قال: أنا صاحب ثانى أكبر عملية تهجير فى تاريخ مصر بعد تهجير النوبة
سمير فرج: الرئيس طلب منى أن أزيل بيوت القرنة
الخميس، 26 نوفمبر 2009 - 21:53
سمير فرج فى حديثه لـوجدى الكومى
حوار وجدى الكومى
<!-- AddThis Button BEGIN --> <!-- AddThis Button END -->هاجمنى التجار حينما هدمت البازارات، وحاربنى الفرنسيون عندما هدمت بيت عالم فرنسى، وهاج علىّ الأهالى عندما أزلت ملعب كرة، وفور تنفيذ خطتى وجدت أسفل هذه المنشآت حمامات أثرية وأقدم سد لحماية المعبد من الفيضان.
الناس كتبوا على "الحيطان" آية "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، فقلت "لو أنا غلطان ربنا يودينى النار"، وهدمتها.
حينما هدمت قصر الثقافة بنيت واحدا آخر لكن بهاء طاهر أعطانا نصف فدان لإنشاء قصر ثقافة يحمل اسمه.
حاوره وجدى الكومى
سمير فرج، اسم يختلف عليه الكثيرون، ويشيد به آخرون، قضى خمس سنوات رئيسا لمجلس مدينة الأقصر قلب فيها أشياء كثيرة رأسا على عقب، جعل من عبارة "الأقصر تتحول إلى متحف مفتوح" شعارا عاما للمدينة.. اليوم السابع التقاه فى الأقصر بمناسبة افتتاحه لمهرجان طيبة الثقافى الدولى.. عن مشكلات الأقصر ودورها الثقافى، والصراعات على الأراضى والآثار، وهجوم الكثيرين عليه، ومسئوليته عن ثانى أكبر عملية تهجير فى تاريخ مصر، ومصادر قوته، كان لليوم السابع هذا الحوار.
ألا يعد هدمك لقصر ثقافة الأقصر ثم وضعك الآن حجر الأساس لقصر ثقافة بهاء طاهر تناقضا؟
كان يجب أن أهدم قصر الثقافة لأنه كان ملاصقا لمعبد الأقصر، ولم أقم بذلك فقط، بل أزلت فندق الوينتر بالاس الجديد الذى كان ناطحة سحاب لأنه كان يحجب معبد الأقصر.
وهل كنت ستبنى قصر ثقافة جديدا حتى لو لم يتبرع بهاء طاهر بالأرض للمشروع؟
بالفعل بنينا واحدا مكانه تكلف 60 مليون جنيه، لكن بهاء طاهر أعطانا نصف فدان لإنشاء قصر ثقافة يحمل اسمه، أما قصر الثقافة الذى بنيته فلا يوجد مثله فى مصر، وكان يجب على أن أفعل هذا لأنى كنت أخطط لأقصر جديدة لتكون عاصمة ثقافية جميلة مثلما كانت فى الماضى.
وهل كانت هناك خطط لتطوير المدينة وتحديثها لتناسب تصورك الجديد؟
حينما توليت رئاسة المدينة، لم أجد أى خطة عمل للتطوير، لذلك أمرت مديرى الإدارات بعمل خطط مستقبلية، واستعنت بأبحاث المركز الإنمائى للأمم المتحدة، ووضعت خطة معتمدا بنسبة 60% على هذه الأبحاث، وبالمناسبة هذا المركز قدم دراسات تطويرية لـ 22 محافظة، لكنها كلها فى الدرج، وخلال 3 أشهر كاملة، وضعت مخطط تنمية شاملة للأقصر ليتحقق على مدار 25 سنة، واضعا فيه حلولا لكل المشكلات المتوقع حدوثها فى مختلف القطاعات، وبدأنا التطوير من أول يناير 2005.
لماذا لم يلتفت أحد لهذه الدراسات لتطوير الأقصر؟
أنا لا أريد أن أتكلم عمن سبقونى، ولا أريد أن أعيب فى أحد، لكنى عندما حلفت اليمين أمام الرئيس قال لى : "أمامك 3 سنين تطور الأقصر، ولازم تشيل بيوت "القرنة" المبنية على 950 مقبرة فرعونية فى البر الغربى"، فكان ذلك مطلبا رئاسيا له الأولوية، وحينما أمرنى الرئيس بذلك قلت له: تمام يا أفندم.
إزالة بيوت سكان القرنة فى البر الغربى كان بالتأكيد أمرا فائق الصعوبة؟
بالتأكيد، لأنها كانت ثانى أكبر عملية تهجير فى تاريخ مصر بعد تهجير النوبة، وبلغ عدد الأسر التى تم نقلها 3200 أسرة، لكنى نجحت فى ذلك بالتخطيط "الصح" فعندما نزعت الملكيات، كنت أعطى لأصحابها ثمنها، التى وصلت لثلاث أرباع المليون لكل صاحب بيت.
