصف ماكار Macquart المكان قائلا " ثكنة ومكتب متواضع للشؤون الأهلية و سوق ، هذه تطاوين بأكملها " كان الهدف من وراء إحداث مركز تجاري بفم تطاوين خلق نقطة ارتباط لاستقطاب السكان ولأنشطتهم الاقتصادية .و استنباط أداة لمراقبة السّكان عن قرب لأن السّوق إلى جانب كونه مؤسسة اقتصادية خدماتية فهو مؤسسة اجتماعية ينتصب فيها القاضي لحل النزاعات و العدول لكتابة عقود الزواج و الطلاق والبيع ...   .لذلك اختار ضباط الشؤون الأهلية تصميم تخطيط هذا السّوق على بعد حوالي نصف كلم شرقي معسكرهم .وتقول بعض الروايات بأنها فكرت في تصميمه في مكان يعرف اليوم "بغرغار" إلا أنها أدركت أن المكان ليس قابلا للتوسع . ففضلت مكانا أكثر امتدادا وانفتاحا على بعد حوالي 3 كلم من واحة تطاوين. وشرع كمرحلة أولى في تنفيذ تصميم يتشكّل من ساحة محاطة في جهاتها الأربع من دكاكين ذات مقاسات متجانسة .

 

و تذكر التقارير العسكرية الفرنسية الخاصة بحيثيات بناء هذا السوق أن الأرض التي بني عليها السوق هي"هبة" من قاضي الجبل الأبيض محمد الصغير المقدميني" إلا أن المصادر الوطنية أثبتت عكس ذلك فقد كانت أرض السوق و الأراضي المحيطة بها حبسا لأولاد سيدي عبد الحنين أحد عروش الجليدات إلا أن ملكيتها انتقلت عن طريق البيع في عديد المناسبات لصالح قاضي الجبل الأبيض و مكتب الشؤون الأهلية حيث يعود تاريخ إحدى العقود في هذا الشأن إلى أفريل سنة 1891 . كما فوتت عديد الأراضي لصالح مجموعة من المخازنية حسب وثيقة بيع مؤرخة في 3 فيفري1903 . و يذكر نفس المصدر بان أصحاب هذه الأراضي "أجبروا تحت الضغط النفسي و الجسدي لمكتب الشؤون الأهلية على بيع أراضيهم "  لذلك اعتبرت دولة الاستقلال كل المطالب الاستحقاقية بخصوص هذه الأراضي لاغيه باعتبار عدم قابلية الحبس للبيع و تغليب المصلحة العامة لان هذه الأراضي احتضنت منذ عقود طويلة منشآت عمومية هذا إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار تطبيق قانون إلغاء الاحباس لسنة 1957 انطلق نشاط هذا السوق منذ 24 جويلية 1890 ، رغم تأخر الإعلان عن افتتاحه الرسمي  بصدور أمر عليّ في ذلك سنة 1895 .و بعدما حددت أيام انتصابه بيومي الاثنين و الثلاثاء من كل أسبوع . و لقد أشارت بعض التقارير إلى التنامي غير المتوقع في قيمة مبادلاته منذ السنوات الأولى لتأسيسه فقد قفز رقم معاملاته من 350000 فرك سنة 1890 إلى مليوني فرنك سنة 1913 ، مما مكّنه من إحتلال المرتبة الثانية بعد سوق جرجيس ، من جملة 13 سوقا متواجدة بالتراب العسكري، حتى أصبح عدد دكاكينه المائة غير كاف لاستيعاب التنامي المستمر لأنشطته فتّم التخطيط لبناء دكاكين أخرى على امتدادها من الخلف مباشرة.

