تتكون النجوم داخل تلك السحب الكثيفة التي تكون في
منأى عن النجوم فتستطيع أن تحتفظ بدرجات حرارة منخفضة، مما يساعد على
انكماش مادة السحابة نحو مركز في داخلها.
وقد تنقسم السحابة الأم إلى سحب صغيرة ليتكون بداخل كل منها نجم جديد، ومن
هنا تصبح السحابة الأم رحماً لعشرات النجوم الجديدة. ولقد لاحظ الفلكيون
أن النجوم الجديدة تتكون بالعشرات في بطن واحدة، فأرحام السحب غنية
بإنتاجها من النجوم.. ومع انكماش مادة السحابة نحو مركزها تزداد الكثافة
حتى تقترب مما نعرفه (بالكثافة الشمسية)، وفي تلك المرحلة المتأخرة تستطيع
الكتلة المركزية أن تحبس الحرارة داخلها مما يساعد على ارتفاع الحرارة
بشكل كبير لتبدأ التفاعلات النووية.
وهنا نقول: إن قلب النجم الجديد بدأ ينبض بالحياة، ويكون الجنين قد أصبح
نجماً جديداً، طفلاً يزهوا بضيائه ونشاطه ليعلن عن بدء الحياة لكائن جديد
قال له رب العزة كن فكان.
ويسمى الفلكيون النجم الوليد باسم (ت الثور)، وهي تسمية غريبة لا علاقة لها بطبيعة تلك المرحلة الأولية من حياة النجوم.
رصد الفلكيون نجوماً من تلك المرحلة الأولية (من حياة النجوم) وحددوا
صفاتها منذ زمن ليس ببعيد، ولكنهم وقتذاك لم يعرفوا كنه وطبيعة هذه
النجوم.
وكان أول نجم يرصد بتلك الصفات هو نجم (ت) الموجود في مجموعة الثور.
ومن هنا فإن كل نجم رصد بنفس الخصائص كانوا يلقبونه بفصيلة نجم النجوم.
وعموماً فإن النجوم الوليدة تتميز بلمعان شديد يميل إلى الزرقة، كما أن
النجم يكون متغيراً في تلك المرحلة، كحال الطفل الوليد في عالم البشر، إذ
يكثر البكاء والصراخ في أوقات متلاحقة إلى أن يعوده أبواه على حاله من
الاستقرار والهدوء.
عدد زيارات الموقع
704,906
ساحة النقاش