وهل هذا ما حدث فى القرنة؟
القرنة لها وضع خاص، فلم ندفع لهم "فلوس"، لأنهم كانوا يسكنون فى عشش عشوائية بنوها فوق أراضى الآثار، والمقابر الأثرية التى كانوا يسكنون داخل بعضها وكل ذلك طبعا بالمخالفة للقانون.
هل قمت بنقلهم من منطقة المقابر الأثرية تماما إلى خارج البر الغربى؟
أخذنا مكانا داخل البر الغربى، لكن خارج المنطقة الأثرية بحوالى 3 كم، وقسمناها إلى 4 نجوع، وخلال عام ونصف العام انتهينا من بناء قرية القرنة الجديدة فى منطقة الطارف، وخلال ذلك اكتشفنا تماثيل أثرية، وواجهتنا مشكلة تجفيف المياه الجوفية، لكن تغلبنا عليها عندما كلفت اليونيسكو شركة أوروبية بمتابعة الخندق القديم الذى صممه المصريون القدماء، وهناك مشروع جديد جارى عمله لحل مشكلة المياه الجوفية فى البر الغربى.
وماذا فعلت فى المنطقة المحيطة بمعبد الكرنك؟
أزلت البازارات التى كانت ملاصقة للمعابد، وكان هناك أيضا ملعب كرة يواجه ساحة المعبد، والكثير من التعديات الأخرى، كما أزلت بيت العالم الفرنسى "لوجران" مكتشف خبيئة الكرنك، ولذلك حاربنى الفرنسيون، الذين كانوا يريدون الحفاظ عليه بحجة أنه أثر، وسلطوا اليونيسكو ليمنعونى من إزالته، كما هاج علىّ آخرون عندما قمت بإزالة ملعب الكرة، وأرسلوا لى لجنة من الشباب والرياضة، لكنى أزلت كل هذه التعديات التى كان من ضمنها مطعم ثلاثة أدوار أمام الكرنك، ووجدنا أسفل البازارات، حمامات أثرية بناها الرومان للتطهير قبل ممارسة الشعائر فى الكرنك، وأسفل بيت لوجران وجدنا أقدم سد لحماية المعبد من الفيضان.
كيف حصلت على القوة لإنجاز ومواجهة كل الاعتراضات والمشاكل؟
رئيس الجمهورية دعمنى بكل شىء، والدولة أعطتنى "الفلوس"، وكل هذه المشروعات نفذتها القوات المسلحة، وعندما كان يعترض المعترضون كنت أقول لهم إننى "سأبلغ الريس بهذا"، فكانوا يصمتون لأنهم يعرفون علاقتى بالرئيس الذى عملت معه 8 سنوات. وحينما سألنى وزير الصحة "أنت إزاى قوى كده"؟ قلت له "عشان إيدى نظيفة ومش باقى على الكرسى".
كيف واجهت الأهالى أثناء عملية التطوير؟
الناس كتبوا على الحيطان آية "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، فقلت "لو أنا غلطان ربنا يودينى النار"، وهدمتها.
هل ستمنع السيارات فعلا من المرور على الكورنيش؟
نعم لكن فى منطقة المثلث الذهبى التى تتوسط معبدى الأقصر والكرنك وطريق الكباش فقط، وسوف يكون الطريق عبارة عن "مشاية للحناطير والإسعاف فقط".
هل انعكس ذلك على زيادة معدلات السياحة فى الأقصر؟
طبعا فالعام الماضى حققنا أعلى معدلات الإشغال السياحى الذى بلغ 97% أى أعلى من الغردقة وشرم الشيخ، إضافة إلى أن صحيفة الديلى تيلجراف قد نصحت البريطانيين بعشرة أماكن للزيارة، الأقصر كانت على رأسهم.
ما هو طموح سمير فرج على المستوى المهنى؟
ليس لى أى طموحات، ولا أطمع أن أكون وزيرا أو خفيرا، ولو جئت حارسا على بوابة كنت سأعمل لجعلها أفضل بوابة عمارة، وكل ما أفكر فيه فقط هو العمل.
لماذا يهاجمك الناس فى الأقصر؟
هذه طبيعة الشعب المصرى، الشارع المصرى "عاوز ياكل، يودى عياله المدرسة، لكنهم لا يهمهم مؤتمر طيبة الثقافى مثلا، هل سنوقف التطوير من أجل بعض الآراء، وهذه الاعتراضات فى كل مكان وليس فى الأقصر فقط".
للمزيد زوروا موقعنا على البوابة الالكترونية :
www.luxoregypt.org
ساحة النقاش