 

و لعل من أبرز أسباب تنامي النشاط الاقتصادي لهذا السوق  الإجراءات التي اتخذت لصالحه بإيعاز من الجنرال روبيلي Rebillet القائد الأعلى للقوات الفرنسية بمدنين الذي راهن على أهمية هذا السوق باعتباره محطة إستراتجية على طرق التجارة الصحراوية فقد أوصى باحتكار كل الأنشطة التجارية داخل السّوق و حرمان سكان القرى الجبلية من دورهم التقليدي في التجارة المحليّة و الصحراوية و خاصة سكان قرية الدويرات .الذين تذمّروا من هذه السياسة التي تعتبر ضربا لحرية التجارة و عائقا أمام ممارسة تجارة التفصيل. كما ركّز على استقطاب جزء كبير من التجارة الصحراوية بإقرار حرية التجارة و إعفاء المنتصبين بالسوق من دفع الأداءات الجمركيّة و ضريبة المحصولات . و تنظيم إدارة السوق بتأسيس لجنة للإشراف على سير الأنشطة التجارية وإقرار الأمن بالسوق. كما قام ضباط الشؤون الأهلية بتوطيد و تهيئة شبكة من المسالك و الطرقات المؤدية للسوق لتسهيل وصول السّكان إليه ولا يجب أن نغفل أيضا الأهداف الاستعمارية المتمثلة في تسهيل الوصول إلى أماكن وجود البدو الودارنة .

 

ويبدو أن تنامي أهمية السوق و ارتفاع مداخليه حفز الإدارة العسكرية على تدعيمه بإحداث عدّة بناءات عمومية يكون لها نفع في حياة الأهالي فقد سمحت الأرباح الناتجة عن بيع الأراضي بتشييد محكمة للقاضي الشرعي قريبة من السوق  وبناء الجامع سنة 1898 الذي أضيفت إليه المئذنة سنة 1903 . ثم تتالت المنشآت ففي سنة 1911 تم بناء المسلخ البلدي وفي سنة 1912 بناء رحبة الحبوب وسط ساحة السوق و سنة 1913 بنيت الدكاكين الخاصة بالقصابين و في نفس السنة احدث مركز البريد وفي سنة 1914 أحدثت المصحة الاستشفائية وفي سنة 1915 شرع في بناء المدرسة الابتدائية التي تم انجازها سنة 1916 مع الإشارة إلى أن التعليم انطلق بتطاوين في 6 أكتوبر سنة 1908  كما ركّز ضبّاط الشؤون الأهليّة جهودهم على توفير الماء بالقرية بتفجير بئر وتهيئة فسقية عمومية.و هكذا تهيأت هذه القرية المحدثة في ظرف ثلاثين سنة إلى الارتقاء إلى مصاف البلديات بموجب أمر عليّ صادر في 6 أوت 1920  و شهدت انعقاد أول جلسة للمجلس البلدي بتطاوين يوم 24 نوفمبر 1920 برئاسة محمد الصغير المقدميني كاهية تطاوين وبعضوية :

محمد الفاتح بن محمد الصادق

عمر بن رمضان الهواري

سالم بن محمد بن عبد الله المقدميني

اليهودي ربي داويد بن باتو كوهين

اليهودي نسيم بن خليفة المغربي

علي بن سالم شاروندي ( الذي اعتذر عن الحضور)

وبموجب الأمر العلي المؤرخ في15 أكتوبر 1921 تم ضبط حدود المجال البلدي المستفيد من الخدمات البلدية و الخاضع للأداءات .

الا أن السؤال لذي يطرح بإلحاح بعد استعراضنا لمراحل إحداث النواة الأولى لقرية تطاوين هو هل ساهمت هذه المنشآت في إرساء ثقافة الاستقرار و تقاليدها لدى السكان المحليين أو بالأحرى هل تمكنت من توطين البدو؟.

2 - أوائل المتساكنين بالقرية :

تشير المصادر بأن القسم الأكبر ممن عمر هذه القرية في بداياتها يتكون من يهود كانوا توافدوا على السوق منذ تأسيسه فقد بلغ عددهم حسب إحصاء السكان لسنة 1921 ، 369 فردا.  ورغم نسبتهم المتواضعة التي لا تتجاوز 1,02بالمائة من العدد الجملي لسكان المنطقة فان فاعليتهم كانت كبيرة على المستوى الاقتصادي إذ احتكروا قسطا هاما من عائدات السوق باحتكار تجارة التفصيل و ممارسة النشاط الربوي ، مما مكنهم من شراء أراضي لبناء منازل خاصة وصفتها إحدى الدراسات على أنها " منازل جميلة ذات الطابق أو الطابقين زينت بشرفات خضراء ذات طراز أروبي و حليت برسوم تشير إلى الانتماء العقائدي لأصحابها "  و قد نافس اليهود بهذه القرية الناشئة تجارا مسلمين قدموا من جربة وقابس للانتصاب بالسوق و بعض السكان المحليين من سكان القرى الجبلية مثل الدّويرات وشنني الذين أجبروا على تحويل أنشطتهم التجارية نحو سوق تطاوين إلا أن المصادر لا تشير إلى استقرار هذه الفئة بالقرية , و من المرجح أنهم خيروا المحافظة على سكنهم بقراهم .و إلى جانب التجار فانه من البديهي أن يسكن مركز تطاوين عدد من مستخدمي الإدارة الفرنسية من ضباط الشؤون الأهلية و مخازنية حضوا بامتيازات هامة. فقد اغتصبت لصالحهم أراض من حبس سيدي عبد الحنين لبناء مساكن  و وزعت عليهم مجانا في مناسبات عديدة مقاسم لممارسة البستنة تصل أحيانا إلى 25 قطعة للفرد الواحد  .

ويبدو أن هذه القرية لم تكن مكانا خصبا لاستقطاب المستوطنين الفرنسيين و الأجانب ( كالمالطيين و الايطاليين )، على عكس القرى المحدثة بمناجم قفصة و القرى الزراعية بالشمال التونسي ( النفيضة ،سوق الأربعاء ،ماطر...) ، لقساوة مناخها و افتقارها لثروات طبيعية فقد كان السكان الأجانب لا يتجاوزون الـ 41 شخص حسب إحصاء سنة 1921 منهم 33 فرنسي و 08 من جنسيات أروبية أخرى .

و عموما فان إحداث القرية كان مناسبة لفك عزلة المنطقة ويسّر لها تنويع نسيجها البشري باستقرار اليهود و بعض الاروبيين .كما سهل بداية اتخاذها في دائرة الاقتصاد النقدي أما السّكان المحليون من بدو و مستقرين  فقد أصبح سوق هذه القرية يمثل لهم مركزا حيويا يتزودون منه بحاجياتهم من السلع الاروبية (كالكبريت و الصابون والقماش و السكر و الشاي ...) التي تدفقت عبر موانئ الجنوب الشرقي، و نجحت بسرعة في اختراق العادات استهلاكية و الغذائية الموروثة للسكان . كما كانوا يتجهون إلى السوق لترويج بعض الفوائض من منتوجاتهم كالحبوب لتوفير سيولة نقدية لازمة لاقتناء حاجياتهم ، مما يضفي على السو ق حركية و ارتفاعا في قيمة معاملاته خاصة بعد موسم الحصاد إلا أن استيعاب هؤلاء السكان لأهمية هذا المركز في حياتهم اليومية ومعاملاتهم التجارية لم يتبعه عملية استقرار داخل القرية رغم توفره على جل المرافق الأساسية ( المصحة و المدرسة...) بل بقيت علاقتهم بالمكان يحكمها نوع من التحفظ و الخوف باعتباره مركز للسيادة الاستعمارية و الحكم العسكري الصارم " فلم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب من بناية مكتب الشؤون الأهلية وكان على كلّ من قادته قدماه طوعا أو كرها أن يؤدّي التحيّة اللائقة بمقام "الرّومي" سيّد المكان ... "  و لعل أفضل دليل على ذلك محافظة الخيمة المأوى المفضل لدى البدو على موقع الصدارة داخل هرم أنماط السكن بمنطقة تطاوين الذي بلغ 5570 خيمة في حدود سنة 1924 ، بالمقارنة مع نمط الاستقرار في الأكواخ والمنازل الحجرية التي بلغ عددها 2360 منزلا و 760 كوخا فقط  وهو مؤشر على تمسك البدو بنمط حياتهم فليس من اليسير إقناع البدو بالاستقرار و الانخراط في عملية تحويل شامل في نمط إنتاجهم وفي سلوكياتهم و هياكلهم التنظمية الموروثة إذ أن نمط الإنتاج الرعوي القائم على البداوة "يتجاوز المعنى الضيق وهو الترحال بحثا عن المرعى إلى مفهوم أوسع يعني نمط عيش و علاقات اجتماعية ونظرة إلى العالم " لذلك استوجب سياسة توطين البدو عقودا طويلة لتصبح واقعا ملموسا

خاتمة:

لقد كان لإحداث نواة لقرية داخل واحة تطاوين انعكاسات مجالية و اقتصادية و اجتماعية جمّة قفزت بالمكان من مجرد محطة واقعة على مسالك القوافل التجارية و مواكب الحجيج إلى سوق تجاري هام نسبيا استطاع ربط علاقات مع مراكز التجارة الصحراوية و مع الموانئ المتوسطية بالجنوب التونسي التي كانت بوابة المنتوجات الاروبية وعن طريقها انتشر استعمال النقد . ولئن نجحت السياسة الاستعمارية بالمنطقة في خلق أول تجمع حضري بفم تطاوين باستقطاب عناصر دخيلة عن المكان كاليهود وبعض موظفي الإدارة العسكرية من ضباط للشؤون الأهلية وبعض المخازنية إلا أن طموحاتها بقيت مبتورة بسبب عدم نجاحها في توطين البدو داخل هذه القرية الناشئة.

 

عمل تاريخي علمي من انجاز الاستاذة الجامعية فاطمة جراد

 المراجع :

بوطبة (أحمد التوهامي )، لمحات من تاريخ تطاوين ،تطاوين2002، نسخة مرقونة ،ص.13[1]

العزلوك ( علي ) ، ملامح من تاريخ و حياة الجنوب ، منشورات اللجنة الثقافية الجهوية بمدنين ، بدون تاريخ نشر ،ص17 [2]

[3] هما جبل برورمت و جبل آخر يطلق عليه محليا صدّ العبيد.

و الصدّ جمع أصداد و صدود بمعنى الجبل، المرجع: ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت 1997، ص.  20

 العزلوك ( علي)،المرجع المذكور سابقا،ص,17 [4]

 Louis (A.) , La Tunisie du sud : Ksars et villages de crêtes , éd., Centre National de la Recherche Scientifique, Paris 75, pp.45-90

  ورد في مقال لمحمد الهادي الغرابي "تطور السكن في جبل دمر عبر العصور :غمراسن و محيطها القريب نموذجا" ، المدينة في المجتمع المحلي ،متدى نور الدين سريب ،جرجيس جويلية 200 ص,218

  Martel(A.), les confins saharo- tripolitains de la Tunisie(1881-1911),PUF, Paris, 1965,vol.1, p.95

  Blondel (E.), Dans le sud tunisien,impressions de voyage ,Tunis 1903,p.42

 

 Macquart (E.),Chez" les troglodytes de l'extrême Sud Tunisien ",bull.de la société de géographie d'Alger et de l'Afrique de nord, 4e tri., 1905, p.562

  Martel(A.),les confins...op.cit, p.94 et S.A.I, Historique du Bureau des Affaires indigènes de Tataouine, bourg 1931, p.5

 Ibid ,p.89

 [12] Ibid, p.94

 [13] Rebillet (cpt.),le Sud de la Tunisie,ksar metamer,Avril 1886,p.18

  القبائل المكونة لكنفدرالية ورغمة هي : الودارنة،التوازين ،غمراسن ،الخزور، الحوا يا ، ترهونة ،عكارة

 

 Forest, Tataouine et sa région : les tribus, CHEAM, 1942, p. 22

 

 Louis (A.), "Le monde berbère de l'extrême sud Tunisien", in R.O.M.M, n°11-12, 1972, p p.112- 114

 

 Ben Hamadi (s.), les mythes d'origine chez les tribus du sud tunisien, thèse de 3e cycle (D.R.A),fac de lettre et sciences humaines ,Tunis 1977,p.189

 

 Le Bœuf (J.), Les confins ..., p.20

 Martel (A.), op.cit, 48

  العزلوك (علي)،المرجع المذكور، سابقا،ص17

  Martel (A.), Les confins ..., p.75

  Rebillet (cpt), op.cit, p.35.

  Louis(A.),nomades d'hier et d'aujourd'hui dans le sud Tunisien ,Aix -en -Provence,1975,p.32.

  Le Bœuf(J.) ,les confins de la Tunisie et de la Tripolitaine :historique de la tracé de frontière ,Bergé-levrault et Cie -éditeurs,Paris 1909,p.46

 سنتحدث عن بناء النواة الأولى للقرية بنوع من التفصيل في العنصر الموالي [25]

 مقابلة في أكتوبر 2006 مع السيد الضاوي موسى ، أحد المهتمين و المدونين لتاريخ جهة تطاوين . [26]

 - المقيل بمعنى مكان للاحتماء من أشعة الشمس أثناء القيلولة

 - معيز بمعنى قطيع من الماعز

 - الدغاغرة : فرع من فروع الودارنة من أولاد سليم

  Le Bœuf (J.), « historique de la conquête pacifique de territoire militaire de Tunisie », in R.T,n°63,mai,1907,p.112

  I.S.H.M.N., Archives Diplomatiques de Nantes, Carton 123, dossier notice sommaire sur les Ouerghemma .traduction personnel

  S.A.I, Historique, du bureau des Affaires Indigènes de Tataouine, Bourg, 1931, pp.15-17

 Martel (A.), les confins ..., t. I, p.274.

  Ibid, t. I, p.276

  S.A.I, op .cit,p.16

  Ibid,T.I, p.16

  Ibid, t. I, p.17

  Ibid

 Martel(A.) , les confins ...,t.I , p.303

  Ibid

  Ibid

  Martel (A.) , « Le maghzen du sud tunisien ( 1881- 1910) » , C. T , n° 32 , 4è tri.,1960 , p. 11.

  Ibid

  Martel (A.), Les confins ..., t.I, p.326

  Ibid, t.I, p.328.

  Ibid, t.I, p. 384

  Ibid , t.I , p.384

  Martel (A. ) , Le Maghzen ..., p. 20

  S. A .I , op.cit, p.19

  Ibid, p.19

  Ibid , p.19

    Macquart,op.cit, p.562

  Chavanne (Cpt.),op. cit., p 39.

  Macquart (E.),op.cit , p.564

  Trabelsi (mohsen)," rôle des souks dans la polarisation de l'espace regional ",R.T.S.S ,n°52,1978,p.128

 

 S.A.I.,op. cit, p.34.

 

العزلوك ( علي )،المرجع المذكور سابقا ،ص.22[55]

 

 S.A.I.,op.cit.p34.

 

 Ibid, p.34

 

محمد الصغير المقدميني : شغل خطة قاضي بالجبل الأبيض منذ 1890 ثم كاهية تطاوين إلى منتصف الأربعينات [58]

 

 بمعنى مصادر ما بعد الاستقلال

 

 نص الحكم الصادر في صفاقس عن المحكمة العقارية المختلطة حول تسوية وضعية حبس سيدي عبد الحنين و الموجه بتاريخ 22 جانفي 1957 إلى مقدم الحبس

 

 نفس المصدر السابق

 

نفس المصدرالسابق[62]

 

 

 

[63] I.S.H.M.N.,Archives d'Outre -Mer, série 26H, carton 26H14 , rapport juillet 1890.

 

 و.أ.و.ت، السلسلة E، صندوق 59، ملف 3، وثيقة عدد 22 و31و 36 و 39

 

مع الإشارة إلى أن هذا التأخير يعزى إلى تعقد الوضعية العقارية لأراضي هذا السوق فقد تعددت المراسلات بين الإدارة العسكرية و إدارة المال في خصوص تأخر وصول وثيقة الهبة الصادرة عن محمد الصغير المقدميني

 

 و.أ.و.ت ، السلسلة E ، صندوق 59 ، ملف 3 ، العام ، ;وثيقة عدد 35 بتاريخ 31 أوت 1895.

 

لا تذكر هذه الوثيقة التاريخ المحدد لصدور أمر علي بخصوص سوق تطاوين،

 

 Blondel(E.), Dans le sud Tunisien,impression de voyage ,Tunis 1903,p.42

 

 و.أ.و.ت، السلسلة E ، ملف 59، وثيقة رقم 31، تقرير الضابط لكلارك إلى المقيم العام بتاريخ 12 جوان 1895 .

 

 S.A.I, op.cit , p.34.

 

 I.S.H.M.N. , Archives d'Outre -mer , série 26H , carton 26H14 , rapport 1894.

 

 I.S.H.M.N.,Archives d'Outre -mer, série 26H, carton 26H14 , rapport avril 1891

 

[71] S.A.I, op.cit, p.34

 

لقد تعرضنا بإطناب إلى تطور المعدلات الشهرية لقيمة المبادلات في بحثنا حول" "تطور الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية بجهة تطاوين من 1881 - 1925 "،شهادة الدراسات المعمقة ،كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بتونس،2003 ،ص ص.84-86

 

 و.أ.و.ت ، السلسلة E ، صندوق 59 ، ملف 3 ، تقرير الجنرال لكلارك قائد فرقة الاحتلال إلى المقيم العام ، بتاريخ21 جويلية 1891

 

 نفس المصدر و التقرير .

 

 و.أ . و. ت، السلسلة E ، صندوق 59 ، ملف 3، رسالة من عامل قابس إلى المقيم العام ، قابس في 18 أوت 1892.

 

 نفس المصدر و التقرير .

 

نفس المصدر و التقرير .

 

 S.A.I, op.cit, p.36.

 

 

 

[79] Ibid , p.34

 

 

 

لا تذكر المصادر تاريخ بناء المحكمة لكن من المرجح أنه متزامن مع بناء السوق                                            -

 

 

 

[80]أو السبيطار كما يسمى لدى سكان المنطقة إلى يومنا هذا

 

 

 

 S.A.I, op.cit, p.35

 

 I.S.H.M.N., Archives d'Outre -mer (Aix -en - Provence), série 26 H, carton 26H 15, rapport octobre 1908.

 

يقول احد الشيوخ الذين انتسبوا إلى المدرسة الابتدائية سنة 1924" أن التعليم انطلق سنة 1908 داخل الثكنة و تواصل الأمر كذلك إلى حدود الحرب العالمية الأولى اذ انتقل التعليم إلى فندق الغدامسي ومنه إلى المدرسة التي تم إحداثها" ،ورد ت هذه الشهادة في كتاب تطاوين تحت الإدارة الفرنسية من 1882-1930 تعريب منصور بوليفة و عبد النور الجليدي

 

 

 

 S.A.I , op. cit ., P 37.

 

 الرائد الرسمي التونسي عدد 77 ليوم 25 سبتمبر 1920

 

أرشيف بلدية تطاوين ،محضر أول جلسة للمجلس البلدي،مؤرخة في 24 نوفمبر 1920[85]

 

نفس المصدر السابق[86]

 

 الرائد الرسمي التونسي عدد 84 ليوم 19- 10- 1921

 

 Joly (A.), " notes géographiques sur le sud tunisien", extrait du bulletin de la société de géographie d'Alger, (Sans date d'éditions), p.66

 

 I.S.H.M.N., Archives du Ministère des Affaires Etrangères, série Tunisie (1917-1940) carton n° 29, rapport avril 1921.

 

Marty (A.J), op.cit., p.521.

 

 S.A.I, op.cit, p.34

 

 Joly (A.),op.cit,p.66

 

الترجمة من اجتهادنا

 

 Ibid, p.66

 

 و.أ.و.ت ، السلسلة E ، صندوق 59 ، ملف 3 ، تقرير الجنرال لكلارك قائد فرقة الاحتلال الموجه إلى المقيم العام ، بتاريخ 13 جويلية 1892.

 

 الوثيقة المشار عليها سابقا حول تسوية وضعية حبس سيدي عبد الحنين     - يذكر سكان المنطقة بان المخازنية اختاروا بناء مساكنهم على سفح جبل مطل على السوق سمي " بصدّ المخازنية "أي جبل المخازنية ، هذه المعلومة أفادني بها الأستاذ منصور بوليفة أكتوبر 2006

 

 Joly(A.),op.cit ,p.66

 

 حفيظ الطبابي ،القرى الاستعمارية : قرى مناجم قفصة نموذجا ، المجلة التاريخية المغاربة ، السنة 29،العدد 107- 108، جوان 2002،ص.139 - ص.143

 

 I.S.H.M.N., Archives du Ministère des Affaires Etrangères, série Tunisie (1917-1940) carton n° 29, rapport avril 1921

 

كان سكان القرى الجبلية كغمراسن يطلقون على هذا المركز "الوطن" كقول أحدهم "إنّي ذاهب إلى الوطن"[99]

 

Forest , op.cit., p.26.

 

 ليسير (فتحي)، نجع ورغمة تحت الإدارة العسكريّة الفرنسيّة 1881 -1939 ، شهادة التعمق في البحث ، إشراف محمّد الهادي الشّريف ، كليّة العلو م الإنسانية و الاجتماعية بتونس ، ماي 1991، ، ص.318- 319.

 

 

 

 I.S.H.M.N., Archives d'outre -mer, série 26H, carton 26H15, rapport mai 1907.

 

موسى( الضاوي )،" ذاكرة تطاوين :ذاكرة الإنسان" ، مقال مرقون ،تطاوين 2006[103]

 

Bernard (A.), Enquête sur l'habitation rurale des indigènes de Tunisie, Tunis 1924, p.. 100

 

دون اعتبار الغيران التي هي نمط سكن خاص بسكان القرى الجبلية والتي بلغ عددها حسب هذه الدراسة الــ 10986 غار

 

 الطبابي ( الحفيظ)،"عالم ينهار وعالم في طور التشكل : حول أزمة المجتمع الرعوي التقليدي خلال الفترة الاستعمارية ومسار إخضاع البداوة (مثال قفصه )" ،مداخلة في أعمال الندوة الدولية عدد12 حول الجنوب التونسي من الاحتلال إلى الاستقلال 1881-1956 ،تونس 2005 ،ص.46

 

 

 

الفيلالي( مصطفى)," تجارب إدماج البدو في تونس" ،حوليات الجامعة التونسيّة، عدد3 , تونس 1966,ص.152[106]

 

المصدر: عمل تاريخي علمي من انجاز الاستاذة الجامعية فاطمة جراد
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 3271 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2012 بواسطة maamoud

ساحة النقاش

atikene

تشكر على هذا المجهود سي محمود

محمد عصر

عدد زيارات الموقع

23,898